د . ياسين سعيد نعمان يكتب :
ثنائية النرجسية والطيش
لا نريد أن نستعجل النهايات في مشاورات "السلام" على الرغم من كل ما تحمله الظروف المحيطة من دلالات محبطة.
ثنائية النرجسية والطيش لا تجد لها امتداداً سوى في تصريحات وفد الانقلابيين الحوثيين "لا نرفض ولكننا لا نقبل".
الخلاصة التي يطلقها الانقلابيون في هذه المرحلة المبكرة من المشاورات، والتي تعكس غياب المسؤولية في استلهام حاجة الشعب إلى السلام بعد أن طحنته الحرب والأمراض والجوع والتشرد.
نرجسية مستندة إلى ميوعة الموقف العام الناشئ عن تفكيك جذر المشكلة، التي خلقوها بانقلابهم المشؤوم، ومحاولة المجتمع الدولي إلباسها ثوباً يستر عورتهم.
طيش لا يمكنهم من فهم الضرورات السياسية والإنسانية للانخراط في عملية سلام جادة تجنب اليمنيين المزيد من الدمار والدماء، ولا يستوعبون معه حجم الجريمة التي أغرقوا فيها اليمن حتى يغنموا الفرصة لإعادة بناء موقف إيجابي تجاه هذا البلد الذي خربوه.
ثنائية النرجسية والطيش تختزل كل هذا الجهد لتحقيق مكاسب سريعة.
إذا اعتقدوا أنهم جاءوا من أجل تحقيق مكاسب فقط فإنهم واهمون.. يريدون مطار صنعاء (ومن منا لا يريد فتح مطار صنعاء لإنهاء معاناة الناس) لكنهم لا يقبلون الحديث عن فك حصار تعز، ولا الحديث عن الحديدة، أو الممرات الآمنة لإيصال الغذاء والدواء للناس، ولا المرجعيات التي تنتظم في إطارها عملية السلام وبناء الدولة.
يقفزون إلى الجانب السياسي مرة واحدة بدون معالجة الوضع الأمني والعسكري وموضوع السلاح.. ينطون الحواجز بحثاً عن مكاسب أو فليذهب السلام إلى الجحيم.
أحدهم يقول إن المبادرة الخليجية انتهى زمنها وإن الأمور قد تبدلت. من المسؤول عن استغراق الزمن؟ أليسوا هم الذين انقلبوا على العملية السياسة بقوة السلاح، وهم بذلك غير مؤهلين بأي صفة كانت لنقد استغراق الزمن، أما التبدلات التي حدثت فهي في الحقيقة ما يريد الانقلابيون فرضه على الواقع بانقلابهم، بمعنى إما أن تقبلوا بنتائج الانقلاب أو أنه لا سلام.
باختصار.. كل ما يبحثون عنه هو، كما يبدو، مكافأة سريعة لقبولهم المشاركة في المشاورات.. هكذا يتصرفون حتى الآن.