د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

السلام في اليمن بين الأماني والمستحيل !!

تجاوزنا منتصف العام الرابع للحرب المنسية في اليمن وقد ضربته المجاعة حتى أكل بعض سكانه أوراق الأشجار ..ومن سلم من الجوع ضربته الكوليرا ومات على الطريق قبل أن يصل إلى أقرب مستشفى ..والسعيد من نجا وحصل على سرير داخله ومن لم يجد تمدد على الأرصفة في ساحات المستشفى تحت وهج الشمس والغبار مما يضاعف معاناته !!

وأعلن وزير حقوق الإنسان اليمني محمد عسكر أن إجمالي عدد القتلى والمصابين والمختطفين المدنيين خلال الفترة من سبتمبر 2015م إلى الفترة ذاتها عام 2018م تجاوز 67الف شخص !!
كما أن 70% من السكان لا يحصلون على ما يكفي من الغذاء ..وتتركز المجاعة في محافظات :الحديدة وصعدة وتعز وحجة ..!!
ومات 85الف طفل دون سن الخامسة خلال 3 سنوات من سؤ التغذية !!
كما بات 14 مليون يمني على حافة المجاعة!!
وفي تقرير للأمم المتحدة أن اليمن بحاجة إلى خمسة مليار دولار لمواصلة أعمال الإغاثة ..ورغم ذلك كله فان :
المعونات منهوبة ...والأدوية معدومة والسجون مفتوحة ..والدماء مسفوكة ومن يدفع الثمن هم أبناء الشعب اليمني الذين يساقون قسرا إلى جبهات القتال شيبا وشبانا وأطفالا وهؤلاء الأبرياء هم وقود الحرب !!
ناهيك عن تدمير البنى التحتيه وانهيار الخدمات والمرافق والمدارس والجامعات
.. بينما الساسة والقادة يتمددون في الفنادق الفاخرة أو في قصور محصنة وينعمون بحياة مترفة ويصدرون التوجيهات والأوامر!!
ومثل هؤلاء يقتاتون على آلام ودموع وأوجاع الشعب اليمني وكأن الأمر لا يعنيهم
والأدهى والأمر أن قادة تلك المليشيات السلالية العنصرية التي تصنف نفسها إلى قناديل ...وبقية أبناء الشعب اليمني إلى زنابيل !!
ومصطلح القناديل كلمة فارسية عنصرية استخدمها الفرس لتميزهم عن عرب الصحراء من المسلمين الفاتحين .
وهي تعني لغة الشيء المضيء العالي في السماء الذي تدور حوله الفراشات الملونة
وقد تم تكريس هذا المصطلح في اليمن من قبل أدعياء الهاشمية وهم أصلا دخلاء على اليمن ..وكما يقول العرب " كل شيء يحن لأصله"!!
أما الزنابيل فهي تعني دلالة على الوعاء الخشن المصنوع من سعف النخيل والذي يوضع على ظهور الدواب ويحمل عليه روث الحيوانات والقمائم والأوساخ وتصدر منه الروائح الكريهة !!ّ
هكذا يسخر السلاليون من أحفاد سبأ وحمير وأبناء الملوك والأقيال في اليمن !!
ليس هذا فحسب بل قاموا بإقصاء الكوادر الوطنية غير المنتمية إليهم من مناصب مدراء العموم والمراكز المدنية والعسكرية والدوائر المالية والبنوك وكافة المرافق والمؤسسات القيادية في الدولة وذلك من بيوت :
الشامي ،والسقاف ،والمتوكل ،والكبسي ،والمؤيد،والمروني ،وشرف الدين الخ من الأسر السلالية التي بنت عقيدتها القتالية على الاستحواذ على مفاصل الدولة الهامة واحتكرتها لنفسها !!
وأسست تنظيمها على غرار " حزب الله اللبناني" وكل ذلك بقوة السلاح !!
فأي شراكة مع هؤلاء وهم لا يرون إلا بعين واحدة ؟؟
أما في الجانب الآخر فتوجد ما يسمى بالشرعية وهي خليط من حزب الإصلاح "الاخوانجي " وبقايا المؤتمر الذي تصدع بعد مصرع رئيسه والذي عجز رفاقه عن المطالبة بجثته من باب " كرامة الميت دفنه " وهو أقل واجب لكرامة "الزعيم " الذي تخلوا عنه لحظة الحقيقة !!
كما تضم "الشرعية" بقايا أحزاب وبعض المتسلقين من الوصوليين والمنتفعين من الجنوبيين الذين باعوا الجنوب وأهله بالفتات الذي أستمرأوه من بقايا موائد أسيادهم في صنعاء واختاروا بيع كرامتهم مقابل المال !!
هؤلاء هم من يتفاوضون اليوم في السويد ..ومثل هؤلاء لا يرتجي منهم الشعب اليمني خيرا وهم يؤمنون بالمثل الشعبي " الخير بين آذان الشر " وهم الذين اغتنوا من هذه الحرب الضروس .
وعندما اجتمعت وفود هؤلاء تصافحوا وتعانقوا وتشابكوا أمام العالم وكأنه لم يحدث شيء بينهم ..طالما الشعب هو من يدفع الثمن!!
وستظل الحرب مشتعلة في اليمن وستعقد مؤتمرات عديدة مستقبلا وسيظل أمراء الحرب في اليمن يبيعون الوهم للشعب اليمني وسيكون حصاد كل جولة صفير الرياح ..والطرفان لا يريدان للحرب أن تنتهي فهي كنز مفتوح وكل منهما فاتح جرابه والحوثي يعمل بجد لبناء مشروعه ولن يقبل بالشراكة .. ومن المستحيل أن يوقف الحرب بل يسعى على المدى الطويل لحكم اليمن منفردا بمساعدة إيران !‍!
وفي كل يوم تبقى تلك العجوز المكلومة تنتظر ولدها الشهيد ..وتلك الفتاة تنتظر زوجها الحبيب .. وأؤلئك الأطفال ينتظرون والدهم البطل الذي استشهد ويده على الزناد يدافع عن كرامة الوطن .. وفي النهاية نحن نعرف من باع الوطن وقبض الثمن ..ورأينا من يدفع الثمن في صمت !!
لك الله يا وطني فقد باعك أبناؤك بأبخس الأثمان !!
د. علوي عمر بن فريد