رسالة إلى الحكومة

عدن.. فساد المكاتب البريدية من يكبح جماحه ؟!

كم هائل من المقالات وجهناها لحكومتنا الموقرة فما كان منها إلا أن زجت بها في سلة المهملات وهذا ليس بأمر مفترى بل حقائق تتضح للناظر والمتابع بجلاء.

الكثير من القراء عموماً وشريحة المثقفين خصوصاً فضلاً عن البسطاء من العامة أعربوا عن امتنانهم لتوصيل أصواتهم ونبض معاناتهم للمعنيين.

وحقيقة كانوا من المتعشمين خيراً مع كل مقال نطرحه يتطرق لهمومهم ويعولون عليه كثيراً عله يجد الأذن الصاغية لكن من دون جدوى فأكثر المعنيين من أعضاء الحكومة في فلكهم يسبحون ومع مصالحهم يغطسون او يعومون وحولها يدورون وهم لا يشعرون.

اليوم سنكرر ونذكر بمأساة العباد التي يندى لها الجبين ، نعم مأساة لا يحرك لها أولئك ساكناً ولا يأبهون لها وكأنها ليست من صميم اعمالهم وصلب مهامهم وهي مأساة العباد الذين يفترشون الشوارع والطرقات للحصول على المعاشات في وقت استشرى فيه الفساد في المكاتب البريدية بلا هوادة لما لم يجد من يحد منه ويكبح جماحه بل اطلق له الحبل على الغارب من دون حسيب ولا رقيب حتى نسوا الله فأنساهم أنفسهم .

انها بلا شك انتهاك صارخ لحقوق الانسان وكرامته التي تهدر يومياً وهو يستجدي حقه كمتسول يومي يقضي اغلب ساعات النهار امام بوابة المكاتب البريدية حتى اذا ما انقضت تلك الساعات اقبل من يقول لهم وبأعصاب باردة خلاص روحوا ما في فلوس تعالوا بكرة يمكن في.

ويغادر من غادر ويمكث من يراوده بعض الامل في الصرف ليبيت الليل في العراء مفترشاً القطع الكرتونية وملتحفاً السماء أو بطانية اعدت خصيصاً لتقيه برد الشتاء وو...

ياحكومة لكثرة ما كتبنا صرخ القراء وكبر عليهم ان تذهب مناشادتنا لكم هباء ، ما بين قائل اصنج بجنبه مغنية ، وقائل يافصيح لمن تصيح ، وآخر الضرب في الميت حرام ، أختي بدورها علقت بقولها الحكومة نائمة والأسر جائعة مقترحة أن يكون قولها عنواناً لافتاً للمقال ، ولا لوم ولا عتب فقد بلغ اليأس من الشعب مبلغه وهم ينظرون الى حكومة غدا فيها اغلب الأعضاء سفراء في وقت تبات فيه الناس بالعراء وما من مكترث لمعاناتهم اليومية وها هي أكفهم وأنظارهم تتجه ضارعة لرب السماء يشكون له العناء وشدة البلاء ويستعيذون من خيبة الرجاء .

يا حكومة التفتوا للمكاتب البريدية فالفساد فيها قد استشرى بشكل مرعب وأخذ يبتلع الاخضر واليابس ، الكل يقتسم القسائم والارباح والفوائد بل ويكاد يلتهم الاشخاص ايضاً ولا استثناء الا لقلة وبعدد أصابع اليد الواحدة وهذه ليست مبالغة بل حقيقة مجسدة .

وما يزيد الطين بلة عندما تسمع ان المواطن المنتمي لأي محافظة أخرى عدا ابين لا يحق له استلام معاشه من عدن البتة حتى وان كان متقاعداً ومحل سكنه حالياً بعدن ، ربما بحجة الاعتمادات او شيئاً من هذا القبيل ، ولو صح هذا الامر فهي الطامة الكبرى وهنيئاً هذا التعزيز الانفصالي الذي لن يقف عند حد بل سيلقي بظلاله على كل محافظة والفرز بالبطاقة الشخصية ومكان العمل.

ياحكومة افيقي من السبات ووفروا معاشات العباد وفعلوا قانون الرقابة و المحاسبة في المكاتب البريدية فأشخاص لم تستلم معاشاتها من ستة أشهر وأكثر وقد ضاقت بهم الأسباب وافتراش الأرصفة والطرقات وملوا حتى عافوا انفسهم فالمبالغ لا تخرج الا لذوي الاتفاق والدفع المسبق بشيكات يتم اقتسامها بالتراضي فضلاً عن حديث للشارع بتجنيد شباب لهذه المهمة وللأسف قيل إن البعض منهم من شباب المقاومة فإن صدق نبض الشارع بذلك فياحسرتاه.

يا حكومة ماالذي عليهم ان يفعلوه والى أين يتجهون وهل عليهم البحث عن وطن آخر يقيهم التسول وشر التشرد.

نأمل ونأمل وندعو ونبتهل ان يستشعر كل عضو بالحكومة مسؤوليته وكما يحرصون على تلبية احتيجات اسرهم بالكماليات قبل الضروريات عليهم ان يحرصوا على تلبية احتياجات اولئك الشعث الغبر بالضروريات وبما يحفظ لهم ماء الوجه.

نأمل منكم الاستجابة ليستعيد المواطن ثقته فيكم ويستبشر بالقادم خيراً بدلاً من تلك الصورة السوداوية التي ارتسمت على محيا ذاك المواطن المغلوب على أمره.

وتحياتي لجميع المواطنين البسطاء وثلة الموظفين بمكاتب البريد من الإداربين والصرافين الشرفاء ولشريحة القراء الكرام من دون استثناء ولمن ما زال بقلبه ذرة من ضمير من المنتمين للحكومة كأعضاء علهم ينطقون كلمة حق لرفع البلاء فتحسب برصيدهم عند ملك الملوك ورب السماء وخير الختام الصلاة على سيد الأنام وبدرها التمام .

عفاف سالم