صلاح السقلدي يكتب :
عن مقابلة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي مع صحيفة الإندبندنت البريطانية
الحديث الصحفي الذي أجراهُ رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الأخ عيدروس الزبيدي مع صحيفة الإندبندنت البريطانية قبل يومين كان حديثاً جريئاً وشجاعاً إلى حدٍ كبير وغير مألوفاً- على الأقل قياسياً بالأحاديث الصحفية التي كان يطلقها الرجُــل، وتطلقها معه بعض قيادات المجلس الانتقالي إلى عهدٍ قريب -
خصوصا اشاراته بتلك المقابلة إلى أن أي سلام باليمن لا يمكن له أن يتحقق ويسود في ظل إصرار بعض القوى على تجاهل القضية الجنوبية وسعيها إلى طمسها أو تجاوزها...وتأكيده أي الزبيدي على أن الجنوبيين يمتلكون الحق في الدفاع عن أنفسهم وأرضهم وسيذودون عن حقهم بكل الطرق والوسائل الممكنة بوجه كل من يحاول التعدي على الحق الجنوبي التحرري في نفس الوقت الذي يؤكد فيه الجنوبيون احترامهم لكل القرارات والقوانين والمواثيق الدولية.!
لطما وجهنا - وما نزال- جُـملة من الانتقادات الشديدة بقلوب نقية وسرائر صادقة ومخلصة للقيادات الجنوبية التي هرعتْ إلى خندق التحالف" السعودية والإمارات " دون أية تفاهمات سياسية مسبقة لا في بداية الحرب ولا في منتصفها ولا في مرحلتها الحالية التي تشارف على النهاية- ولو من تحت الطاولة أو انتزاع منه
أي التحالف تعهدا ولو بالحد الأدنى من درجات التعهد بأن تكون القضية الجنوبية فوق طاولة التسويات السياسية في أية مفاوضات مستقبلية- وهذا مالم يحدث للأسف كما يتبدّى لنا اليوم بوضوح، كما أوسعنا هذه القيادات نقداً حين اندفعت بسذاجة وضحالة تفكير عقيم إلى حضن الشرعية التي اثبتت الأيام أنهُ لا يؤمَن جانبها من كل خديعة ولا غائلتها من كل مكيدة، والتي لــوّحت لهذ القيادات بفتات المكاسب وسراب المناصب قبل أن تستغنى عن خدماتها بنهاية المطاف وترميها بقارعة الإهمال وتزيحها بطريقة مشينة من مواقعها - وبرغم ذلك فقد كان هذا التصرف من الشرعية -على قُـبحه وفجوره طبعا -
ربُّ ضارة نافعة للقضية الجنوبية، وأسدت للجنوب خدمة مجانية من حيث قدّرت الإضرار به- لتعمد هذه القيادات بعد ذلك الى تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي بإعلان 4 مايو الشهير..كما لم نتردد يوماً من نقدنا لهذه القيادات الجنوبية سواء قبل تشكيل المجلس الانتقالي أو بعده حين عمدتْ إلى إذعانها المهين لكل إملاءات التحالف وخفض جناح الذل له بشكل فاق حدود المراوغة السياسية المعروفة وتعدى خطوط" التكتكة" المزعومة،ولكننا لا نتردد في الإشادة بأية خطوات تصحيحية للخطاب السياسي وبإعادة تقييم العلاقة الجنوبية بباقي القوى المحلية والإقليمية -
والإمارات والسعودية بالذات- وفق مبادى المصالح المشتركة، لا الارتهان والارتزاق أو العمل كسخرة بالأجر اليومي والشهري خلف الحدود، وضرورة أن يكون التعامل بمنطق النديّة لا التبعية ولا الانقياد الأعمى، الذي نتطلع أن تقدِمُ عليها القيادات -وغيرها من النُخب- في المجلس الانتقالي وفي باقي مجلس الحراك الجنوبي لتهدف به إلى تصحيح مسار قطار الثورة الجنوبية الذي انزلق عن قضبانه وسكته بعيداً بالأعوام الأخيرة.!