عادل النزيلي يكتب:
الحرب تقوي سطوة الحوثي
يجب أن نقف مع أنفسنا أولاً بالطريقة المتاحة.. يقول البعض إن الطريقة الوحيدة لاجتثاث عبدالملك الحوثي هي القوة،
ويرى آخرون أن الحرب هي من تقوي سطوته.
فلو لا الحرب ما وجد الحوثي المتنفس والمبرر لكل جرائمه، ولتعثر أمام الاستحقاقات الشعبية، حتى وهو يخوض مفاوضات السلام المزعوم.
يشترط الحوثي على الطرف الآخر دفع رواتب منهم تحت سلطته..
بعيداً عن هذا الموضوع، إلا أن ما تستنتجه أنه لا يريد تحمل أعباء الناس رغم ما يمتلكه من إيرادات من ميناء الحديدة والجمارك والضرائب والاتصالات، لم يلتزم بأي شيء، وكما يوضح هو أن لا نية على الإطلاق بان يلتزم في أي شيء.
سيقبل الناس هذا الحال تحت تهديد السلاح، لكن ما إن تضع الحرب أوزارها، سيجدون أن لا مبرر أو داعي لوجود عبدالملك الحوثي الذي يفر من كل التزامات تربط السلطة بالشعب ويرميها بالشرعية أو الأمم المتحدة حتى يجد نفسه بلا أي قيمه شعبية أو رابط عملي يربطه بالناس غير الرصيد المتخم بالجرائم وزراعة الأحقاد.
بالطريقة التي يريد، سنواجه.. ما من خيارات أخرى أمام الشعب، إما حياة مستقرة ومحاولة استعادة دولتهم أو عبدالملك الحوثي بمليشياته مهما بدت متماسكة، إلا أنها لا تعني الشعب ولا روابط مشتركة أو حتى مصالح مشتركة بينها وبين الشعب.
مهما كانت الدولة هشة، هي ملك الناس جميعاً وجميعهم مسؤولون عنها.. لكن المليشيا إن بدت رخوة أو هشة لا تعني غير عبدالملك وحده.
في محافظة إب، انزعج الناس من تسمية مجمع تربوي في إب باسم الصماد والذي فرض تسميته الحوثي بسطوة السلاح وسيزول بزوال آلة القتل.
بينما ملعبهم الرسمي قبل بناء استادها الرياضي كان وما زال منذ ثورة 26 سبتمير 1963 باسم الشهيد أحمد بن أحمد الكبسي، أحد شهداء ثورة سبتمبر المجيد بدون أن يزعج أحد من ذلك الاسم حتى إنه أصبح من معالم المحافظة.
الناس تعادي من اعتدی عليها، أما العنصرية ليست في قواميس اليمنيين بل في مسيرة الحقد التي يزرعها عبدالملك الحوثي.
وحين اختنق وضاق الحوثي بكل المكونات السياسية أثناء اجتياحه للعاصمة صنعاء كانت المحافظات شاهدة على التعايش.
أنت المشكلة يا عبدالملك، أما الناس تعرف طريق التعايش من قبلك وستحيا به من بعدك.