سمير عطا الله يكتب:
عن الجنّات والمسمّيات
التزاماً بأحكام الجامعة العربية التي كانت الدولة اللبنانية أحد أعضائها المؤسسين، تستضيف بيروت غداً القمّة العربية للتنمية والاقتصاد. والمؤسف أن البلد المضيف لا تنمية ولا اقتصاد، بل العكس. بلد مدين، وربما عاجز أيضاً عن التسديد. وربما هذه سببها أن وزير المال يبلغنا رأياً، وحاكم البنك المركزي يبلغنا رأياً، وخبراء الاقتصاد يبلغوننا العكس، والجميع متفقون على الخوف من حالة العوم المريع فوق بحر مضطرب ومياه آسنة.
ونحن قوم شجعان وقبضايات. بدل أن نعتذر عن القمة ونعرض على العرب كل هذا الغسيل، أصررنا على انعقادها لكي نبلغ الدول الشقيقة أننا منذ ثمانية أشهر عاجزون عن التوافق على حكومة، لا نقبل إلا أن نسميها حكومة وحدة وطنية.
وما من بلد تصارع على «الوحدة» مثلنا. وأما «الوطنية» فوجهات نظر على قافية «جنّات عَ مدّ النظر» كما كان يغني وديع الصافي. والآن امتنعت الإذاعات عن بث أغانيه، لأن جيلاً بكامله لم يعد يعرف لمن يغني، ولم يعد يرى من الجنّات سوى بحور القمامة وتلالها. ومن الأداء الوطني سوى حروب السياسيين على عمولات إحراق الزبالة.
ونحن البلد الوحيد في العالم، الذي عنده وزارة لمكافحة الفساد. بكل عين جريئة. وعلى مد النظر! والآن عندنا قمّة نعرض فيها كيف كان لبنان عند تأسيس الجامعة عام 1945. وكيف أصبح العام 2019. وماذا كانت هموم بيروت وما هي الآن. وإلى أي مدى كان استقلال لبنان، وماذا هو الآن. وكيف كانت تتألف الحكومات، وممن.
في جميع المؤشرات الدولية، كان لبنان دوماً بين الأوائل. الآن نحتل المرتبة الأولى في مؤشر الفساد. بين نيجيريا وبوركينا فاسو. كنا «مدينة الإعلام» العربي، والآن صحفنا تُغلق، وقنواتنا مُبدعة ومُبتكرة في كشف المستور النسائي على نحو رخيص ومبتذل وفاضح الهدف.
لست عضواً في شرطة الأخلاق وصون الشرف الرفيع. لكنني تعلمت الذوق في هذا البلد، وهو يقتضي في أبسط حالاته أن تكون مذيعة الطقس مغطاة بنسبة معينة من القماش، وهي تبلغنا بأن العاصفة سوف تتفاقم والثلوج سوف تتراكم، وكذلك الديون والظلمة والبطالة.
هذا طبعاً كلام مواطن مصاب بالكآبة. قبل هذا التعبير العلمي كنا نسميها التشاؤم، أو الحزن. لكن الآن تقدمنا في العلوم وأصبحنا ندرك أن هذا أكثر من تشاؤم، وأمضى من حزن.
وما من بلد تصارع على «الوحدة» مثلنا. وأما «الوطنية» فوجهات نظر على قافية «جنّات عَ مدّ النظر» كما كان يغني وديع الصافي. والآن امتنعت الإذاعات عن بث أغانيه، لأن جيلاً بكامله لم يعد يعرف لمن يغني، ولم يعد يرى من الجنّات سوى بحور القمامة وتلالها. ومن الأداء الوطني سوى حروب السياسيين على عمولات إحراق الزبالة.
ونحن البلد الوحيد في العالم، الذي عنده وزارة لمكافحة الفساد. بكل عين جريئة. وعلى مد النظر! والآن عندنا قمّة نعرض فيها كيف كان لبنان عند تأسيس الجامعة عام 1945. وكيف أصبح العام 2019. وماذا كانت هموم بيروت وما هي الآن. وإلى أي مدى كان استقلال لبنان، وماذا هو الآن. وكيف كانت تتألف الحكومات، وممن.
في جميع المؤشرات الدولية، كان لبنان دوماً بين الأوائل. الآن نحتل المرتبة الأولى في مؤشر الفساد. بين نيجيريا وبوركينا فاسو. كنا «مدينة الإعلام» العربي، والآن صحفنا تُغلق، وقنواتنا مُبدعة ومُبتكرة في كشف المستور النسائي على نحو رخيص ومبتذل وفاضح الهدف.
لست عضواً في شرطة الأخلاق وصون الشرف الرفيع. لكنني تعلمت الذوق في هذا البلد، وهو يقتضي في أبسط حالاته أن تكون مذيعة الطقس مغطاة بنسبة معينة من القماش، وهي تبلغنا بأن العاصفة سوف تتفاقم والثلوج سوف تتراكم، وكذلك الديون والظلمة والبطالة.
هذا طبعاً كلام مواطن مصاب بالكآبة. قبل هذا التعبير العلمي كنا نسميها التشاؤم، أو الحزن. لكن الآن تقدمنا في العلوم وأصبحنا ندرك أن هذا أكثر من تشاؤم، وأمضى من حزن.