عادل النزيلي يكتب:
الوطنية والانحراف وهلاميات المزج بينهما
الأصوات الوطنية لا يمكن أن تحيد عن قضيتها، والأصوات المنحرفة لن تجد قضية غير الانحراف.
وبين هذا وذاك تظهر الهلاميات التي تحاول المزج بين الانحراف والوطنية، فتكون على شكل محتال انتهازي كذاب يحاول جاهدا جرك لصراعات مع نفسك.
كان عبدالملك الحوثي يجر القوى السياسية للصراع مع نفسها، فيما هو يبني مشروعه الخاص مستغلا كل شعارات الآخرين.
وقف مع الإصلاح ضد النظام بداعي إصلاح الوضع من الفساد.. ثم وقف هو وهادي بداعي إصلاح الوضع أيضا والخلاص من جشع الإخوان، ثم هو والمؤتمر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتصفية حساباتهم السياسية، ولم يفق الجميع الا وقد خسروا كل شيء.
لا يمكن التعايش مع الخلايا السرطانية أحيانا هي ذاتها لاتبدو لطيفة وتظهر بين حين وآخر شرها المطلق، ولكن لاعتقادات وحسابات خاطئة يقول البعض دعوهم.! بل علينا مكافحتهم فلا يمكن لعاقل أن يدفع الثمن مرتين في حياته لخطأ واحد.
لن أنساك يا عبدالملك الحوثي من أي منشور أنت من اقتحمت حياتنا ولسنا من نحاول اقلاق سكينتك التي لن تطول مهما اجتهد كهنة المعبد والمثقلون بالأحقاد والمنحرفون في الإطالة من عمرك، فلابد لليل أن ينجلي ولابد أن يستنير اليمن.
كان الشعب يريد نصيبه من الثروة والسلطة باعتباره صاحب حق مشروع، اليوم يبحث عن حقه من الصدقات والإغاثة الدولية بعد أن أصبح لاجئا في بلده.
ثم يظهر الدجال عبدالملك الحوثي ليقول "في سبيل عزة وكرامة اليمنيين".
على الأقل كان الواحد يقدم مطالبه بصوت عال ومرفوع الرأس باعتباره يطالب بحقه من ملكه من دولته الراعية له.
أما اليوم لا يشعر الناس بالانتماء إلى فقاعة الحوثي أو بينهم أي روابط مشتركة أو صيغة تعايش وأصبحوا خيارين اما مقاتل ضدهم بدون مواربه او صامت فضل الانكفاء على نفسه خشية التنكيل.
لا يمكن للخوف أن يؤمن سلطة الى ما لا نهاية.
وبين المضي باتفاق السويد والتعنت ومحاولة افشاله بافتعال الخروقات، صراع غير معلن في أجنحة الحوثي،
طرف يريد الحفاظ على مكاسبه وآخر لا يرى له مكاسب أو وجودا بدون الحرب.