عادل النزيلي يكتب:

مأزق الحوثي بعد مشاورات السويد

سخط الناس أصبح واضحا تجاه الحوثي بعد أن أسقطت الشرعية والتحالف عنهم الحُجة في اتفاق السويد وكل من يريد السلام أو كما يقال منذ بداية الحرب أن لا حل باليمن إلا سياسي أصبح يقابل بعرقلة وتعنت ومراوغة من طرف واحد هو عبدالملك الحوثي الذي يزيد من طول أزمة الناس وبلا أفق.

تريد السلام، امض بالاتفاق.. تريد الحرب تفضل حارب، أما الوقت والأرض تخنق الحوثي بعد أن كانت كل الضغوط الإنسانية والدولية على الطرف الآخر.

ندرك أن الناس ضاقت وتريد أن تلمس واقعا جديدا.. من يريد العجلة لا يشتت القضايا كما يريد الحوثي ويركز بشكل قاطع على التزامهم في ستوكهولم على اتفاق السلام الذي ضمن تخفيف المعاناة الإنسانية ورواتب الموظفين.

باقي الخطابات الجياشة والعاطفية من جهة أو الانهزامية من جهة أخرى تصب في مصلحة الجبان الذي لم يعد يتجرأ حتى على الظهور.

مأزق عبدالملك الحوثي بتموضعه بين السلام والحرب، يدفعه لموجة قضايا هامشية تستثير عواطف الناس ولو عن طريق انحلال أخلاقي تحرف مسار الرأي العام عن واقعه وقضيته الرئيسية، وتحشر المليشيا في زاوية الاستحقاقات الشعبية، فلا هي محاربة بالحدود كما كان يدعيه من عدوان ولا هي التي تمضي بالسلام كما اتفق بالسويد.

ويضع المواطن مسلوب الإرادة ومستثار بقضايا هشة، تحبط الناس من جهة وتستنفر المنتمين لجماعته أنهم مازالوا في خطر يهدد وجودهم.

وكل هذا ليتهرب من السؤال الذي غيب عبدالملك الحوثي عن المشهد.. هل تخوض الحرب بكل توابعها او تمضي بكل تبعاته؟

القضية الاصل هي عبدالملك الحوثي وجماعته وما بعد ذلك مفرقعات، لا تعيد لصاحب حق حقه سواء من كانوا معه وعليه التزامات تجاههم بشعاراته الحربية او من هم بلا رأي ينتظرون السلام ليستعيدوا ولو بعض حقوقهم، وعلى مبدأ اشغلوا الناس في أنفسهم.

‏تمدد عبدالملك الحوثي في حروبه بشعارات عملاقه الجرعة والسيادة والوطنية، وبعد سقوط شعاراته كلها جملة وتفصيلا، اصبح يحاول أن يستمد البقاء بقضايا انحلال اخلاقي كخلايا دعارة وأعراض المجتمع.

لو كان انسحب كما نصحته سابقا كمقاتل مهزوم، لكان احسن له من القضاء عليه كداعر منحل أخلاقيا.

وها هو الحوثي يحتفل بقتلاه.. فيتساءل البعض وماذا قدم للأحياء؟ فتأتي الاجابة: قدم لهم دورات ثقافية تحفزهم على الموت!

كما أن موارد ميناء الحديدة والضرائب والواجبات والاتصالات والجمارك ما زالت لدى الحوثي، فماذا قدم للناس بالتزامن مع مراوغاته بتطبيق اتفاق السويد الذي يعيد للموظفين رواتبهم؟ لاشيء!

ختاماً.. نقول له أصبحت يا عبدالملك الحوثي بكل الأحوال عقبة أمام الناس وحقوقهم، ولا تملك أي حجة تقنع الناس بمزيد من الصبر وكل خياراتك انتحارية.