علي ثابت القضيبي يكتب لـ(اليوم الثامن):

مصافي عدن ياحملة الأقلام الشّريفة

١// يبدو لي ، أنّ مدير ةلمصفاة تلقّى إيعازاً من كبار المتحكمين بقرارِ المصفاة بتسوية الملعب فيها ، والعبارة مطّاطة في دلالاتها ، وهو فنّد الأمر وفق رؤيته المشوشّة الضّيقة الأفق ، فجاء تعاطيه الأرعن بالفصل التّعسفي لبعض العمّال المحتجين مؤخراً في المصفاة ، وإن أعلن مؤخراً وبعد تعالي ضجيج الشارع على هذا الفصل بأنه قد أحالهم الى لجنة للتحيق ، كما تمّت إحالة البعض الٱخر الى رقمه الأعجوبة - ٦٨٢ - وبالمناسبة هذا الرّقم هو قائمة بالموظفين العجزة والمعوقين ، واليوم ثلاثة أرباع هذه القائمة لأسماء من ينتقدون أداء الإدارة أو المفسبكين عليها وخلافه ، وطبعاً هم محرومون من كل العلاوات والإمتيازات المالية للموظفين ! وهذا لايحدث إلا في المصفاة وحسب !

٢// أقول لكم ، أنه بعد كل عودةٍ لمدير المصفاة من الأردن المقيم فيها - وهذه الثانية له - فهو يثير زوبعة غبارٍ عاصف يعكر أجواء المصفاة والشارع ايضاً ، والمرة الأولى بمنشوره الإداري المثير للضحك الذي إختتمه بعبارة : ( تغذّى بالعامل قبل أن يتعشّى بك ) !! وكان موجهاً لمدراء الدوائر والأقسام .. وهذه المرّة بإجراءاته القمعية مع العمال المحتجين ، أو فرض أخذ توقيعاتهم على تعهدات نهائية بعدم الخروج في إحتجاجات ضد الإدارة ، أو إحالة بعضهم الى خانته - ٦٨٢ - ظلماً ، وكلها إجراءات تعسفية رعناء لاتستند الى أي خلفياتٍ أو مصوغ قانوني أو لهم سوابق سوى المطالبة بحقوقهم المشروعة !! أي أنه تعامل وكأنهم عمالاً في مزرعته الخاصة به ، وهو هنا أثار ايضاً إعصاراً هائجاً من الغبار الكثيف الذي وصل كل الناس ، والناس يتساءلون اليوم : ياترى أي كارثة هذا الرجل والقيادي ؟!

٣// المضحك أنه بفعله الأهوج هذا ، فقد أثار لغط الشارع وصخبه حول العرّابين الكبار وراء الكواليس الذين يسيرونه ويضبطون إيقاع خطواته في التّدمير التّدريجي للمصفاة وبكل هدؤ ، حتى وإن تشدّق هو بعكس ذلك ، فالشّواهد جلية ، وسيرتهم وعبثهم ونهبهم للمصفاة وحمايتهم له تلوكها الألسن في كل شارعٍ ومجلس وركن حارة اليوم ، وهو معهم طبعاً .. حتى النقابة العمالية للمصفاة ، وهذه وبكل غرابة مكوّنة من فردٍ واحد وحسب ، وهو ملازم للمدير وإدارته ويسير في ركبهم ويدافع عنهم ، وهذا بدلاً من مهمته الأصل في الدفاع عن حقوق العمال وحمايتهم من أي عسف ! والطّريف أن هذا الفرد - النقابة - لم يُجَدد له منذو ١٦ عاماً ، وهذا مثار غضب الشارع وسخطه وتندره !!

٤// الذي أستغربه هو : ألا يوجد عاقل أو حريص على هذه المصفاة أو حتى حريص على هذا البكري نفسه حتى ينصحه ويوضح له مايصحٌ ومالايصح من تصرفاته وقراراته الرّعناء هذه ؟! سأدعُ الإجابة لكم .. أما أنا فمتأكد وبالقطع أنه لايسمع إلا صوته وحسب ، لأنه يرى في نفسه ( الأسد ) ، وهو قال ذلك وبلسانه - أنا أسد - وفي إجتماعٍ رسمي له بالإدارة في عودته الأولى من الأردن ! ولأنه الأسد فأنه عليه أن لايتراجع أو ينكص مطلقاً ، وأستغرب هنا موقف الأخوة في إدارته فيما إذا كانوا لايخافون الله أو لايراعون ضمائرهم وسمعتهم حتى يشاركونه تحمل إثم ووزر قراراته الطّائشة ، أو حتى لايقولون له هذا لا !!

٥// إن الإجراءات التّعسفية بحق عمال المصفاة وقمعهم هو مسلك من المفروض أن لاتصمت عليه كلٌ الفعاليات الحية هنا ، سواءً من الكتاب وأصحاب الرأي ، أو النّاشطين المجتمعيين والسياسيين ، وحتى المكونات المجتمعية والسياسية والمقاومة الجنوبية .. الخ . لأنّ الصمت على ذلك هو إقرارٌ بالقبول بواقع العسف والظلم الغير مسبوق في جنوبنا ، بل وفي صرحٍ إقتصادي جنوبي ( كان ) له حضوره وريادته في خارطتنا الإقتصادية الجنوبية ، بل هو دليلٌ على الضعف المطلق أمام تجبٌر بعض الأطراف أو القيادات المشوشة المنطق ، أو خوفاً ممن يوفر لها الحماية ويسندها في عبثها وأياً كان ، إذ علينا أن لانصمت على ظلم وقمع وتركيع أخوتنا عمال المصفاة ومهما كان الثمن ..

٦// وبهذا الصدد ، فاني أدعوا أخوتي وأخواتي أصحاب الأقلام الشريفة والمنافحة حق الحق دائماً ، أدعوهم الى إثارة وتناول هذه القضية الحقوقية والإنسانية في كل الصحف والمنابر الإعلامية ووسائط التواصل الإجتماعي وبدون تخاذل أو توقف ، وحتى يسمع بهذه القضية القاصي والدّاني في كل البلاد ، وأولهم جهات الإختصاص ، وحتى تعود هذه الإدارة الى جادة الصواب وتلغي قرارتها التعسفية بحق العمال وتصلح أوضاعها ، ولأنّ صمتنا أو تهاوننا بمثل هذه القضية أو ضياع المصفاة يعني أننا لانستحق حق حمل أقلامنا هذه ، بل ولانستحق حتى جنوبنا الذي نزمع إعادة دولته ومؤسساته الحقة وعدالة نظامه .. الخ .

ألا هل بلّغت .. اللهم فأشهد .

✍ علي ثابت القضيبي .
الخيسه / البريقه / عدن .