إلى معالي وزير الداخلية..

أما يستحق الشاب سامح جميل منكم ساقاً اصطناعية ؟!

بالأمس لفتت نظري خلفية وضعها احد الاساتذة الخلفية تخص شاباً قد بترت قدمه ويتكئ على عكازين معدنيين لحفظ توازنه ومساعدته على التنقل والحركة .

 

الفضول دفعني للتساؤل عن الشاب وسبب حاله وفعلاً وصلتني الاجابة التي كانت بالنسبة لي صادمة بكل ماتعنيه الكلمة من معنى وتحديداً عندما قيل لي ان الصورة تخص احد شباب المقاومة الذين بذلوا الروح رخيصة للذود عن حياض وطنهم  .

 

 نعم هكًذا قيل لي انه قد فقد قدمه وهو يقف صقراً للدفاع عن الارض والعرض اراد الشهادة فكتبت له الحياة غير انه قد عكر صفوها البتر والاعاقة.

 

ماآلمني جداً هو تناقل مقولة عبر الواتسات نسبت للاستاذ حسين عرب معالي الوزير  ( اذهب وخلي الذي قطع رجلك يساعدك.. )

وقد علق عليها الكاتب الذي نقلها بقوله : (

ليتك بلعت لسانك قبل ان تنطق بهذا في وجه شاب فقد ساقه للدفاع عن الأرض والعرض في عدن وطلب مساعدتك يا وزير الداخلية ونهرته بعنف وبدون خجل او إحساس بمشاعره ..)

 

ثم اردف الكاتب انه لا يوجد أي مبرر يجعل اللواء حسين عرب يتعامل بطريقة غير إنسانية او مسؤولة في وجه شاب خرج لمواجهة جحافل الحوثة الانقلابيين وقطعت ساقه فيها.

 

ثم خلص الى المطالبة بوجوب الإعتذار لبطل استحق التقدير .

 

وكما ذكر فإن  سامح جميل لم يطالب بالكثير ، بل تلخصت حاجته بتركيب رجل صناعية ولو من باب العرفان بتضحياته الوطنية .

 

 فذاك من شأنه كما ذكر الكاتب أقل شيء ممكن أن يخفف من غضب الناس وحنق وتذمر اهله وأرى فيه مواساة نفسية عظيمة سيما ان عززت بالمعاشية  .

 

ناقل الخبر يؤكد ان ما ذكره هو مختصر ما حكاه له سامح عن مقابلته مع الوزير وان ذلك قد جعله مصدوما.

 

وبدوري اتعجب مما ذكر فهل حدث هذا فعلاً  ؟؟ وهل بدر من معالي الوزير هذا التصرف وان كان الامر كذلك فهل كان تصرفه مقصوداً او ان الحظ العاثر قد قاد الشاب اليه في وقت غير مناسب؟؟ وهل كان دخول سامح على معالي الوزير في الوقت الذي كان فيه الرجل يعاني من توترات العمل و شدة ضغوطه ؟؟ وهو ما أخرجه عن رباطة جأشه وحلمه المعهود سيما وان الكاتب يؤكد بنفسه ان هذا التصرف ليس له ما يبرره  ولذا كان لابد من التريث فالإعلام رسالة وليس وسيلة للكسب او الإثارة  وهيهات لانفعالات واندفاعات ان تحل مشكلة.

 

مؤكد ان هناك اسباباً دفعت الى ذلك إن كان فعلاً قد حصل ما حصل ، وأياً كان المتسبب في وصول الخلاف او الاختلاف الى تلك النتيجة التي لا تسر  ابداً فلابد من العودة لسبيل الرشاد والترفع عنالصغائر فالعودة للحق دوماً فضيلة.

 

 مع ذلك لا يمكن ان ينكر أي مسؤول انه من حق كل شاب قدم روحه خالصة مخلصة لوطنه ان يحظى بالرعاية الوطنية والانسانية فهذا اقل واجب يقدم لمن حمل هم وطن فهل يعجز الوطن اليوم عن حمل همه.

 

الجرحى بحاجة لالتفاته حانية من الجهات المسؤولة جمعاء فهم يتألمون في صمت، ويكبتون الامهم ويكتمون امالهم عله يأتي يوم يجدون فيه المنصف.

 

وكثيرة هي المقالات التي وجهناها بهذا الصدد  لفخامة الرئيس ورئيس الوزراء ومعالي وزير الداخلية وربما وجدت اغلب دعواتنا اجابات وتلبيات من الجهات المعنية لكن للأسف بعضها قتلتها الوساطات واجهزت عليها الانتقائية لتغدو للبعض مجرد رحلات ترفيهية ليظل بعض المستحقين على حالهم فلهم ولنا الله فحتى وان افلحوا بمنحة علاجية اهملوا من قبل اللجان المعنية

وكما قيل ان هناك من عادوا كما ذهبوا يد ورا ويد قدام يجرون أذيال الخيبة والحسرة ولا نقول الكل بل البعض من عديمي الحظ  والمحسوبية.

 

بالامس القريب كان قائد المقاومة سليمان الزامكي يشكو تهميشاً وبعدها سمعنا عن سفره برحلة علاجية علئ نفقته الخاصة وهناك عمل على تبني عدداً من الحالات التي رتب لها وضعها العلاجي وايضاً على نفقته الخاصة --كما بلغنا -- وفقاً وامكانياته المتاحة .

 

في مقالنا هذا نؤكد على الاهتمام بالشباب الجرحى فمنهم من فقد بصره ومنهم من بترت ساقه او يده ومنهم من غدا مقعداً عن الحركة ومنهم من مازالت الشظايا تقض مضجعه ومنهم ومنهم...

 

فرفقاً بهؤلاء ورفقاً بأمهات الشهداء الذين قضوا في ساحات الشرف او تحت اثر الاصابات ، نعم رفقاً  بالامهات والاباء الذين قدموا فلذات الاكباد ويموتون في اليوم الف مرة وهم ينظرون الى مستلزمات فلذاتهم المدرسية أو الجامعية ويذرفون دمعاً غزيراً وهم يعيدون ترتيب أغراضهم الخاصة و اوعيتهم وقمصانهم وكأنهم ينتظرون عودتهم القريبة اليهم ومع ذلك وبدلاً من  مواساتهم بدفع مستحقاتهم قد تسمع انه قد تم حذفهم من الكشوفات لاستبدالهم بآخرين اموات ميتة ربانية ومعاذ الله ان يكون هذا نوع من الحسد ولكن اعطوا الاولويات ثم بعد ذلك تكرموا بالثانويات.

 

كم اود من الجهات المعنية اللفتة الحانية وقد اخص منهم الاستاذ حسين عرب  الذي اشعر يقيناً ان بين جنباته قلباً ابوياً حانياً وعطوفاً ولا يمكن ابداً ان يكون كما قد يصفه هذا او ذاك من انه متجرد من الانسانية لكي تعد العدة وتشن الهجمة عبر  وسائل التواصل الاجتماعي للتنقيص من  دور الرجل وما اكثر من يحبون الاصطياد في الماء العكر  .

 

وكان الاحرى التماس العذر والمراجعة في وقت لاحق تكون فيه النفوس قد طابت من توترها اما المهاترات وصب الزيت على النار فلن تخدم احد انما تخلق المزيد من الاحقاد والضغائن التي لن تخدم ولن يستفيد منها الا عدوك وبالطبع سيذكي فتيلها ويؤجج نارها ...

 

 ترى ما رأي معالي الوزير  بما  تم نشره وماذا عن الاخ سامح هل سيؤثر التسامح ويتسامى عن الصغائر لتفتح صفحة جديدة  ويطوى ما قد مضى .

 

نأمل ان يسود التفاهم وان يجد الجريح المستحق ما يستحق من الرعاية من المعنبين واكرر وأؤكد على كلمة المستحقين ولتكن البداية من الشاب سامح جميل الذي يشهد الله اني لا اعرفه إلا من البروفيل او الخلفية التي وضعها أحد الأساتذة كما ذكرت في بداية مقالي وحينما رأيته مبتور الساق أشفقت عليه في الوقت الذي حملت له في نفسي كل التقدير اذ ما فقد ساقه الا لتضحيته وإيثاره للموت لينعم من بعده بالحياة الحرة الكريمة

 

ولذا فقد عجبنا لما نشر وروج عن قصته بالوزارة.

 

بقي أن نقول إن كانت القصة التي وصلتنا صحيحة فساقاً اصطناعية ليست بكثيرة عليه يا معالي وزير الداخلية حفظكم الله.

 

وفي الأخير تحياتنا لكل مسؤول نظيف وكل موظف شريف وقارئ حصيف ولا تنسوا ان تعطروا السنتكم بذكر الله والصلاة على رسوله عليه افضل الصلاة وازكى السلام.