حالة من التخبط واللاإدراك
شعب الجنوب تواق للحرية والأنعتاق
أصبح الكل على هذه الأرض الطيبة يعيش حالة من التخبط واللاإدراك ، ويعيش حالها من اللاتوازن بغعل مايعتمل في الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والمعيشي من أحداث تترى وتحولات لاتدركها العين المجردة ، تلك الاحداث والتحولات اللامرأيه تحدث تفاعالا إيجابيا وأحيانا سلبيا في المجتمع وفي حياة الناس ، والكثير منا لايدرك حجم وهول تلك التحولات والاحداث ، وهي في مجملها تحولات ذات طابع موضوعي يستطيع التأثير على ماهو ذاتي ، وتلك التحولات التي تتفاعل تحت السطح وبكم هائل ستؤدي حتما إلى تحولات نوعية في حياة هذا الشعب الآبي الطيب والمسالم ، في القريب العاجل وبإذن الله ستكون أمامه خيارات .. أدنى ما يمكن قوله أنها ستكون خيارات صعبة .
لكن لايستطيع أحد مهما بلغ من قوة ونبوغ ، وفهلوه سياسية أن يتجاوز خيارات الشعب الجنوبي سواء على المستوى الداخلي أوالاقليمي أو الدولي ، فالوعي الجمعي والإرادة الجمعية لهذا الشعب قد حددت مساراته وخياراته وأهدافة الوطنية من زمن بعيد ، مع علمنا اليقين أننا نتعامل ونتفاعل مع شعب حي أثبتت الأيام أنه شعب من طراز فريد رغم تكالب الأعداء علية ، والذين ظنوا انه سيكون فريسة سهلة يمكن هضمها وأبتلاعها بكل سهولة ولكنهم أصيبوا بخيبة أمل ويأس كبيرين عندما أدركوا بشىء من الاستكبار أنهم يتعاملون مع شعب ومجتمع ينتمي إلى فصيلة نادرة من تلك المعادن النفيسة والتي لايمكن تطويعها بسهولة ويسر كما كانوا يحلمون .
وخلال العامين الماضيين وبعد عملية دحر الأعداء عن أرض الوطن الجنوبي ، بدأت الكثير من القوى غير الفاعلة والتي كانت مجرد أدوات رخيصة بيد الأعداء في العقود الماضية ، لقد حاولت هذه القوى السيطرة على الجنوب مره أخرى وبأساليب قذرة وملتوية وبتواطىء أقليمي ودولي ، وهي تقوم إلى هذه اللحظة بالمحاولة تلو الأخرى كي تسيطر على الوضع الداخلي للجنوب .. فهل ستحقق شيئا من النجاح في هذا الجانب ؟؟
إعتقادي أن ماتقوم به من محاولات بائسة ويائسه في نفس الوقت مجرد هراء لاغير لانها لم تدرك الواقع الذي تشكل بعد الحرب رغم ضبابية وهلامية المشهد الذي تحاول القوى المحلية والاقليمة وضع الجنوب فيه ، وكل تلك القوى تعمل على إدخال الجنوب إلى أرض التيه والضياع بحيث تصعب عليه العودة إلى أرض الواقع ، حيث يتدفق الوعي الجمعي ويسير في الاتجاه الصحيح ، وهنا يحق لنا التساؤل هل ستنجح تلك القوى في مهمتها ؟؟... لا أظن ذلك .
لانها تريد تطويع كل الأمور لصالح طرف محدد ، دون الأخذ في الإعتبار لماهو موجود على الأرض ، وهو واضح للعيان ولايحتاج لكثير إجتهاد ولكن محاولات القفز على الواقع وتجاهل الحقائق فإذن ذلك حتما سيؤدي إلى نتائج كارثية تصيب الكل في مقتل ولن ترى المنطقة الإستقرار وربما لعقود طويلة من الزمن .
الوضع الراهن ضبابي بأمتياز ومايميزه عن الفترات الماضية أنه مصبوغ باللون الرمادي ، الذي أصبح يدثر كل شيء في حياتنا ، والناس أصبحوا في هذه الرقعة الجغرافية لايعرفون مالهم وماعليهم للأسف الشديد وهكذا وضع هو أكثر خطورة وتعقيدا من كل الأوضاع والحالات التي عشنا في زمن مضى ، ففي الماضي القريب كان العدو معروفا ومحددا لدينا اما الان في هذه المرحلة الضبابية لانعرف العدو من الصديق ،لان الأعداء بداخلنا ووصلوا إلى جبهتنا الداخلية وهم يحاولون تفكيكها بكل السبل والأمكانيات المتاحة لديهم .
نحن نعمل الان في منطقة ملغومة بشتى التيارات والاتجاهات التي تريد الانقضاض على قضيتنا الوطنية والتي هي سياسية بإمتياز ، لكن السؤال الملح هل ستنجح تلك القوى في تحقيق مأربها والمتمثلة في وآد القضية الجنوبية وأعتبارها قضية حقوقية ومطلبية لاغير ؟ سنترك الأجابة على ذلك لكم أنتم أيها الاحباب ..
الأوضاع في الداخل الجنوبي صعبة ومعقدة للغاية ، وهي صناعة محلية وإقليمية ودولية والهدف من تعقيد الوضع هو تركيع الشعب الجنوبي ، وبالتالي الرضوخ والانحناء لإملاءآت الخارج ، بحيث يتم تمرير مصالح الغير عنوه ودون النظر لتطلعات الشعب الجنوبي في الحرية والإنعتاق ، وتحقيق أهدافه المنشودة في إقامة دولته ونظامة السياسي الذي يريد ونقرير مصيرة بكل حرية وفقا للمواثيق الدولية المتعارف عليها .
هل ماتقوم به مايسمى بالشرعية من أذلال للمواطن الجنوبي ومحاربته في معيشته اليومية .. سيؤدي إلى إخضاعه لإرادة تلك الشرعية البائسة ؟ .. بإعتقادي لايمكن رضوخ المواطن لهكذا ترهات ، فلا تأخير أو قطع الراتب لأشهر طويلة ولاإنقطاع الخدمات ولاتدمير البنية التحتية التي عاثت فيها المليشيات الحوثوعفاشية فسادا، ولاتدمير الكهرباء والمياة والصرف الصحي ، مع عدم وجود الأمان وعدم الاستقرار داخل الجنوب وكلها تتم بتواطوء من كل الجهات التي تدعي أنها قائمة على أمور الجنوب وتديره وفقا لإجندات معروفة سلفا .
مضى عامان ولم تقم مايسمى بالشرعية والتحالف ودول العالم الأخرى باي انجاز حقيقي على الأرض من إعادة الاعمار وتوفير الخدمات في حدها الأدنى من كهرباء ومياة وبنية تحتيه حقيقية وخدمات صحيه وتوفير الراتب الذي هو مصدر الدخل الرئيسي للمواطن الجنوبي .
مر عامان ولم نرى خطة مارشال مثل التي قدمتها الولايات المتحدة الامريكية عقب الحرب العالمية الثانية والتي أعادت البناء في ما يسمى بالعالم الحر ، والتي أحدثت نهضة حقيقية على مستوى العالم ، هناك وعود كلها للأسف كاذبة ولن يتحقق منها شيء لان الجميع رهن مسأله الإعمار وتطبيع الأوضاع بإستعادة محبوبتهم صنعاء والتي تبدو مستحيله في الوقت الراهن ، ونقول للجميع كفاية ضحك على الذقون إن كنتم تحترمون الناس الذين قاتلوا وحققوا النصر في الجنوب من أجل الوطن الجنوبي أولا وأخيرا وتكرموا عليكم لكي تكونوا ضيوفا على أرضهم ، وإن لاتمارسوا البغي والتعسف ضدهم وبغباء شديد .
نقول للجميع أحترموا صمت الناس والذي لايعني الرضوخ ولكن لانكم تتعاملون مع شعب يحترم الآخرين ويقدس العلاقات الإنسانية والاخوية ولكن إلى حين ، فإن النار تستعر تحت الرماد إن كنتم لاتعلمون ،وأن كنتم تعلمون فتلك مصيبة كبرى وغباء مستحكم للأسف الشديد ، الصراع داخل هذه الرقعه الجغرافيه سيظل صراعا شماليا –جنوبيا وبأمتياز ، والكل يدرك إن هذا الصراع محتدم منذ العام 94م وماقبله ومن يرى الصراع غير ذلك فلديه قصور في رؤية الاحداث والوقائع على الأرض ، وماحرب 2015م الا أمتداد لحرب 94م وماقبلها مع تدخل الإقليم هذه المرة ، وستبقى قضية الجنوب إذا لم تحل حلا عادلا هي محور الصراع ولعقود طويلة قادمة ولن تعرف المنطقة الاستقرار على الإطلاق وسيكتوي بسعير ذلك الصراع المنطقة والاقليم ككل .
فيما يسمى بالمبادرة الخليجية وكذا مخرجات الحوار المشوهه تم تجاهل وتغييب القضية الجنوبية فماذا كانت النتيجة ؟ طبعا كلنا يعلم ان النتيجة كانت غزوه 2015م وماصاحبها من دمار وخسائر مادية وبشرية لايمكن تعويضها ولو بعد حين ، وهكذا دواليك ستستمر عجلة الصراع في الدوران ، حتى وإن هدأت إلى حين تحت جرعات الترضية للشمال ، وتجاهل الحق الجنوبي وقضيته المحورية وهنا نقول لذوي الشأن الحق بين وواضح كوضوح الشمس في رابعة النهار والموقف لايحتاج إلى المزيد من التلاعب والتجاوز للإستحقاقات القائمة وكما يقال فالحق أبلج لم لايعلم .
الإسلام السياسي في الوطن العربي يطمح إلى قيام الخلافة على أرض العروبة والإسلام ، وهم للأسف لايدركون مدى التحولات التي شهدها العالم ومنها العالم العربي ، فهم يطمحون إلى تطويع الواقع الحديث وإعادة إنتائج الدولة الإسلامية ليس دولة العدول والمساوه التي أتى بها ديننا الحنيف ، ولكن يريدون إنتاج دولة تتفق ومصالحهم الخاصة دون النظر إلى معاناه الشعوب التي يريدون حكمها بالحديد والنار ، وهم يهدفون إيضا إلى قيام الدولة الإسلامية العابرة للقارات وهم يعملون لتحقيق ذلك بكل السبل غير المشروعة متناسين أن العالم لايقبل الان وتحت أي ظرف قيام تلك الدولة التي يريدون ، قرن من الزمان مر من تاريخ الإسلام السياسي ونحن نجدهم يسيرون من فشل إلى آخر ، وهم يزعمون أن الإسلام هو الحل فقط وهم تحت هذا الشعار لايتوانون عن استخدام كل الأساليب القذره في سبيل الوصول إلى سده الحكم
وبالتالي الوصول إلى الثروة وتحقيق مصالحهم الدنيوية تحت شعار الإسلام السياسي فهل سينجحون في ذلك ؟ لااعتقد ذلك لان الإنتهازية النفعية السياسية لاتحقق الأهداف التي يطمحون إليها ومعظم الشعوب تدرك ذلك وتدرك خطوره ما يسعون إليه ، فهل ينجح أصلاح اليمن في تحقيق طموح الإسلام السياسي ويقيم دولة الخلافة الإسلامية على أرض الجزيرة العربية ؟ بالطبع يبدو ذلك مستحيلا جدا في العصر الراهن والوقائع والدلائل تؤكد ذلك .
من عجائب هذا الزمن ان القوى المخاتلة والمبتزة في الشمال لم تقدم للتحالف أي نصر يذكر ومع هذا يتم دعم هذه القوى وبصورة كبيرة ودون مقابل ، وحقيقة لاادري سبب هذا التوافق الكبير والحب العذري القائم بين حزب الإصلاح والسعودية ، رغم إدراك الجانب السعودي للكم الهائل من الابتزاز الغير مبرر من قبل القوى اليمنية ، وأعتقد أن مصالح تلك الجماعات التقت عند نقطة واحدة لم يحن الوقت لكشفها ولكن الأيام القادمة كفيلة بكشف سر ذلك التحالف المصيري بين الجانبين .
الحرب عبر التاريخ فعل ملعون ومذموم وهي دمار وليس إعمار وهي هوس لدى البعض ، ولدى البعض الاخر أحساس بالقوة والعظمة الفارغة وهي تنفيس عن الرغبات الداخلية المكبوته لدى الأشخاص الغير الأسوياء التي وقعت القوة في إيديهم ، فلم يعرفوا كيفيه أستخدامها .. وبدلا من أستخدامها لصالح شعوبهم أستخدموها للغزو والدمار والقتل وتشريد البشر من أوطانهم ، وهناك حربان حرب عدوانية وحرب أخرى على الضد منها عادلة ، والحرب عادة يمكن تحديد بدايتها ولكن لايمكن معرفة نهايتها ولامعرفة مآلاتها .
الحرب الكونية الثانية أستمرت 6أعوام وحصدت بين 60_65مليون فرد من البشر على مستوى العالم مع ماصاحب ذلك من دمار وكوارث وغيرها من المآسي التي أصابت البشرية في مقتل .
الحرب المحلية والإقليمية الدائرة في الجزيرة العربية مستمرة منذ عامين وحصدت عشرات الالاف من الضحايا مع ماصاحب ذلك من دمار وكوارث ومآسي أكلت الأخضر واليابس ، وكل الدلائل تشير إلى أنها ستستمر لفتره طويلة قادمة وطبعا مع هذا ستدمر الكثير وستقضي على الكثير من البشر وستؤدي إلى خسائر كبيرة مادية وتهديم لكل البنى التتحتية وغيرها من مقومات الحياة .. فهل ستحقق أهدافها ؟ أني لااعتقد ذلك .
لان البشر لايستطيعون التحكم في هذه الحروب مهما أوتو من قوة والنتائج في الحروب عادة تكون عكس ما يريد من قام بها ، وتأثير الحرب على المنطقة برمتها سيكون كارثيا لاشك ، ولن تحقق أهدافها لان القائمين عليها يريدون تطويع نتائجها لصالح أهداف وأجندات محددة تسيرها على الضد من الواقع المتشكل كنتيجة لتلك الحرب ، وهذا ربما يؤسس لحروب قادمة لا يمكن التنبوء بالنتائج الكارثية لها ، حيث أن الخارطة الجغرافية والسياسية ستتشكل وفقا لمآلات هذه الحرب ونتائجها ودافعها المتشكل على الأرض وليس وفقا للاحلام والامنيات .
في الجنوب العربي ضحى أبناء الوطن من أجل هذه الأرض ومن أجل نصرة العرب والمسلمين وليس من أجل أشخاص أو من أجل جهات بعينها وعلى الجميع أدراك ذلك ، النزيف الجنوبي لازال مستمرا خارج حدود الوطن والثمن أصبح باهضا ومكلفا ، وكل ذلك اصبح دون ثمن سوى خدمة اجندات خارجية ، فالوطن بحاجة لهولاء الرجال والشباب لان القادم والآتي أصعب ونحن بحاجة لكل رجل وبحاجه لكل طلقة رصاص لان مايحضر لنا كجنوبيين صعب للغاية ونحن بحاجة ماسة للاستعداد للقادم ، والذي يراد لنا الدخول فيه وهذه المره دون رجعه .
بعد الحرب سيشكل واقع مختلف على الأرض وستظهر قوى جديدة على سطح الاحداث وستتوارى قوى كانت مهيمنة على كل شي ، وقوى السيطرة والهيمنة كل الدلائل تشير إلى أنها ترقص رقصه البرع الأخيرة ، وهي رقصة الموت السريري فلا الحوثو عفاشيون سيبقون كقوة فاعلة ولا مايسمى بالشرعية بشقيها ستبقى خالدة ، فالامور ستخرج عن سيطرة الجميع ، وستكون كلمة القوى الجديدة الفاعلة الناهضة من ركام الحرب هي المسموعة بإذن الله تعالى ، وسيكون صوت الشعب في الجنوب هو المسموع شاء من شاء وأبى من أبى لان تلك هي سنة الحياة وإرادة الله العلى القدير ومادون ذلك فهو هراء ومجرد تأخير مصطنع سيزول بزوال الأسباب الآنية المؤثرة فيه .
والحروب منذ الأزل فيها المنتصر وفيها كذلك المنهزم لكن حتى من حقق النصر فهو انتصار شكلي وقتي سرعان مايزول بعد معرفة حجم الدمار والخراب وعدد الضحايا وتدمير كل شي حي ينبض بالحياة فلا يتوهمن أحد منكم أيها المتحاربون أنه حقق النصر بشكل مطلق ، فالحروب هي كارثة إنسانية بكل ماتعنيه الكلمة من معنى ، والنصر في كل الحروب يصورة عامة فهو نصر نسبي آني سرعان مايزول ، عندما تبدا الحقائق على ارض الواقع بالتشكل والوضوح .
التحالف الحوثوعفاشي عما قريب سيصبح من الماضي وحتى ان حاول التعايش مع الاخرين في العربية اليمنية فهو تحالف يحمل عوامل الفناء بداخله ، بإيجاز شديد فهو تحالف لامستقبل له ان ظل على هذه الشاكله وحتى وان بقي يصارع من اجل الحياة فسيكون مشروعا سلاليا جهويا ضعيفا لايتعدى نطاق الشمال ان لم يكن أدنى من ذلك بكثير ، وتبقى هناك مايسمى بالشرعية ويمكن تسميتها بشرعية الوهم لانها لاتستند على أسس صحيحة بل تحمل في طياتها الكثير من التدليس والتضليل وبشكل (ديما غموجي ) رث ، ولأنها شرعية الدينامو المحرك لها حزب الإصلاح فإنها ستظل منبوذه على مستوى الشمال او مستوى الجنوب العربي لانها قائمة على الهلس والتدليس السياسي الممقوت وكل افعالها هي سلسلة من حلقات الفشل المزمن والمستدام .
مضى عامان منذ تحرير الجنوب لم تنجح هذه السلطة في تحقيق أي نجاح او اختراق يهدف إلى تطبيع الحياة في المناطق المحررة لماذا؟
بإختصار شديد لانها خرجت من جحر الفساد السياسي والاقتصادي والمعيشي العفاشي ولايهمها شيء أسمة الوطن ولكن مايهمها هو كم من الثمن ستقبض لقاء تماديها في إذلال وتجويع الشعب واهدار كرامته .. واختلاق الازمات واطاله امدها طبعا بطريقة ممنهجه ومدروسة وفقا لاجندات معده سلفا فهل تنجح في ذلك ؟.. أعنقد ان الجواب هو بالنفي لان وعي الناس واحاسيسهم مستفزة ومركزة على هكذا سلطات ونخشى ان يتم الانقضاض عليها في أي لحظة لسوء ممارساتها وفشلها الذريع الذي أودى بالمحافظات المحررة إلى الحضيض .
الاخوة في التحالف العربي نقول لهم حللتم علينا في الجنوب ضيوف كراما وساندتمونا في وقت الشدة والانسان الجنوبي في الغالب حريص على رد الجميل ورد الوفاء بالوفاء لكن ليس على حساب وطنه ومصالح الغالبية العظمى من أبنائة وهم ينشدون وطنا ، ودولة معترف بها وانتم بإستطاعتكم عمل الكثير أن أردتم ذلك وأن حرصتم أن يكتب التاريخ دوركم في الجنوب بأحرف من نور ، ولاشك أنكم تدركون إدراكا يقينيا أن الوحدة قد ماتت في المهد في عام 1994م بعد الغزوة الشمالية الأولى للجنوب، ومن مات وتم مواراته الثرى من الصعب أعادته للحياة الايوم القيامة وبأمر من رب العالمين سبحانه وتعالى .
فما نرجوه ان تنظروا حتى بنصف عين وان تدعموا الجنوب في استعادة وطنه ودولته المستلبة من قبل جحافل الشمال ، والجنوب ليس الشرعية واتباعها فالجنوب هو اكبر من ذلك وهو الانسان والأرض التي عاش عليها لآلاف السنين ، فالارض والانسان باقيان الى يوم الدين اما الأشخاص فزائلون ، ونرجوا ان لايكون رهانكم على أشخاص فقط ، فالبعد القومي والاستراتيجي يحتم عليكم الاهتمام بالجنوب وعدم تجاوزه وبقليل من العون ستجدون إلى جانبكم حليف استراتيجي صادق هو الجنوب وشعبة المقدام وقد خبرتموهم في العاميين الماضيين وكل ماترجوه ان لاتتكرر أخطاء الماضي المأسوف عليها .
ان التدقيق والنظر بصورة عميقة لما جرى في المنطقة ستجد أنه صراعا سلطويا وفي الأساس هو صراع ((كراسي ))ومصالح ونفوذ وثروات يتم تبديدها على أطراف الصراع حيث ان الجميع أصبح يتصرف وكان كل شيء على الأرض هو ملكية خاصة له مع أنهم يدركون جميعا أنهم أتوا من القاع حتى وصلوا الى أعلى مراتب السلطة والثروة ، وقد توافق ذلك الصراع في الاونه الأخيرة بأنه أرتبط بأطراف إقليمية ودولية متصارعة على النفوذ وتقاسم الثروات والمصالح على مستوى المنطقة .
وما أطراف الصراع المحلية الا أدوات صغيرة بيد الأطراف الإقليمية والدولية التي تريد السيطرة على المنطقة بكل الأساليب المتاحة ، ولهذا اذا لم تحسم مصالح تلك الأطراف لربما يؤدي ذلك الى استمرار الصراع لسنوات قادمة، حتى تنضج الظروف إلى لإنهائها ولكن حينها سيتشكل واقعا جديدا غير الذي ترجوه الأطراف الفاعلة في هذا الصراع الإقليمي المصبوغ بصبغة دولية.
لدى مايسمى باالشرعية ثلاث ثوابت لايمكن التنازل عنها حسب ادعائها وهي المبادرة الخليجية – ومخرجات الحوار المزعوم – والقرار 2216 الصادر من مجلس الامن ،فهل هكذا إدعاآت قابلة للتحقيق على ارض الواقع في ظل ظروف الحرب الراهنة ؟ كلنا يدرك إن سبب الحرب هي المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار التي قوبلت بالرفض شبة المطلق في الجنوب وكذلك في الشمال فهل لدى الشرعية القدرة على تنفيذ ذلك ؟ وهل لديها المقومات اللازمة لتحقيق ذلك بشكل قسري على المواطنين في العربية اليمنية او في الجنوب العربي ؟
في حقيقة الامر لدينا شك كبير في تنفيذ ذلك على ارض الواقع ،لإن البلد مقسم ومقطع الاوصال وفي حالة حرب وأي عملية سياسية او اقتصادية أيا نوعها تجري في ظل مجتمع متجانس ومتوافق على الحد الأدنى وفي ظل وجود الأمن والاستقرار وهذا منعدم كليا في هذه الرقعة الجغرافية في ظل ألانقسام الحاد في مجتمعي البلدين وفي ظل الكراهية التي وصلت إلى أعلى مدى لها خلال العقود الماضية لكن الشرعية والاقليم كمن كذب وصدق نفسة ولهذا مايجري هو أقرب إلى الشعوذة السياسية ، والشرعية تعيش حالة أنفصام وهي بعيده عن الواقع كليا وهي عاجزة عن تنفيذ شيء للأسف الشديد ، والاصابع المرتعشة لايمكنها تنفيذ أمنياتها لان الواقع الموضوعي يسير عكس ماتريد فلا الاقلمة او المبادرة الخليجية ولاالقرارات الدولية يمكن تنفيذها ، لان ما يجري على الأرض هو ضد تلك التوجهات مع وجود قله تطبل لهكذا مشاريع لتحافظ على مصالحها لاغير والمصيبة في الامر ان أطراف الشرعية ينطبق عليها المثل الابيني القائل (( الاعمى لقي حليه وأمسى يدحرجها )) ، فهل تعى هذه الأطراف ما تقوم به من تدليس وكذب على الاخرين .
وبالنسبه لما ذكرناه أنفا فإن مايخص الجنوب هو أن هذه الأطراف تريد من الجنوب ان يطبق ما يسمى بتك المرجعيات التي ولدت في المهد ميته ، ولن ترى النور لان كل مايدور على الأرض عكس تلك التوجهات المراد تطبيقها بالقوة على الجنوب ، فهل ستنجح تلك الأطراف في تنفيذ مخططها ؟ ونحن نعلم ان ذلك عكس مايريده الشعب ولايمكن تنفيذ تلك الامنيات مطلقا على الأرض لان الشعوب الحيه هي التي تقرر مصائرها وتختار طريقها وشعب الجنوب من هذا الطراز الرفيع .
وحسب وجه نظر احد الأصدقاء أنه كي تنفذ تلك المرجعيات على الجنوب وعودة شعب الجنوب إلى باب اليمن وزريبة الوحدة وهي اقرب الى الفكهاهة او الكوميديا السوداء ، ان تلك القوى الشرعية او الإقليم او المجتمع الدولي كي ينفذ تلك المرجعيات عليه عمل الاتي :
- تنفيذ تلك الأهداف بالقوة العسكرية وفرضها على شعب الجنوب بقوة الالزام القسري الاجباري وهذا طبعا مستحيل ، فهل هناك قوة تستطيع فعل ذلك وسيكون ذلك سابقة تاريخية خطيرة .
- تهجير الشعب الجنوبي من أرضه بالقوة إلى شتى بقاع المعمورة وهذا الترانسفير يبدو مستحيلا في القرن الحادي والعشرين ومن هي الجهه التي لديها القدرة على تنفيذ ذلك .
- إبادة شعب الجنوب حتى تبقى الأرض دون شعب كي تحل بدلا عنهم جحافل الاستيطان .. فهل يجروء أي كان على القيام بذلك الفعل ، وهذا أيضا يبدو من المستحيلات في ظل الواقع المعاش .
إذا في الأخير وبقليل من الجهد والتكاتف والفكر السياسي الفاعل والعمل الدؤوب وتوحيد الأهداف والثوابت الوطنية والعمل الجدي المبرمج يستطيع الجنوب الوصول إلى مبتغاه وأهدافه وسيفرض على العالم مايصبو إليه شاء من شاء وأبى من أبى ، وفي الأخير نقول للجميع (الرداء الملىء بالثقوب لايقي من حر الصيف ولابرد الشتاء) ان كنتم لاتعلمون .
عبدالله الكودي