منى بوسمرة تكتب:

معارض الإمارات تخدم البشرية

منذ وقت مبكر تزدهر في الإمارات صناعة المعارض التجارية محوّلة أرض الدولة إلى منصّات تجارية عالمية لكل المنتجات، من حبة الدواء حتى الطائرات، عبر نجاحها في استقطاب أبرز المصنعين العالميين في كل القطاعات حتى تحوّل قطاع المعارض إلى رافدٍ مُهم في الناتج المحلي للدولة بما ينسجم وسعيها نحو تنويع اقتصادها وفقاً للأجندة الوطنية.

بالأمس انطلقت في الإمارات ثلاثة معارض عالمية بمشاركات فاقت التوقعات، وهي: معرضا «أيدكس» و«نافدكس» في أبوظبي، ومعرض «جلفود» في دبي، في مشهد يجسّد حيوية اقتصاد الإمارات وانفتاحه على كل الاستثمارات التي تزيد في تنوّعه وتجعله مُستداماً وتنافسياً وعالمياً، وفقاً لرؤية تنموية شاملة.

وخلال حضورهما فعاليات «آيدكس» جدد محمد بن راشد ومحمد بن زايد التأكيد على هذه الرؤية وريادة الإمارات في صناعة المعارض عالمياً بفضل كفاءة كوادرها البشرية واكتسابهم خبرات علمية وعملية حتى أضحوا خبراء في الكثير من قطاعات العمل الوطني والإنتاج والإبداع، بما يعزز مكانة الإمارات في العالم، ويرسخ سُمعتها بوصفها دولة سلام وانفتاح وتسامح، في رسالة تؤكدها قولاً وفعلاً، بأن رسالتها الثابتة حماية المكتسبات وترسيخ السلام.

ويمثل «آيدكس» و«نافدكس» نموذجاً لقدرة الإمارات على الولوج إلى كافة الصناعات العالمية المتقدمة وقدرتها على تنظيم الفعاليات الكبرى، لتثير اهتمام كبار المصنعين على التواجد في هذه الفعاليات؛ كونها تمثل فرصة مثالية لعقد الشراكات وإبرام الصفقات، ولعل في تضاعف عدد المشاركين في مثل هذا المعرض دليلاً شديد الوضوح على مدى النجاح الذي تحققه صناعة المعارض في الإمارات، فمن 250 شركة في دورة المعرض الأولى قبل 25 عاماً إلى 1310 شركات محلية وعالمية في الدورة الحالية.

كما يأتي الحدث في ظل إطلاق السياسة الجديدة لمجلس التوازن الاقتصادي «توازن» التي تتضمن إطار عمل جديداً يفسح المجال أمام مزيد من الاستثمارات لوكلاء الصناعات الدفاعية والأمنية في شراكات استراتيجية مع الصناعة الوطنية، حيث يفسح البرنامج الجديد المجال لتطوير حلولٍ مبنية على التكنولوجيا تتجاوز مجال القطاعات الدفاعية والأمنية لتشمل الفضاء الخارجي، والبنية التحتية والنقل، وتكنولوجيا التعليم، والاستدامة، والبيئة وتغير المناخ، والأمنين الغذائي والمائي، والتأكيد على أن تطوير الصناعة الدفاعية في الإمارات، باعتباره قطاعاً حيوياً للأمن والاقتصاد الوطني على حد سواء، ينسجم مع رؤية الإمارات تجاه ضرورة العمل على جعل أسلحة المستقبل المتطورة أدوات لحفظ السلام.

وفي دبي يمثل معرض «جلفود» نموذجاً آخر في استراتيجية الإمارات في التنويع الاقتصادي ومسيرة الابتكار في صناعة الأغذية، كما في بقية الصناعات، وهي الاستراتيجية التي تجعل من الإمارات مركزاً رئيسياً على خارطة التجارة والصناعة.

إن تنفيذ هذه الرؤية يأتي بدفع من عوامل رئيسية، في مقدمتها الرؤية التي صاغتها القيادة وسخرت لها البنية التحتية والخدمية المتطورة، إلى جانب كفاءة وفاعلية الخدمات والأنظمة الحكومية الخاصة بحركة الاستثمار وبناء الشراكات الاستراتيجية والاستيراد والتصدير وإعادة التصدير والارتقاء بمعايير الجودة ومواكبة تقنيات الثورة الصناعية الرابعة.

معارض الإمارات اليوم تتجاوز المقاصد التجارية إلى أهداف أبعد مثل تبادل المعرفة والخبرات عبر جلسات ومؤتمرات ترافق تلك المعارض، وتشارك فيها مراكز بحثية تعرض فيها الإمكانات الهائلة التي تتيحها الثورة التكنولوجية الرابعة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، بما يسهم في بناء مستقبل آمن ومزدهر للبشرية يعزز السلام العالمي.