مشاري الذايدي يكتب:
الهجوم على «أبشر» السعودي
موضوع المرأة في السعودية، له وجهان، وجه صافٍ لا شية فيه إلا لحقوق المرأة، وآخر فوضوي نشاز متداخل الملامح، الملمح الأبرز في هذا الوجه الهجين، هو «أنف» السياسة الضخم!
مؤخراً، تزايد الهجوم على السعودية لأنها «تقمع المرأة» حسب الميديا الغربية اليسارية، والمضحك أن يغذيهم بهذه الدعاية بعض فلول «الإخوان» وجماعات إيران!
الصورة الأخيرة التي اتخذها هذا الهجوم على السعودية بخصوص المرأة، الهجمة على تطبيق إلكتروني شهير جداً بالسعودية، بل هو أشهر تطبيق سعودي، وهو من منجزات وزارة الداخلية السعودية المشرقة، تطبيق اسمه «أبشر» يقدم أكثر من 160 خدمة للسعوديين، وغير السعوديين من المقيمين، تتمثل في تجديد بطاقة الهوية الوطنية والإبلاغ عن فقدانها، وتجديد جواز السفر وكل ما له علاقة بمعاملات بطاقة العمل والإقامة، وتسديد المستحقات الحكومية إلكترونياً وتصاريح الحج، وعشرات أخرى من الخدمات، تفيد الناس، خاصة كبار السن من رجال ونساء، من دون عناء الذهاب للمؤسسات الحكومية والاصطفاف في طوابير الانتظار.
«التنظيم» العالمي، المهيج لموضوع المرأة السعودية، عبر فتيات «هاربات» كما تطلق عليهن الميديا الغربية اليسارية، ومعهن ساسة من الغرب، أعمى الهوس بعداء السعودية بصائرهم وبصرهم. هذا التنظيم بشبكة علاقاته، قرّر استهداف تطبيق «أبشر» ومطالبة شركات آبل وغوغل بحظره، بحجة أنه يساهم في قمع المرأة عبر ربط سفرها للخارج بعلم وتفويض والدها أو زوجها.
طبعاً هذا الأمر موضع بحث، لكن المشاهد حالياً هو أنه إجراء لا معنى له تقريباً، فالمرأة السعودية تسافر، غالباً، من دون عوائق، ومن يلاحظ الطائرات من الرياض لدبي مثلاً، كل يوم، يشهد عشرات بل مئات النساء المسافرات من السعودية.نرجع لموضوع «أبشر» رئيس الجمعية الوطنية السعودية لحقوق الإنسان، قال إن التطبيق أداة خدمية لا رقابية، وإن المستفيد منه بالأساس هو المواطن والمقيم. هذه الحملة الشعواء، على تطبيق خدمي إلكتروني يخدم ملايين الناس بالسعودية، أخذاً براوية بضع فتيات محتقنات، يسندهن تنظيم يستهدف السعودية - لهذا حديث لاحق - تكشف عن المدى الذي يمكن أن تصل إليه تلك الجماعات.
الأمر لا يختص بقصة المرأة، فلا مزايدة على الدولة السعودية، خاصة بهذا الوقت، بـ«تمكين» المرأة بالبلاد، بل هو استهداف سياسي مستمر متنوع العناوين - حرب اليمن - المرأة - مقاطعة قطر... إلخ – والهدف واحد، الإضرار بالسعودية في ظل القيادة الحالية.
الصورة واضحة، وليت هؤلاء الهاجمين على تطبيق أبشر كلفوا أنفسهم عناء السفر للسعودية، ومقابلة النساء هناك، كل الشرائح، وسؤالهن: هل يعجبهن تطبيق أبشر أم لا؟ بدل الإفتاء الافتراضي عن بعد!
وبعد، للمرة الألف نقول: لا جدال في وجوب «الاستمرار» في إصلاح قضية المرأة. لكن تلك نقرة، وهذه نقرة أخرى.