علي بامحفوظ يكتب لـ(اليوم الثامن):

المؤامرات لازالت تُحاك ضد الجنوب

عندما تبنة الأمم المتحدة حلحلة الأزمة اليمنية استبشر الجنوبيين خيراًواعتقدنا انهم سينصفون الجنوب بل سيساعدون قادته السياسية والعسكرية فياستعادة دولته وهذا حق مشروع قانونياً تكفله جميع الأعراف والبنود القانونية عالمياً إلا اننا صدمنا فعلياً بتحركات الأمم المتحدة في اليمن ودعمها اللامحدود لمليشيات الحوثي الإرهابية والاعتناء بقادته والحرص علىان يكون لهم حق في المشاركة السياسية والدبلوماسية في الحكومة اليمنيةرغم انهم مليشيات سطت على الدولة بقوة السلاح وفرضت امراً واقعاً بالشمال!

ولم يولوا أي اهتمام للجنوبيين الذين قطعوا اليد الإيرانية في الجنوبوحسموا المعركة خلال وقتاً وجيز! وهذا ما يدفعنا للتركيز في تحليل واقعتحركات الأمم المتحدة من هذا المنطلق ونستنتج بعض الأمور التي لا تخفىحتى وان خفيت.

الأمم المتحدة تجمع اموالاً طائلة باسم الشعب اليمني الذي لا يرى المساعدات الا على شاشات التلفاز فقط! بينما يلصقون التهم للمليشيات الحوثية التي تنهب المعونات وهو الوهم الذي نعيشه منذ بداية الحرب ,التكتيك الأممي الحوثي والتعاون الملحوظ ما هو الا مخطط لأهداف معينه تمترتيبها بينهم لإطالة امد الحرب وجمع الأموال وتقسيمها حسب الاتفاقروتساءلت مندهشاً! اين تذهب المساعدات التي يقال ان الحوثيين اختطفوها؟!

لم نرها لا في أسواق ولا في جبهات الحوثيين وليس لها اثر على ارض اليمن إطلاقاً كل ما نعرفه ان الحوثيين ابتاعوا المواد الإغاثية في الأسواق السوداء التي لا وجود لها إلا على الصحف والمواقع الإخبارية فقط! او انهم قصفوا واحرقوا المخازن وهو الحدث الغير منطقي.

ومن زاوية أخرى نلاحظ ان الأمم المتحدة تتغاضى عن الخروقات الحوثية عمداًدون إصدار عقوبات بحقهم او الضغط عليهم للالتزام بالاتفاقيات التي تمتبينهم وبين الشرعية الهزيلة وهذا ما يثبت التعاون فيما بينهم لأطاله أمد الحرب في اليمن والارتزاق منها.

الأمم المتحدة تعقد صفقات بيع السلاح للتحالف في اليمن وهو الدخل الرئيسيلها فلوا توقفت الحرب سينتهي العقد الكثيف لصفقات السلاح , وستتوقف الدول التي تدفع أموالها من اجل مساعدة الفقراء في اليمن والتي تذهب الى جيوب تجار الحروب .عندما يفرض الحوثيين امراً واقعاً يتعامل العالم معهم على انهم ثوار يطالبون بحقوق مشروعة يكفله لهم القانون ولكن!

عندما يتعلق الأمربالجنوبيين وحقهم في تقرير مصيرهم وإدارة دولتهم يصبح الامر انقلاباً على الشرعية وعلى وحدة اليمن واعتداء على مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وكسر لقوانين حفظ السلام.

نناضل منذ 2007 وقدمنا قوافل شهداء وكم هائل من الجرحى الذين يعانون من الإصابات التي اعاقتهم حتى اللحظة ولم يلتفت لنا احد بل كانوا يتحججون بعدم وجود قيادة سياسية موحدة لتمثلنا امام العالم.

قمنا في الجنوب باختيار قيادة جنوبية وتم تفويضها بزخم شعبي جنوبي فأنبثق المجلس الانتقالي الجنوبي لقيادة المرحلة الانتقالية وتمثيل الجنوبيين امام العالم الا اننا تفاجأنا بجبهات تُحيط بنا من كل حدب وصوب وكان لهذه الجبهات ابواق إعلامية تتمترس خارج الجنوب وتشن حملاتها الإعلامية علينا من هناك بأموال إخوانية لا تخفى على الجميع.

ومع ذلك تجاهلنا العالم ايضاً رغم التنظيم والحراك السياسي المدروس الذييقوم به المجلس الانتقالي لتمثيل الجنوب سياسياً وبخطى قانونية تهدف لاستعادة الجنوب بحدود عام 1990م.لذلك على الساسة الجنوبيين ان يكونوا على قدر من المسؤولية في توضيح وكشف ملابسات هذه المؤامرة الخطيرة التي تهدف للقضاء على كل ما هو جنوبي على ارضنا الغالية.

أدركنا حساسية هذه المرحلة وأدركنا ايضاً من خلالها ان شعب الجنوب باتَقاب قوسين وأدنى من استعادة دولته كاملة السيادة مع ادراكنا الكامل بمنهم يقفون الى جانبنا ويقدمون لنا تسهيلات ليتم فك الارتباط بطريقة سلسة دون الوقوع في فخ الاعتراك العسكري , ومن يريد منا الإبقاء على هذا الوضع لمكاسب سياسية وتجارية رخيصة غير آبه لما يحدث للملايين من الأٌسرالجنوبية الشريفة في الداخل والخارج وعلينا ان نقولها صراحتاً لتبرئة الذمة اولاً وللتوضيح للشعب ثانياً لكي لا يأتي اليوم الذي يكتشفون انك متخفون مثل هذه المعلومات التوضيحية التي قد تعجل في حسم القضية الجنوبية.

علي بامحفوظ