علي بامحفوظ يكتب:
حضرموت.. أوجاع محافظة النظام والقانون
من المُحبط أن نرى هيبة النظام وقانونه يُطبق على المواطنين في محافظة حضرموت فقط في الوقت الذي يتغنى جميع من بالسلطة بتطبيقه فعلياً على المواطنين دون التطرُق الاستثناءات الخاصة لبعض الشخصيات المقربة أو الشخصيات المسؤولة ,
عندما قرر المحافظ إغلاق اسواق القات كان مستند على المرجعية الاستشارية الخاصة به وكان القرار غير مسؤول أو ان القرار لم يُدرس بشكل دقيق حيث أننا نتألم يومياً بِفقدان شباب في عُمر الزهور بسبب هذه الشجرة الخبيثة !
هناك طُرق كثيرة لمنع القات "تدريجياً" , مجموعة المستشارين إذا لم يكن لديهم خلفية حول كيفية التعامل مع الإدمان وطُرق معالجته فهناك مشكلة عظيمة أوصلتنا لهذا الحال !!!
كيف لا وهم مجموعة شخصيات قبلية لا يفقهون إلا في الأعراف والأحكام القبلية فقط وترتكز المحافظة على هذا الأساس
يجب على المحافظ تغيير الطقم الإستشاري لأنهُ أضاع طريقة بعد تعيينهم هذا إذا كان لدية النية للعودة إلى قلوب المواطنين كـ شخصية القائد الأب فرج البحسني الذي كنا نراه مغواراً وقدوة في الفِداء والحمية والغيرة عندما انقض على التنظيم الإرهابي بكل شراسة وأبادهم عن بكرة أبيهم بجيش حضرمي جعلنا نناطح النجوم برؤوسنا فخراً وإعتزازاً بهم .
ما حز في نفسي رؤية موكب مؤيدي عمرو بن حبريش أثناء دخولهم للساحل بموكب مسلح وشاصات قبلية يقودها مسلحون قبليون لا ينتمون للجيش ولا الشرطة وليس لهم علاقة بالسلطة سوى علاقتهم المتينة بالوكيل عمرو بن حبريش فقط !
ألم يُمنع حمل السلاح حتى على أفراد الجيش بعد نهاية الخدمة أم أن هناك إستثناءات؟!
لماذا دخلوا بهذه الكمية الكبيرة من الأسلحة الى الساحل؟؟
وتساءلت هل حضرموت الساحل منطقة مضطربة ليدخلوها بهذا القدر من السلاح والمسلحين أم أن هناك إستثناءات؟؟
لوهلة كنت اعتقد انهُ موكب عسكري لديهم مهمة وقضية كبيرة جداً تواجدوا من أجلها ولكن سرعان ما رأيت شعار حلف قبائل حضرموت ومسلحين بزي مدني فعرفت انهم اتباع عمر ,
لفت انتباهي عدد السيارات حديثة الموديل والصنع ولازالت عليها أكياس التصنيع وسنته 2020 عبارة عن شاصات وأيضاً ما يُسمى بالربع وكذلك لاندكروزرات جميعها حديثة الموديل وكأنهم يستعرضون أموال الحلف وإمكانياته المالية والعسكرية !!
ألم يهدد المحافظ بالضرب بيد من حديد في ما يتعلق بالتحركات العسكرية الخارجة عن إطار السلك العسكري بالمحافظة أم أن هناك إستثناءات؟؟؟
والأمر الأخطر من كل ما سبق
الجميع لاحظ دخول الموكب بالكامل من أكبر رأس إلى أصغر رأس مخزنين مفتهنين غير مبالين لا بالنظام ولا القرارات ولا الأوامر ولا التصريحات التي صرح بها المحافظ والأخ عويضان أركان حرب المنطقة العسكرية الثانية في مسألة عدم دخول أي فرد مدني او قبلي او عسكري حتى بالتخزينة الخاصة به فما بالكم بموكب كامل مسلح مجهز ومخزن !!! هنا نكتشف الخلل الذي يهز الثقة بين المواطنين والسلطة والأمن ,
والأدهى من ذلك! هدف الحلف تمثيل حضرموت التاريخ والعلم والحضارة والسلم! في الحكومة الجديدة بمجموعة مسلحين مخزنين؟؟!
أمر مخزي مخزي مخزي للأسف أن نُظهِرَ حضرموت بهذا الشكل المُسيء لسمعتها وحضارتها وتاريخها ولكن لله الحمد "فُضِحو" أصابوا أنفسهم بسِهامهم .
الغريب في الأمر أن الإنتقادات لم تطل هؤلاء لا من المستشارين ولا المسؤولين ولم تستنكره أي جهة قانونية كانت ام حزبية للأسف .
نتمنى ان يتخذ المحافظ مواقف حازمة في مثل هذه الأمور وأن لا يدع للتفلُّت مجال ونقول للحلف لا داعي للشطحات وأظهِروا حضرموت الحضارة بمظهر حضاري يليق بها وبما يُقال عنها إن كنتم فعلاً تحبون حضرموت ام أن لكم مآرب أُخرى من قضية تمثيلها بالحكومة؟؟!
كما نتمنى أن تُعيد السلطة النظر في القرار المُتخذ في ما يتعلق "بالقات" فالمشكلة عظيمة جداً وجميعنا نُعاني منها ,
كثرت السرقات كان لسبب تأمين مبلغ القات والذي أصبح مرتفعاً ثلاثة أضعاف السعر المتعارف علية سابقاً
كثرة الحوادث والوفيات أيضاً بسبب الجري والتسابق لأسواق القات خارج ساحل حضرموت
كثرت عمليات التهريب ولم يقتصر الأمر على القات فقط بل أصبح وسليه وطريقة أُخرى لتهريب الممنوعات إلى جانب القات لجني الكثير من المال
وبالرغم من كل المآسي السابقة إلا أننا لا زلنا نرى سوق القات بالقرب من مستشفى البرج مليء بالناس ,
وكذلك معاناة الأُسر في الحارات من تفشي ظاهرة الأسواق المنتشرة بكل المناطق والتي تُعيق حركة المواطنين وبالأخص النساء لكثرة التجمعات الشبابية والأسواق السيئة السمعة والدخيلة على مجتمعنا .
أقترح على المحافظ أن يسمح بمرور القات بشكل رسمي يومين في الأسبوع ,
على سبيل المثال "الإثنين – الخميس" لعدت أسباب منها :-
السبب الأول : هو أننا سنتخلص نسبياً من كثرة السرقات لتوافر القات بأسعاره المعروفة يا حبذا لو تضع السلطة أسعاراً ثابته للقات
ثانياً : سنقلل نسبة الحوادث من أجل شجرة خبيثة لا تستحق المخاطرة
ثالثاً : سنقضي على عمليات التهريب المستمر للقات
رابعاً : ستنتهي الأسواق المنتشرة في المناطق والتي تبث الرعب في نفوس الآمنين
خامساً : سينتهي مسلسل الجري خلف باعة القات في الشوارع ويتفرغ الجيش والأمن للأمور الأكبر من ذلك
سادساً : سنخفف الأيام الرسمية لدخول القات حتى نصل الى يوم واحد تمهيداً لقطعه نهائياً بعد أن نعالج مُعضلة الإدمان لدينا .
وأتمنى أن يُأخذ الموضوع بعين الإعتبار فلن نستطيع التخلص من القات بهذه الطريقة بل سنوسع دائرة الألم التي تعيشها حضرموت منذُ سنين