صيحات

الحكومة والرئيس هادي

تنبري بين الحين والآخر بعض الأصوات التي تحاول أن تهاجم فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وتحمله كامل المسؤوليات تجاه ما آلت وتؤول إليه الأوضاع في المناطق المحررة بصورة خاصة واليمن بصورة عامة ، وغالبية تلك الأصوات تطلق صيحاتها بوعي أو بغير وعي أما لأهداف ومآرب سياسية تهدف لتشويه النجاحات التي حققها الرئيس هادي منذ تسلمه لزمام السلطة خلال المرحلة الانتقالية كرئيس توافقي تم الإجماع عليه من قبل كافة الأحزاب والمكونات السياسية لإنقاذ اليمن وإخراجها من أزمتها السياسية آنذاك ، ومرورآ بمرحلة انتخابه رئيسآ شرعيآ لليمن في استحقاق الانتخابات الرئاسية التي جرت في فبراير 2012م وحتى اليوم ،وأما لمآرب شخصية أو جهوية أو خاصة بقوى النفوذ الشمالية التي استأثرت بالسلطة وسخرت كل ثروات الوطن ومقدراته وحقول النفط والغاز وموارد المؤسسات والمرافق الإيرادية وكل ما له علاقة بالضرائب والجبايات والتصدير والاستيراد داخليآ وخارجيآ لمصالحها الخاصة ولمشائخ وأعيان القبيلة والحاشية والمقربين لهم من ناحية الولاءات وشراء الذمم وتجار السلاح وأمراء وجنرالات الحرب والقتلة والفاسدين .

وهناك طائفة أخرى تحاول أن تسرق تلك الجهود التي استطاع أن يحققها الرئيس هادي خلال فترة زمنية وجيزة منذ تسلمه مقاليد الحكم والتي توجت بنجاح مؤتمر الحوار الوطني وإقرار مخرجاته، وما تلتها من نجاحات في التصدي للقوى الانقلابية التي انقلبت على الحكومة الشرعية والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار اليمني الشامل وعلى الشرعية الدستورية ، على الرغم أن أبرز تلك النجاحات تحققت في ظل مناخات غير طبيعية شهدت اليمن خلالها أعتى وأطول حرب في تاريخها القديم والمعاصر ،وفي ظل ظروف عصيبة فرضت على شعبنا اليمني أن يواجه أكبر عصابة فاسدة من طواغيت وجبابرة ومصاصي الدماء ومغتصبي السلطة والتي سخرت كل مدخرات البلد وثرواتها طيلة ما يربو على 33 عامآ لمصالحها الخاصة ولزيادة أرصدتها في البنوك ومشاريع الاستثمارات في الداخل الخارج ولبناء جيش عائلي مزود بأكبر ترسانة للأسلحة الحديثة والمدمرة في المنطقة يتم استخدامها لقمع شعبنا اليمني وقتل المدنيين وتدمير المدن والأرياف تحت مبررات واهية كالإرهاب والتمرد والمطالبة بالانفصال وترويجات الدفاع عن الوحدة والحفاظ على الديمقراطية والشرعية الدستورية والثوابت الوطنية وغيرها من المسميات المزيفة والدخيلة على مصطلحات قاموس السياسة حاضرآ.

إن تلك  الحملات الإعلامية التي تشن على فخامة الرئيس هادي ليست سوى تسريبات مطابخ إعلام الحوافيش ومن يتقمص رداءها ويظهر تبرأه من تلك الحملات التي تحاول النيل من النجاحات التي حققها على المستويين المحلي والخارجي واستمرارية تحقيق الانتصارات على فلول ميليشيات القوى الانقلابية وانكماش وتلاشي رقعة الأرض الواقعة تحت سيطرتها ،وبدء العد التنازلي لنهايتها وسقوطها بعد تضييق الخناق عليها في جبهات المعارك وعلى المستوى السياسي في أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ولدى الدول الداعمة والدول الكبرى الراعية للمبادرة الخليجية وللأزمة السياسية في اليمن .

وما لفت انتباهي هو تصريح رئيس الوزراء بن دغر لوكالة أنباء سبأ بعد اختتام أعمال الدورة ال "28" للقمة العربية بالأردن حين قال : "  إن الموقف العربي للقمة الداعم للشرعية هو رصيد إضافي يضاف للنجاح والجهد المكثف الذي يبذله فخامة الرئيس هادي على كافة الأصعدة ،وهو يخوض مع أشقائه ملوك وأمراء وقادة دول التحالف العربي معركة إنقاذ اليمن وشعبها نيابة عن العرب والعالم لمواجهة خطر التمدد الفارسي ومشروعه التدميري الذي يستهدف الجميع دون استثناء ".

وما يثير الدهشة هو ما تروج له بعض الوسائل الإعلامية التي تحاول الترويج بأن ما يحدث في أرض الواقع وخاصة في المناطق المحررة سببه فشل فخامة الرئيس ،وفشل حكومته وعدم ولائها له وولائها لخصومه في تحالف الانقلاب وبسبب ولاء بعض أعضائها من حزب الإصلاح للقوى الانقلابية وبعض القوى الشمالية في الشرعية التي تحاول وسائل إعلام تحالف الانقلاب الترويج له ليل نهار في وسائل إعلامها ووسائل إعلام أخواتها التي تسعى لإثارة الفتن بين منظومة قوى الشرعية وتناست أن الإصلاح شريك في الحرب ضد قوى الانقلاب ،وكلمة د. بن دغر كرئيس للحكومة أبلغ رسالة لكل من يحاول تشويه العمل التكاملي بين فخامة الرئيس هادي وحكومته ، نحن ليس لدينا أدنى شك في حكومة بن دغر على اختلاف وتنوع توجهاتها السياسية بأنها تعمل بقصد على عرقلة النجاحات التي حققها وما يزال يحققها فخامة الرئيس هادي ، ولكن ما نود الإشارة إليه هو أنه ينبغي علينا جميعآ تقدير الظروف التي أثقلت كاهل الرئيس هادي ، والتي تمر بها البلد التي ما زالت في حالة حرب ضروس تقوم بها الشرعية تحت قيادة فخامة الرئيس هادي ، والذي لا يستطيع بمفرده التفرغ لحلحلة الأوضاع التي تعيشها البلد على المستويين الداخلي والخارجي في ظل هكذا ظروف يتطلب التغلب عليها عمل تكاملي من الجميع وزراء ومحافظين ومدراء عموم وقادة المناطق والألوية ومقاومة ومواطنين ، لا أن نحمله تحمل وزر كل المشكلات التي تعاني منها البلد سواء في المناطق المحررة وغير المحررة ونتركه للتفرغ لمواجهة قوى الانقلاب وإدارة المعركة بنجاح على مستوى المعارك الميدانية والعمل السياسي الهادف لمواجهة التحديات الخارجية .

وفي نفس الوقت لا نعف الحكومة ووزراءها ومحافظي المحافظات المحررة من تحمل أعباء ما أفرزته المرحلة الحالية من تراكمات ينبغي مساعدة فخامة الرئيس في التغلب عليها ، وإعفاءه من تلك المشاكل الداخلية ليتفرغ للقضايا الملحة والأساسية في مواجهة تحديات سير المعارك والتحديات على مستوى العمل السياسي والدبلوماسي ،ومواجهة خصومه من قوى الانقلاب التي تحاول مغالطة الرأي العام العربي والعالمي ، وأثبتت فشلها في أكثر من محفل .

ويجب على كل أعضاء الحكومة تأدية مهامهم العملية وتحمل مسؤولياتهم من اجل حل مختلف المشكلات والقضايا المتعلقة بحياة الناس وتطبيع الأوضاع المتعلقة بمهام عملهم ،والتي يعيق التقصير في حلها والبت فيها مسألة الإصلاح السياسي والاقتصادي والأمني في البلد برمته .

ولا ننس أن عدم التزام الحكومة بدفع رواتب المتقاعدين عسكريين ومدنيين وترحيلها من شهر لآخر يعمل على خلق أزمات داخل المناطق المحررة ،ويضع الرئيس في موضع الفشل في إدارة البلد ، أي أن الحكومة تضع الرئيس في مواقف حرجة وكأنها تعمل ضده وليس لمساعدته في الخروج من حالة الحرب التي فرضت عليه وعلى كل اليمنيين من قبل القوى الانقلابية الشريرة ، والحال يعكس نفسه على ضرورة أن يتحمل المحافظون ومدراء العموم والمكاتب التنفيذية مسؤولياتهم لتخفيف الأعباء عن الرئيس وتحميله وزر الأوضاع المتراكمة كلها رغم أنه يفاجئ الجميع على مستوى الداخل والخارج بأنه ما زال في عنفوان عطاءته لتحقيق الانتصار وراء الانتصار .