فهد البرشاء يكتب:

مشافي الموت بعدن .. وسياسة الدفع المسبق..!!

عرّت وكشفت حادثة وفاة نجل الدكتور العزيز عبدالناصر مفتاح حقيقة المستسفيات في عدن أكانت خاصة أم حكومية،وأظهرت حكم الفساد والفوضى والعبثية التي ترزح تحتها هذه المستشفيات التي باتت أقرب لقتل المريض أو المصاب منه لأحيائه..

ولم تعد المشافي في العاصمة عدن التي نشد الرحال صوبها مثل سابق عهدها من الإهتمام والعناية بالمرضى وبكل من يدخلها،بل باتت سماتها كسب الأموال والعبث بارواح البشر والمتاجرة بكل شيء دون أن تلتزم بمبادئ وأمانة المهنة التي أقسموا أن يحافظوا عليها..

فحقيقة مشافي عدن أنها تحولت من مشافي علاجية لجميع المرضى وبذات الميزان والمقياس إلى مشافي للمتاجرة بأرواح البشر وقتلها، وخاضعة للسياسات والمصالح والإنتماءات الحزبية والجهوية والمناطقة وقبلها المادية، بمعنى من يدفع أكثر يجد من يهتم به من ملائكة الرحمة الذين بات البعض منهم شياطين مأجورة..

فحادثة نجل الدكتور مفتاح التي راح ضحيتها نتيجة الإهمال الطبي وقبلها مشيئة الله أكدت بما لايدع مجالاً للشك أن هذه المشافي لاتعمل من منطلق مهني وأخلاقي وضمير، بل تعمل وفق سياسة الكسب والفائدة وأومر الأسياد ومن يتحكمون حتى في حياة البشر ويعبثون بها..

للمرء والقارئ الكريم أن (يتخيل) هذا العبث الصحي القاتل الذي تنتهجه هذه المشافي الفارغة تماماً من (الأخلاق) المهنية، عندما يصلك مصاب لايفصله عن الموت سوى (شعرة) واحدة وقد يكون هذا المشفى أو ذاك سبب في إنقاذ حياته، ثم ترفض بعض هذه المشافي الخاصة إستقبال هذا المصاب بحجة أنها محجوزة كامل لمصابي الجبهات من قبل السعودية والإمارات ومادونهم فليذهبوا للجحيم، والمصيبة الكبرى أن مستشفى الجمهورية أيضاً يرفض إستقبال المريض إلا بواسطة كبرى ومع ذلك يرفض الطبيب المناوب بحجة أنه في إجازة فيترك المريض أو المصاب يصارع الموت ببطء شديد..

أي جُرم ولا إنسانية وصلت إليها مشافي عدن التي نعول عليها الكثير،وكيف تبددت الإنسانية والآدمية من أطبائها ليتعاملوا مع المرضى والمصابين بهذه الصورة الوحشية واللإنسانية وإنعدام الضمير المهني..

لهذه الدرجة بات الطب مادي وفوضوي ولا مهني كي يُترك المريض ينازع الموت ويصارع من أجل البقاء أمام بوابات المشافي الخاصة والحكومية
، أي بشر هؤلاء ليصبح المال والإنتماءات والتوجهات أهم من حياة مريض أو مصاب أستنجد بكم أو طرق باب مشفاكم..

حسبنا الله ونعم الوكيل..