أبين.. قضاها لغيري وأبتلاني بحبها

قضاها لغيري وأبتلاني بحبها..
فهلا بغير حب ليلى أبتلانيا..

عن أبين أتحدث ياسادة..عن حبها العذري...عن عشقها السرمدي.. عن من سكنت سويداء القلب وحنايا الروح..

اُبتليت بحبها وعشقها حد الثمالة والجنون..وفقت بذلك حدود اللأمعقول، وشتان بين حب قيس لليلى العامرية،وبين حبي لمحافظتي العصماء أبين..

لكن الأقدار قضتها لغيري ، وسلمتها للفاسدين واللصوص والمرتزقة والعملاء والخونة وفاقدو الضمير والأخلاق، فعشقهم لها زيف،وحبهم لها كذباً، وهيامهم بها زوراً..


في حياتهم أبين من أجل (جيوبهم)،وفي مقايلهم أبين من أجل (مصالحهم)، كلهم يتشدقون بذلك العشق،وهم يدركون أننا ندرك أنهم كاذبون،بل حتى أن أبين ذاتها باتت تعلم علم اليقين أنهم زائفون ويتصنعون الحب ويدّعون الوله..


قضاها لغير الشرفاء،وسلمها للمرتزقة والمحتالون،ولكل من عاثوا فيها فساداً، فأهلكوا الحرث والنسل،وأحرقوا الأحضر واليابس، وبددوا بقبح أفعالهم كل جميع..


أبتلاني بترانيم أهلها الساحرة، وبنبل أخلاقهم العالية، وبطيب قلوبهم البريئة، وبقوة رجالها الخارقة، وأبتلانا بمن يبيعون ويشترون فيها، بمن حولوها لسوق (نخاسة) لبيع الأخلاق والمبادئ والذمم..

قضاها بماضيها العريق، ومجدها المتألق، وسنواتها الخوالي الساحرات لثلة من الناس، كل همهم كم سيجنون؟ وكم سيربحون؟ كل همهم أن يتناصفوا الكعكعة، ويتقاسموا تركة ( الفساد) والسرقة، فغدوا فاسدون مع مرتبة الشرف في زمن اللأخلاق، وزمن اللادولة واللأقانون..

فأستحال واقعها إلى مراراً وبؤساً وشقاء وعناء، وأستحال حال أهلها إلى حال (مكدود) وحيلٍ (مهدود)، وأضحت مدينة الحب والسلام والعشق والتربة الطيبة والحدائق المعلقة إلى مسرحٍ للدماء وللقتل ولتصفية الحسابات..


العاشقون لها وحدهم من يتوجعون، من يبكون، من يئنون ليل نهار،لحال محافظتهم التي باتت ماضٍ يندبونه كلما داعبت شمس الضحى أمواج البحر الذي تنهد عشقهم فوقها، أما الفاسدون فلا يهم أن غدت (رميم) وحطام ودمارٍ ودماء..

نعم.. أحبها رغم ذلك الوجع الذي يسري بين ثناياها، نعم أعشقها رغم جروحها الغائرة ودماؤها المنسابة، نعم أهيم بها حتى وإن أنتزعها الفاسدون من أحشائي، فمن اُبتلي بعشقها هيهات أن يتنكر لها..