من المسؤول عن تكبيل بعض الخدمات
أين الكهرباء من دائرة اهتمامات حكومتنا الموقرة ؟؟
كم هو مؤسف ما رددناه في عدة مقالات كان الغرض الرئيس منها توصيل الرسالة الانسانية للجهات المعنية بكل مصداقية فقد حوت بعضاً منها مناشدات انسانية طلباً للخدمات الضرورية لكن وكما يقولون دوماً لو ناديت حياً لأسمعته ولكن للأسف لا حياة لمن تنادي ، نعم يا أخوتي لسان حالنا مع الحكومة وتحديداً عندما نخص الحديث عن معضلة الكهرباء التحسن النسبي المؤقت إن لم يكن التجاهل التام لما طرحناه وطرقناه بحيث ينطبق عليه المثل القائل يا فصيح لمن تصيح إذ أن الكثير من الخدمات الضرورية تكاد تكون مفقودة مع سبق الإصرار والترصد.
فالكهرباء التي كنا قد استبشرنا خيراً بخلاصها من أخطبوط الفساد الذي جثم على أنفاسها ردحاً طويلاً متسلياً بمعاناة سكان المناطق الساحلية اللاهبة ومتلذذاً بمعاناة المرضى وآهاتهم والمسنين وأناتهم والأطفال وصرخاتهم لدرجة أننا ظننا وبعض الظن إثم أن القادم سيكون افضل بكثير مما مضى وسنشهد تحسناً ملحوظاً وعلى كافة الاصعدة سيما ونحن نسمع عن عودة الحكومة ووعودها التي باتت بمهب الريح كما وسمناها سابقاً في مقالنا ( كهرباء حكومتنا وعود في مهب الريح) حينما سمعنا عن وصول التعزيزات والمولدات ووو.. التي تفي بتشغيل الجمهورية كاملة وليست محافظات معدودة ثم ينتهي الأمر بألف سؤال وسؤال ولا تجد له الإجابة الشافية ملخصه ما الذي يدور من خلف الكواليس ومن المسؤول عن العودة للوراء خطوتين إن تم التقدم للأمام خطوة ؟؟!.
وللنظر للكهرباء التي انتظرنا طويلاً أن تحل عقدتها قبل مباغتة الصيف الخانق لكن كل ذاك كان مجرد أماني وهاهي تلك الاماني الحالمة تبدأ مجدداً في التلاشي بل و التبخر شيئاً فشيئاً ليس في عدن فحسب بل ابين ايضاً ومؤخرا، كنا قد تفاءلنا بالمحافظ الجديد ابوبكر حين شهدت تحسناً كبيراً مؤقتاً لكنها تناقصت تدريجياً لتصير اربع شغال وساعتين طافي وانتهى الأمر حالياً بالعملية العكسية اربع طافي وساعتين شغال والأمر للنازل .
وها هي حليمة يبدو انها تحن للعودة إلى عادتها القديمة لكن على استحياء شديد وخجل أشد وحتى يمر الأمر بسلام تقرر العبث بطفي لصي المتعمد وساعة أو ساعتين شغالة ليلاً بالتناوب مع ثلاث او أربع مطفاية لتدرك أنك كنت ضحية للعبث الليلي ونصيبك ساعتين نوم او ثلاث بالكثير ويكون النهار قد طلع والنتيجة سهر يومي صباحي بالإكراه لا يستثني أحداً وحقيقة لا أعلم ما الجدوى منه إن لم يكن اتاحة الفرصة للمواطن العنيد أن يعدد منجزات حكومته الموقرة.
نعم الكهرباء تتصدر الخدمات الضرورية وهي لوحدها حكاية لا تقل أهمية عن غيرها ليشعرونك وكأنها صدقة ومنة بل ومن الكماليات التي تأتي للتحلية بعد الوجبة الأساسية عذراً اقصد الجرعات المتوالية.
وفوق ذلك الرواتب محجوزة لأشهر طوال تتفاوت بين هذا وذاك فمنهم من له ستة أشهر ومنهم الخمسة اشهر أو الثلاثة وحدث ولا حرج .
وإذا مانظرنا إلى الخدمات البريدية فما هو بخاف على أحد ما يمارس من تهرب ومراوغة بحق المستفيدين إلى أن يتم الاتفاق على النسبة المعلومة أو يتحملون ضريبة عنادهم وعدم رفعهم الراية للفساد الذي فتحت شهيته بصورة مرعبة .
والجهات المعنية تغض الطرف وكأنهم غير آبهين لظروف الناس وقساوة المعيشة والغلاء الفتاك الذي يرتفع سقفه يوماً بعد يوم لغياب الرقابة .
ترى هل سنجد في الحكومة صاحب ضمير حي يلتفت لما يعانيه الناس من ضنك معيشي فضلا عن حمى الضنك الوبائية التي قد تفتك بالعباد بسبب البعوض إذ لا توجد فرق رش تجوب الأحياء لمكافحته وهم ينظرون الى المستنقعات الطافحة في المنعطفات وبعض زوايا الطرقات.
وأدوية لا تسمع عن وصولها الا من وسائل الاعلام فقط و... وهذا هو غيض من فيض اكتفي به لنقل صورة حية حقيقية وبكل شفافية لمن كان له قلب او بقية من ضمير ومنتمياً للجهات المعنية علها تولي المحافظات الموسومة بالمحررة وهي في الحقيقة مكبلة بقيود محكمة من اللامبالاة قدراً من الأهمية فما تجدي حملات عسكرية وانتصارات أمنية والبطون جائعة والافواه عاطشة والجيوب خالية والمرتبات غائبة وأما الكهرباء فالله يكفيفكم شر البلاء .
فما أجمل ان تعزز جهودكم العسكرية بالخدماتية فحينها فقط سيستشعر المواطن الجهود الحقيقية التي لا تركز على المهم وتهمل الأهم وتحياتنا لكل مخلص غيور ومواطن شريف على البلاء صبور ولكل الشرفاء في الجبهات والثغور ولكل قراء هذه السطور ولا تنسوا ابداً الصلاة والسلام على سيدنا الرسول عسانا وإياكم نحظى بالرضى والقبول .
عفاف سالم