فهد ديباجي يكتب:
بأمر السعودية والإمارات
لقد فعلها ترامب وصنف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، ووضع الأمور في نصابها ومسارها الصحيح، لكن من هو الحرس الثوري؟ ولماذا تم تصنيفه إرهابيا؟
إن الحرس الثوري الإيراني هو فرع من فروع القوات المسلحة الإيرانية المتعددة، ويتكون من حوالي 125,000 عسكري، يقدم الحماية للنظام الإيراني في الداخل والخارج، حتى يمنع التدخل الأجنبي والانقلابات العسكرية أو أي حركة ضد النظام، ويتحكم في 90 ألف جندي من القوات الشبه عسكرية وهي (الباسيج).
وأخيراً، هناك العلاقات القطرية والعراقية والتركية مع إيران، إذ إنها تقف في موقف صعب الآن فمن جهة هناك الأوضاع التي لا تصب لصالحها في ليبيا، ومن جهة أخرى تواجه بابا مسدودا في علاقاتها مع إيران بعد تصنيف الحرس الثوري الإيراني.
وبالطبع يعتبر تصنيف الحرس الثوري ضمن لائحة الإرهاب خطوة إيجابية وسعيدة لكل العرب، ويجب أن يكون بإجماع دولي، فالنظام الإيراني وأتباعه كان وما زال مصدر مغذيا للإرهاب في المنطقة؛ لأنه لا يوجد مليشيات طائفية أو تنظيم إرهابي أو عملية إرهابية وقعت في العالم وحصدت أرواح أبرياء إلا ولخلايا الحرس الثوري الإيراني علاقة بها سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
كما تعد هذه الخطوة كاسرة لخطوط الفوضى والإرهاب الذي خلفها نظام الملالي. إنه قرار يقطع الإمدادات في وجه هذا التنظيم الإرهابي ماليا وعسكريا ولوجستيا، فإيران أصبحت بوجود الحرس الثوري وكأنها مليشيا انقلابية وليست دولة مكتملة الأركان. ويعد هذا القرار جزءا رئيسيا ومهما من نقل المعركة إلى الداخل الإيراني التي وعد بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وعلى جهود المملكة القوية والمشرفة في سبيل تحقيق كل ذلك.
لكن يبقى هناك سؤال مهم: ماذا يعني تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية؟
من المؤكد أن ذلك سينهي عصر سياسة الإنكار حول علاقة إيران بالإرهاب، وسيجرم من يدعمه بحكم القانون الدولي وهي سابقة من نوعها، وسيسمح للقضاء الدولي ملاحقة من يدعمه ويؤيده علنا.
لا شك أن هذا القرار سيكون له تأثيراته السياسية والاقتصادية الكبيرة على الدول والشركات التي تتعامل مع إيران كلٍّ حسب حجم التعامل ومدى وجوده في الداخل الإيراني، والأهم من كل ذلك علينا أن ننتظر ردة فعل إيرانية غبية كعادتها عبر توسيع عملياتها الإرهابية في كل العالم وفِي العالم العربي عبر أذنابها وأذرعها المنتشرة.
لكن ماذا سيحدث لكل من يتعامل مع الحرس الثوري لاسيما قطر والعراق وتركيا؟
هل ستبقى أهداف مشروعة لأمريكا؟ هل سيتم وضعهم وتصنيفهم على قوائم الإرهاب؟
وأخيراً، هناك العلاقات القطرية والعراقية والتركية مع إيران، إذ إنها تقف في موقف صعب الآن فمن جهة هناك الأوضاع التي لا تصب لصالحها في ليبيا، ومن جهة أخرى تواجه بابا مسدودا في علاقاتها مع إيران بعد تصنيف الحرس الثوري الإيراني. ويعد هذا الموقف محرجاً لا سيما لقطر في الوقت الذي يؤكد فيه أحد محلليها بأن تصنيف الحرس الثوري الإيراني من قبل ترامب كمنظمة إرهابية الهدف منه إعطاء المبرر لاستمرار الدعم الأمريكي للسعودية والإمارات في اليمن، بعد أن رفض غالبية أعضاء الكونجرس استمرار تقديم الدعم للتحالف.