الناس تنتظر إعانتها من الصندوق

الرعاية الاجتماعية.. متى سيسصرف مستحقات مستهدفيه؟

يتساءل الكثير من المستهدفين والمشمولين بصندوق الرعاية الاجتماعية ومستحقيها بأبين ولا نخصها بل وكل محافظة لم تصل مخصصاتها عن مستحقاتهم التي غدت في خبر كان منذ أزمان ، ومع ذلك لا جديد في الأفق يلوح عن إفراج وشيك لمخصصاتهم الزهيدة.

ونخص هنا ونحث على ضرورة الاهتمام بصرف مخصصات تلك الشريحة من الأسر ذات الاستحقاق الفعلي والتي لا مصدر لها أو دخل حكومي عدا هذا الفتات الزهيد الذي تعد يوم استلامه بالنسبة لهم يوم عيد ، هذه الأسر ونؤكد ونخص منها ذات الاستحقاق التي تمضي ايامها في التسول والاستجداء او تلك التي لا تسأل الناس الحافاً وانما تدبر شؤون حياتها بالعفاف والكفاف .

نعم نخص الأسر التي لم تدرج وتشمل الا لاستحقاقها وليست من أقحمت من باب الهبات والجمالات وتبادل المودات الذين ادرجوا واقحموا رغم ان الله سبحانه قد فتح عليهم ابواب رزقه بل وبعض هؤلاء ان لم تكن الغالبية منهم يمتلكون وظائف حكومية مرموقة وتعجب حينما تجدهم في عدن او ابين او ... وهم يركنون سياراتهم الفارهة أمام مكاتب البريد لاستلام مخصصاتهم مع شرائح مدقعة بالفقر ، بل وتعجب حينما يهب موظف البريد لخدمته راسماً على محياه ابتسامة عريضة وإن اقبل ذاك الاشعث الاغبر لا وراكم الله كيف يعبس في وجهه وكأنه يقدم له المخصص هبة من جيبة .

طبعاً هذا قبل أن تختفي المخصصات وتغط في سبات عميق ، والمتضرر معروف بعكس صاحب زيادة الخير .
إننا نذكر هنا ونؤكد على الجهات المعنية ان تستشعر مسؤوليتها وأن تنظر للمستحقين والمستحقات من الايتام والارامل والمطلقات ومن الشباب ارباب الاسر العاطلين عن العمل.

فهذه الفئات الذين لم يتم استيعابهم في أي وظيفة حكومية مدنية كانت او عسكرية يعانون الامرين في سبيل تأمين لقمة العيش الحلال التي تكفيهم السؤال.
ومن عجائب ما سمعت عن المسح السابق هو عدم اعتماد أي أرملة لم تنجب وان تجاوزت العقود الستة او السبعة ونفس الامر طبق على كل مطلقة مسنة ليست لها أطفال
هذه حقائق وليست ضرباً من الخيال فقد التقيت بسيدة تجاوزت الخمسين اسقطت عمداً بعد ترقيمها وتسليمها كيس البر الدال على الاعتماد من قبل المسؤولين لكن بعد ذلك فوجئت بالحرمان والحجة ليست لديها اطفال وهي لا تعول.

كان هذا المبرر لحرمانها ولم تشفع لها الامراض المزمنة من ضغط وسكري بالاعتماد السيدة طرقت جميع الابواب فأوصدت في وجهها رغم استحقاقها وعلم المعنيين بأمرها بل حتى كيس السكر الذي وزع بعدن مؤخراً لم يشملها استحقاقه .

نعم ذهبت لمكان الصرف وطردت ، اتت الي تبكي بغزارة غياب العدالة الانسانية، وما حز في نفسها انها وجدت المستلمين اكثرهم ممن لديهم مصادر دخل ولدى الواحد منهم اكثر من بطاقة الثلاث والاربع وما يحز في النفس تلك الكلمات الملتهبة المختنقة قهراً ما الذنب الذي ارتكبت لتحرم اهو عدم الانجاب الامر بيد الله وهذا قدرها لكن ليس من القدر ان تحرم من رعاية الدولة لها وبالتأكيد لو ان لهذه السيدة ابناء ما كانت بكت وتحسرت فأولادها سيشبعون حاجتها ويسندونها ويكفونها شر الوحدة ويمسحون عن عينيها تلك الدمعة الملتهبة

ما رأي المعنيين هذه السيدة ليست الوحيدة بل تطابقت معها حالات أخرى نفس الوضعية والنتيجة حرمان .
السؤال هنا اين تذهب امثالها ومن اين تسترزق وتؤمن ثمن الدواء .
كم هو مؤسف وفي نفس الوقت مقرف ان تجد بعد هذا من يقاسم هذه الشريحة ويستأثر بأرقامها ومستحقاتها بأعصاب باردة وكأن الامر لا يعنيه لا من قريب ولا من بعيد .

قد لا يكون اللوم قاصراً على الاشخاص بقدر ما هي امانة ومسؤولية في رغبة المعتمدين لها.

في الأخير الناس تنتظر إعانتها من صندوق الرعاية الاجتماعية والعامة من البسطاء في ابين وعدن يطلقون عليها العانة ، والعانة هي ابسط انواع العملة التي كانت متداولة بالمحافظات الجنوبية قبل الوحدة ومن هنا اطلق على مخصص الرعاية العانة .
ما رأي المختصين والمعنيين هل ستأتي العانة ام ستلحق العانة النقدية التي ولت وغدت في خبر كان ويتم الان الترحم على زمانها وهل ستكون هناك مصداقية في اعتماد الحالات التي تنتطر ام انها مواعيد عرقوب والاحتجاج بالظروف والاوضاع وكأن الناس لا تأكل ولا تشرب في ظلها .
والتحية لكل القراء الكرام بلا استثناء ولكل الصابرين على البلاء ولا تنسوا الصلاة على الحبيب المصطفى سيد المرسلين والانبياء وكل عام والجميع بخير.

عفاف سالم