مصطفى منيغ يكتب لـ(اليوم الثامن):
ابتعَدَ عن المشرق كي لا يحترق (2)
أن يكون الإنسان منتمياً لوطن محترَم ، يُحسَبُ له ألف حساب وتُؤْخََذُ مكانته عنواناً للاستقرار والأمن والسلام، مهما كان وَضْعُ هذا الإنسان في أي مجال يشعر بالفخر والاعتزاز والقدرة على رفع الرأس بثقة في النفس غير منزعج في صمته مستمعاً للآخرين أو مُبدِياً رأيه مباشرة بالكلام . المغرب دولة لها حضور ، إن اطَّلَعَ المطَّلعون على الجوهر وليس القشور، أكان الأمر يخص ما مضى أو ما يلوح في أفق المتقدمين بتُؤْدَةٍ أو بسُرعةٍ إلى الأمام ، ومتى ارتبط الحب بذاك الوطن تعذَّر التفريق في شأنه بين اليمين أو اليسار أو الوسط حيث تذوب كل المشارب السياسية والاتجاهات الفكرية والمستويات الاجتماعية والإمكانات الاقتصادية .. تجلى ذلك في امتحان .. النجاح في اجتيازه .. معدله العام الانسجام،
... الرؤية الأكثر اعتبارا وتقديرا للمغرب ككيان تأتي بالمطلوب إدراكه خارج المغرب وليس داخله لمن أراد المقارنة وبعدها الاقتناع لاتخاذ أي موقف رغب في اتخاذه متبوعا بنضال مسؤول لزرع بذور فكرة تكبر وتترعرع مع الوقت لتصبح إصلاحا منشودا أو تغييرا يطال بالحسنى ما تفرضه تطورات العصر وسنة الحياة في نظام وانتظام .
... شخصيا وجدتُ وطني أينما ساقني القدر متمتعا ًبإعجاب يفوق كل تصور لدى خبراء الإستراتيجية السياسية المتعلقة أهدافها في الإقرار بإتباع دول معينة المسالك المناسبة لفرض وجودها وبالتالي الوصول لما تريد بوسائلها الذاتية حفاظا على استقلالية قراراتها بما تملكه من قوة بشرية منسجمة ومن موارد طبيعية وعلى رأسها الماء . بل وقفتُ على ظاهرة قد تفاجئ الكثير وبخاصة الغير متوفرين على معلومات مدققة مثل التي سأزودهم بها الآن، جل الدول في العالم العربي تخاف من إسرائيل إلا المغرب إسرائيل تخاف منه خوفا لغة ومعني ومضمونا وشكلا .
أولا ، للمغرب في إسرائيل حاليا ربع سكانها لهم الحق في حمل الجواز المغربي والانتقال إلى وطنهم الأصلي متى شاءوا متمتعين بكل الحقوق التي يتمتع بها المغاربة قاطبة وربما أفضل مما يحظون بها في إسرائيل ذاتها ، هم يهود مغاربة يحظون داخل المجتمع اليهودي الإسرائيلي بالاحترام والوقار الشديدين مما أهل البعض منهم إشغال مناصب قيادية مهمة في ميادين أكانت علمية صرفة أو سياسة دبلوماسية أو عسكرية جد كتقدمة ، أذكر منهم على سبيل المثال وليس الحصر ما دامت القائمة طويلة للغاية لا يستوعبها حجم المقال ذي الموضوع المحدد :
- موردخاي فعنونو / عالم نووي .
- شلومو عمَّار / الحاخام الأكبر في مدينة نتانيا
- شلومو بن عامي / وزير خارجية سابق ، أستاذ جامعي ، مؤرخ ، سفير سابق ، عضو في الكنيسيت عن حزب العمال .
- عمر برتيز / وزير دفاع
- بيلي بشلي / وزير الصناعة ، زعيم حزب شاس سابقا
- ديفيد ليفي / وزير خارجية ، أستاذ بجامعة بن غوريون ، أحد قادة حزب الليكود .
- موريس ليفي / موريس ليفي / رئيس مجلس إدارة بوبليسيس ، ثالث أكبر مجموعة إعلامية في العالم ، أحد مؤسسي المنتدى الاقتصادي العالمي.
- دومنيك ستراوس / المتولي رئاسة صندوق النقد الدولي لمرحلة معينة. (يتبع)