عبدالرحمن الآنسي يكتب لـ(اليوم الثامن):
أمور خطيرة ومتوقع حدوثها بعد حادثة نيوزيلاندا
بعد وقوع المذبحة الدموية التي حصلت في نيوزلندا قبل فترة رأينا الكثير من الناس حول العالم بدأوا يعرفون الحقيقة التي لا مفر منها وهي أن الإرهاب ليس له دين، وأن تخويف العالم من الإسلام وصدهم عنه ما هي إلا حملات تشويه تقوم بها جهات معينة حيث يعود هذا التشويه لهم بالفائدة، ومن هنا بدأ الكثير يتعاطفون مع المسلمين؛ فرأينا من يشترون الورود ويضعونها أمام الجوامع تعبيرًا عن حبهم لها وأسفهم لما حصل فيها، البعض يصافحون المسلمين ببشاشة، كلمات الاعتذار والتعامل برفق واحترام، فبدأت نظرة الكثير من الناس حول العالم ممن هم غير المسلمين تتغير بشكل نسبي عن الإسلام والمسلمين، وبالطبع هذه النتائج ربما أغاضت الكثير ممن كان لهم مصالح وأهداف من وراء تلفيق مصطلح الإسلاميفوبيا أو ما يسمى بالإرهاب الإسلامي، وحتمًا لن يقفون مكتوفي اليدين، فخططهم وكيدهم سيستمر.
بعد أن رأى اليمينيين كارهي الإسلام أن المستفيد الأكثر من وراء مجزرة نيوزيلندا هو الإسلام؛ حيث كشف للكثير أن الإرهاب الحقيقي والرعب بكل ما تعنيه الكلمة مصدره ممن هم ليسوا بمسلمين وأن ما يسمى بـ إسلاموفوبيا ليس بصحيح، فهذا حتمًا سيجعلهم يخططون لأمور خطيرة وخبيثة ضد الإسلام والمسلمين لتشويه سمعتهم؛ فبعد الآن يا عزيزي سنجد الكنائس تُفجَّر باسم مسلمين ينتقمون من العمل الإرهابي النيوزيلندي، سنجد عوائل غير مسلمة يتم اقتحام بيوتها باسم إرهابيين مسلمين يثأرون لإخوانهم الذين تم قتلهم في الجامعين اللذان في نيوزلندا.
ستبدأ الكثير من حملات رد التشوية وذلك بتلفيق الإرهاب باسم المسلمين وسنجد أبشع الجرائم على أرض الواقع ترتكب من خلال أجندة تعمل لصالحهم ولكن باسمنا نحن المسلمين.
إعلاميا أيضا سنجد منصات تظهر لتقوم بشتم الغرب وشتم الديانات الأخرى باسمنا نحن المسلمون، سنجد أناس تتبنى الكره للديانات الأخرى وكل هذا يا سادة باسم الإسلام والمسلمين.
إنهم يعملون ليلًا ونهارًا، لذا احذروا من مثل هذه الشبهات وتقصوا مصادر كل هذه الأفعال واحذروا أن تقعوا في فخاخهم أو تصدقونهم فهم الذين قال الله تعالى عنهم ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )
ليس بالبعيد أيضا عزيزي أن من فعل الجريمة الدامية كان له هدفا آخر أيضًا غير القتل فقط؛ فربما أن لهدف هو أن يجدون تعاطف العالم مع الإسلام والمسلمين ثم يبدأون بعد ذلك بتنفيذ كل ما بدى لهم من جرائم؛ فيتخلصون من شخصيات معينة باسم انتقام المسلمين وحقدهم، فيزيدون من أعداء الإسلام وبهذا يردون الصاع صاعين في سبيل غرس الكره للإسلام في عقول العالم وأن المسلمين قوم لا يصفح ولا يغفر ويحمل رسالة العنف والإرهاب ولأنهم حقودين فلابد من معاداتهم وإذلالهم أو التخلص منهم.
ليست بخسارة يا عزيزي فقدان أفراد قليلة أمام عشرات القتلى وعشرات الجرحى من المسلمين تم النيل منهم. كذلك لا تُعد خسارة يا عزيزي بالنسبة لهم أن يقومون بعد ذلك بارتكاب أبشع الجرائم باسم الإسلام والمسلمين؛ فهم الآن يخططون لرد الهجمة الإعلامية بشراسة إن لم يكونوا قد خططوا لذلك من قبل وستجدونهم يرتكبون كل جريمة وينسبونها للمسلمين وستجدون رؤساءهم وإعلامهم كذلك يلفق كل قببح بالمسلمين ويصفونهم مرةً أخرى بالإرهابية ولن يهدأ بالهم بهذا فقط، بل سيتخذون قرارات محلية ودولية صارمة ضد المسلمين ولن يتركوا العالم يرضى عنهم أبدًا.
ما الحل يا ترى؟
الحل يا عزيزي هو القراءة أكثر من أجل معرفة الأمور على حقيقتها؛ فأن تعرف الأشياء على حقيقتها معناه قدرتك على المواجهة وكشف الحقائق؛ فكم من مظلومٍ حُكِمَ عليه بالإعدامِ لأنه نَصَّبَ محاميَا جاهلَا لم يعرف كشف الأمور على حقيقتها، وكم من مريض مات لأتفه الأسباب وذلك لجهل طبيبه بمرضه وكذلك كم من أمةٍ وكم من شعبٍ وكم من أجيالٍ ماتت لأنها جاهلة لا تعرف خيرها من شرها فآلت إلى الخراب، فالمعرفة المعرفة والقراءة القراءة .
والسلام ختام.