عبدالرحمن الآنسي يكتب لـ(اليوم الثامن):

تبًا للشهرة بعد الموت

كان هناك حبيبة للرسام العالمي فان كوخ، حينها لم يكن مشهورًا. كان يخبر الناس عن لوحاته التي يرسمها فيستهزئون به، ولم يبيع من لوحاته سوى لوحة واحدة اشترتها حبيبتها منه بمائة دولار حتى يحبها ويتزوجها . بعد سنين لم يستطع فان كوخ الزواج لفقره فأتت حبيبته وأعادت لوحته وطلبت منه المائة دولار فأخذتها وذهبت وهي غاضبة من.

بعد سنوات يضعون التماثيل التي تمجد فان كوخ وتباع لوحاته بملايين الدولارات وينعم غيره بما عمله. لقد كان تعيسًا أكثر مما يمكن أن يتخيله أحد بينما فيما بعد يستلم أموال لوحاته أناس آخرين وتبقى له الشهرة فقط.

 

للأسف الكثير من المبدعين والموهوبين لا يعرف الناس قدرهم إلا بعد أن يأخذهم الموت من بيننا وتبقى أعمالهم.

لماذا لا نقدر هذه المواهب لينعم أصحابها ببعض خير ما تعمل قبل موتها؟

لماذا لا تسمع إطراء الناس وأهميتها وما زالت في هذه الحياة .. هل تظنون أن الموتى يسمعون حتى تحرمونهم التقدير والشهرة التي كانوا يستحقونها وما زالوا موجودين؟

 

من اشتهر بعد موته فعلى الأقل أن العالم سمع باسمه حتى وإن كان بعد الموت، ما يجعلني أشعر بالتعاسة هو عندما أسمع عن شخصيات كانت موهوبة ولا أحد يقدرها ثم تموت ولا يهتم بها أحد فتموت موهبتها معها وتُدفن دون أي اكتراث. هؤلاء هم من يجب أن نبكي من أجلهم، فأن تموت أعمالك أكثر قسوةً من أن تموت أنت.