محمد ناصر العولقي يكتب:
معركة الضالع
لا يوجد حوثي واحد في الضالع بكل مديرياتها الجنوبية ، وهي في يد أبنائها وحمايتهم ، وما يحدث الآن هو أن مليشيات الحوثي انتزعت من قوات الشرعية مناطق ومواقع هي في الأصل جزءً من محافظة إب قبل اعتماد الضالع كمحافظة ، ولذلك فهي مناطق ومواقع شمالية وليست جنوبية ولا ضالعية .
إن مسؤلية سقوط هذه المناطق والمواقع في يد مليشيات الحوثي تقع كاملة على الشرعية وجيشها وأسلوبها في إدارة الحرب مع الحوثيين ، ومن ثم فإن مسؤلية استعادتها من أيدي مليشيات الحوثي تقع - بداهة - على عاتق الشرعية وجيشها وشركائها في السلطة وحلفائها ، وليس على القوات الجنوبية ( نخب وحزام وعمالقة ) سوى الدفاع عن أراضي الجنوب ومناطقها من مليشيات الحوثي والجماعات المسلحة التي تحركها أصابع الحوثة وبعض شركاء الشرعية والتي من المرجح أن تعاود النشاط قريبا في بعض مناطق الجنوب لإعطاء مبرر للتحركات الحوثية الأخيرة وإرباك الوضع في الجنوب .
لدى الشرعية قوات المنطقة العسكرية الرابعة التي ما فتئت تقوم سنويا بتخريج الآلاف منها ، وتقيم لها الاستعراضات الاحتفائية في كلياتها العسكرية ، فأين هي الآن ؟ فقد حانت الحاجة إليها .
ولدى الشرعية كذلك قوات الحماية الرئاسية التي أرسلت كتائب منها الى سيؤون في أقصى صحاري البلاد لتأمين انعقاد مجلس نوابها ، فأين هي الآن ؟ فالحاجة إليها أشد من الحاجة السابقة .
يجب على القوات الجنوبية ترشيد حماسها في الاندفاع للقتال دفاعا عن مناطق شمالية ومواقع ليست مواقعها ، وعدم جر أبناء الجنوب الى القتال نيابة عن المعنيين بالأمر ، والاكتفاء بتأمين وبحماية أراضي الجنوب ، وبالطبع فإن هذا لا يعني البقاء على الحياد في الصراع مع مليشيا الحوثيين وإنما إفساح المجال لمن تقع المسؤلية الرئيسة على عاتقهم ليتقدموا أولا ويخوضون معركتهم ، وإذا ما تم ذلك فعلى القوات الجنوبية حينها واجب الدعم والمساندة والمؤازرة .