مروان هائل يكتب لـ(اليوم الثامن):
متى يتم تشكيل النخبة العدنية ؟
تثير عملية تشكيل النخب العسكرية في بعض المحافظات الجنوبية اهتمامًا كبيرًا لدى المواطن الجنوبي والمراقبين داخل البلاد وخارجها , فهذه النخب هي حشد من الأفراد العسكريين من أبناء الطبقات المحلية المختلفة ذات تدريب قتالي عالي وتعمل على محاربة الإرهاب و تعزيز الأمن الاستقرار ومنع النزاعات والتناقضات, التي لا يمكن التوفيق بينها .
بعد تحرير الجنوب بمساعدة دول التحالف وعلى رأسها السعودية والإمارات , قامت القوات المهزومة لعفاش والحوثي بتفعيل العناصر الإرهابية التابعة لها و للإخوان ( حزب الإصلاح ) في المدن الجنوبية مثل ابين وشبوة و المكلا والحوطة و عدن ليخوض أبناء الجنوب حرب جديدة مع " الإرهاب ", وانطلاقا من هذه التطورات الجديدة والخطرة عملت السعودية والإمارات على تشكيل قوات خاصة من أبناء المحافظات الجنوبية المحررة التي انتشر فيها الإرهاب وأطلقت عليها اسم النخبة , وعلى ما يبدوا تم استخدام إستراتيجية المثل القائل " أهل مكة أدرى بشعابها " في تشكيل هذه القوات مثل النخبة الحضرمية , التي تميزت بتكوينها من جنود وضباط ممن ينتمون إلى محافظة حضرموت فقط , الذين استطاعوا تحرير المكلا من القاعدة ولازالت هذه النخبة تقوم بدور جوهري في استتباب الأمن ومحاربة الإرهاب حتى ألان حضرموت, ثم جاء بعدها دور شبوة وفيها تم تشكيل النخبة الشبوانية , وهي قوات عسكرية مُشكلة أيضا ممن ينتمون إلى محافظة شبوة فقط وبدعم من مقاتلات سلاح الجو الإماراتي تم تحرير مدينة عتق , وهناك بوادر إنشاء النخبة السقطرية والمهرية , ولكن ما لا يستطيع احد فهمة , هو لماذا لم يتم تشكيل النخبة العدنية حتى يومنا هذا وممن ينتمون إلى محافظة عدن وبكل أطيافهم ومعرفة انتمائهم لهذه المدينة ضرورة حتمية وليست بالأمر الصعب رغم التزوير الكبير الذي حصل في وثائق محل الإقامة وشراء الهويات الشخصية , التي تؤكد تواريخ ومكان الميلاد للكثير في عدن والمدينة بريئة منهم , البعض من اجل التخفي وسط السكان وممارسة الأنشطة المزعزعة لعدن وآخرين من اجل تغير العامل الديموغرافي فيها والسيطرة عليها .
عدن اليوم بحاجة ماسة لنخبة عسكرية من أبنائها الحقيقيين , الذين لا زالوا يعانون التهميش والإقصاء ومدينتهم تحت ضغط متواصل من إرهاب وعنف وفوضى الهضبة الإجرامية الحوث-عفاشية الإخوانية والكثير من سكان عدن يتمنون الإجابة على بعض الأسئلة من قبل دول التحالف والشرعية والمجلس الانتقالي ومن كل الكيانات السياسية الجنوبية , لماذا لم يتم حتى ألان تشكيل النخبة العدنية ومن أبناء عدن الحقيقيين على غرار النخبة الحضرمية والشبوانية ؟ لماذا السكوت على بيع البطائق الشخصية وشهادات الميلاد والجوازات باسم عدن لمن هب ودب ؟ لماذا السكوت على من يهربون المواطنين الأفارقة إلى عدن البعض منهم حصل على هوية شخصية صادرة من عدن ؟ لماذا يغض النظر على جلب الموظفين المدنيين من خارج عدن وأبناء المدينة من حملة الشهادات المختلفة تطحنهم البطالة و الفقر ؟ لماذا تتم تعبئة الوحدات الأمنية في عدن بأكثرية ساحقة ممن لا ينتمون لمحافظة عدن ؟ .
لا توجد مناطقية ولا أي شكل من أشكال العنصرية في وسط أبناء عدن الحقيقيين وعلى مر التاريخ كانت ولازالت مدينتهم يسكنها أناس من مختلف الديانات والأعراق والمذاهب ولم تتغير فيهم ثقافة التسامح وتقبل الاخرين حتى ألان , ولكن اليوم هم ومدينتهم يصارعون نوع أخر من حروب و أحقاد هذه الآفة ألمسماه بالهضبة المقدسة ومجرميها وهو الإرهاب وعناصره الخطرة من خلايا إرهابية ومسئولين فاسدين من داخل وخارج المدينة فهل تتشكل النخبة العدنية على غرار الشبوانية والحضرمية أم هناك أسباب خاصة وأعمق تتعلق بعدن وبخصائص نشأة النظام السياسي الجنوبي القادم و العلاقة بينه وبين النخب القديمة و الموروثة من النظام السابق , أم للتحالف العربي حسابات أخرى نتمنى أن يكون الجزء الأكبر منها لصالح أبناء عدن ومدينتهم .