ناصر التميمي يكتب لـ(اليوم الثامن):
الضالع سور الجنوب المنيع
لطالما ظلت الضالع منذ عهد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية هي المنطقة ذات المخزون البشري الكبير والرافد الحقيقي للجيش الجنوبي سابقا بالكادر العسكري الشجاع والمقدام والذي لايهاب الموت وعندما وقع الجنوب تحت الاحتلال اليمني في صيف 1994م لم تستلم الضالع ابدا للمحتلين القادمين من الكهوف رغم ان نظام صنعاء حينها وضع كل ثقله العسكري في الضالع لأنه كان يدرك جيدا بأنها لن تخضع لسلطته العقيمة الرعناء ابدا وعمل على تحزيمها بسياج عسكري منيع لعله يتمكن من اخضاعها ولو بالقوة الى حظيرة حكمه الفاشي ورغم ذلك بقيت الضالع صامدة صمود دار الحيد ولن تركع لعصابات الاحتلال وقاومت الغزاة من اليمنيين المحتلين بكل السبل رغم الفرق الشاسع في العده والعتاد.
ومع بداية الثورة الجنوبية ضد الاحتلال اليمني كانت الضالع السباقة في الإلتحاق بركب الثورة وقدمت آلاف الشهداء والجرحى من خيرة أبناءها في سبيل التخلص من براثن الاحتلال الأنجلو يمني وإستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.
وعندما حاول الغزاة غزو الجنوب مرة ثانية في العام 2015م عبر بوابة الضالع وقف أبناء الضالع في وجه العدوان المجوسي المدعوم من ايران عبر اذرعها في اليمن الحوثيين وتمكنوا من سحق الغزاة في غضون أسابيع وكانت الضالع أول منطقة تتحرر في الجنوب من نير الاحتلال اليمني وبتحريرها انكسر المد المجوسي وجحافله على أرض الجنوب ولقن الحوثيون دروسا في التضحية والإستبسال لن ينسوها أبدا عبر التاريخ.
وعندما تمكنت القوات الجنوبية من الوصول الى مدينة الحديدة في الساحل الغربي للعربية اليمنية في فترة وجيزة وتحقيقها إنجازات عسكرية في أكثر محور في عمق الأراضي الشمالية والذي أربك حسابات الأعداء من اليمنيين سواء حوثيين اخونجيين مؤتمريين شرعيين ولغالغة وعصادين الذين شعروا بأن وحدة الدم المؤومة في خطر لذلك كان عليهم لزاما الاتحاد والكشف عن الوجه القبيح الذي كانت تختفي وراءه القوى اليمنية التي كانت تتستر برداء الشرعية المصابة بداء الجرب. المزمن وهو مادفعهم الى توقيف جبهات القتال شمالا وأعطيت الاموامر لجيشهم المسمى شرعي وهو بعيد من ذلك وهذه خدعة اراد منها الاعداء استنزاف التحالف العربي في حرب لاوجود لها أصلا في قاموسهم بل كلهم مجمعين على تحويل الحرب جنوبا لإخضاعه وإعادته الى حظيرة العربية اليمنية مرة ثانية وهذا أمرا أصبح مستحيلا وضربا من الخيال أمام صمود الجنوبيين في جبهات القتال.
ومما دفع قوى الشمال تتحد ضد الجنوب مرة اخرى هو النجاحات الكبيرة التي حققها المجلس الانتقالي على الصعيدين الداخلي والخارجي فساقت قطعانها نحو بوابة الجنوب الضالع مهد الرجال الأوفياء وأرض الذئاب الحمراء كما وصفها البريطانيون معتقدين بأنهم سيصلوا اليها بعد أن سلمت لهم المعسكرات إثر الخيانات الكبيرة وهذا أمرا مستحيل تحقيقه حتى وان جاء الشمال كله نحو الضالع سينهزمون وسيقبرون فيها أمام بسالة وشجاعة ابناء الجنوب الذين هبوا من كل حدب وصوب لرفد الجبهات في الحدود المتاخمة للعربية اليمنية وايقاف الغزو اليمني الفارسي على الجنوب وابطالنا اليوم يسجلون أروع البطولات على حدودنا الشمالية لحماية جنوبنا من الاعداء وكل الدماء الطاهرة التي تسقط اليوم من استعادة الدولة الجنوبية لا غير حتى وان حاول بعض الاعلام الخليجي المحسوب على التحالف سرقتها ونسبها الى جيش الشرعية ستبقى دماءجنوبية ستروي شجره الحرية والاستقال فهينيئا لشعبنا الجنوبي الانتصارات التي يحققها ابطالنا فستبقى الضالع السور المنيع الذي تتحطم عليه أطماع الغزاة الطامعين في احتلال الجنوب مرة ثانية وسينكسر شر صنعاء عند ابواب الضالع والمشاهد القادمة من هناك خير شاهد .والله من وراء القصد