ناصر التميمي يكتب لـ(اليوم الثامن):

قناة عدن المستقلة المولود الذي انتظرناه طويلا !!

يعتبر الاعلام السلاح الاقوى الذي يعمل على توجيه رؤى المجتمعات بأقسامه المختلفة إلا ان التلفزيون هو الأكثر تأثيرا من بين وسائل الإعلام في مخاطبة الشعوب وتشكيل رؤاهم و توجهاتهم السياسية والثقافية فمنذ احتلال الجنوب في حرب صيف 1994م المشؤومة عملت قوى الاحتلال اليمني على تدمير مؤسسات الدولة الجنوبية التي كانت قائمة ومنها تلفزيون وإذاعة عدن والتي تعتبر من أولى الوسائل الإعلامية في الوطن العربي ناهيك عن عشرات الصحف والمجلات التي تتحدث بلسان حال شعب الجنوب وحولها الى إقطاعيات تابعة للقياصرة من المحتليين الشماليين.

وعندما كان شعب الجنوب بحاجةماسة لمثل هذه الوسائل الإعلامية لتهييج الجماهير في وجه الطغاة والفاسدين كانت صحيفة الايام الجنوبية الوسيلة الوحيدة التي تنقل للرأي العام الجنوبي مايحدث من قمع وتنكيل وقتل للشعب من قبل نظام صنعاء ولم يتوقف دور الايام عند هذا فحسب بل كانت مواكبة لكل الأحداث التي كان يمر بها الجنوب مع بداية ثورة الحراك الجنوبي في العام 2007م عملت صحيفة الأيام المستحيل ووقفت الى جانب ثورة الشعب وحملت على عاتقها الدور الاعلامي المرافق لتحركات الجماهير الهائجة حينها في ظل انعدام الوسائل الاعلامية الجنوبية وغياب الاعلام العربي بشكل تام عما يحدث في الجنوب العربي من حراك سلمي ضد الاحتلال اليمني وساهمت بشكل كبير في تهييج الجماهير وكانت رافد قوي للثورة السلمية الجنوبية رغم المضايقات التي كانت تتعرض لها الصحيفة بين الحين والآخر .

وفي العام 2009م ظهرت قناة عدن لايف كاول وسيلة إعلامية جنوبية تنادي بإسم الثورة والجماهير واستطاعت تجييش وتحشيد الجماهير الثائرة خلف الهدف المنشود المتمثل بالاستقلال وكانت المنبر الفضائي الجنوبي الوحيد.الذي وقف أمام عشرات القنوات التابعة للاحتلال والتي كانت تنفث سمومها ضد الشعب وثورته فضلا عن كثير من القنوات العربية التي كانت تهاجم ثورة الجنوب و تصف الثوار بالمخربين وقطاع االطرق واستطاعت قناة عدن لايف حينها ان تؤدي رسالتها في ظل شحة الامكانيات.

وماهي الا فترة وجيزة حتى تبعتها قناة أخرى حملت اسم صوت الجنوب لتلتحق هي بركب الاعلام الجنوبي وساهمت هي الاخرى في نقل معاناة شعبنا الى الاقليم والعالم ونظرا لشحة الاماكانيات وغياب الدعم المالي والدولي للثورة منذ ولادتها اختفت تلك القنوات من على مسرح الاحداث في ظروف صعبة كان الشعب بحاجة لها في مواجهة قوى الاحتلال والتخلف اليمني وربما كان السبب الوحيد وراء توقف هذه القنوات هو حالة الانقسام والتشظي في نسيج المكونات الحراكية التي كان عددها يفوق المائة مكون ومنذ ذلك الحين وشعبنا يعاني من عدم وجود اعلام جنوبي واحد بخبرات جنوبية لنقل مايجري من احداث على الساحة الجنوبية في ظل صمت مخري وغياب تام للإعلام المسمى عربي وهو ابعد من ذلك عن تغطية مايجري اليوم على ارض الجنوب من بطولات يسجلها ابناء الجنوب بأحرف من دم على حدود مع العربية اليمنية.

ومع ظهور المجلس الانتقالي الجنوبي على مسرح الأحداث وكحامل رئيسي للقضية الجنوبية إستطاع أن يلعب على أكثر من صعيد داخليا وخارجيا وأثبت للعالم اجمع بأنه الأجدر على قيادة المرحلة في الجنوب ومواجهة كل التحديات ومع بداياته الاولى عمل الانتقالي على تحقيق الكثير من الانجازات لاسيما في الجانب الاعلامي بأن دشن موقع على الانترنت وأصدر الصحف التي تتحدث بإسم القضية الجنوبية وأعقب ذلك إفتتاح إذاعة هنا عدن كأول اذاعة جنوبية تبث من العاصمة عدن منذ مابعد إحتلال الجنوب وهو انجاز عظيم يحسب للانتقالي الذي من أولويات أهدافه هو بناء مؤسسات الدولة التي دمرها الاحتلال اليمني الفاشي وبدأ ذلك بإستعادة المنظومة الاعلامية للجنوب التي من خلالها سيعمل على مخاطبة الجماهير وتثقيفهم وتعريفهم بأوليات القضية الجنوبية.

ومما هو معروف جليا بأن المجلس الإنتقالي يسير خطوة بخطوة و وفقا لخطط مدروسة نحو إستعادة الدولة بعيدا عن الغوغائيين والمتباكين والناعقين في الفضائيات والقابعين في الفنادق في الرياض وسواها وبما أن الانتقالي إستطاع ان يحقق إنتصارات عسكرية وسياسية كبيرة هو كذلك يرسم خططه على الصعيد الاعلامي وذلك إنطلاقا من بناء منظومة إعلامية جنوبية متكاملة دشن الرئيس القائد عيدروس الزبيدي يوم أمس الإثنين البث التجريبي لقناة عدن المستقلة من العاصمة الجنوبية عدن والتي ستلحقها قنوات اخرى ضمن الاسطول الاعلامي الجنوبي وبهذا الإنجاز العظيم الذي تحقق للشعب الجنوبي تكون قضية شعبنا قد نحت منحى آخر وإنتصرت إنتصار جديد على قوى الشر والحكومة الشريرة التي لطالما عملت على إعاقت كل الجهود التي تبذل في سبيل حصول الجنوبيين على منبر اعلامي واحد يكون شوكة حادة أمام سيل من الفضائيات التابعة للشرعية الإخونجية والمتمردين الحوثيين الذي يبثون سمومهم عبر اعلامهم الفاشل والساقط في مزبلة التاريخ.

فالمخزي والمضحك في آن واحد هو ان الاعلام الخليجي التابع للتحالف بعيد كل البعد عما يحصل في الضالع وغيرها من الجبهات التي يخوض فيها ابطال الجنوب أشرف المعارك والتضحيات في سبيل استعادة الدولة الا ان هذا الاعلام المعتوه ينسب كل الانتصارات التي يحققها ابطالنا للجيش الوطني وهم يعلمون بأنه لاشئ اسمه جيش وطني بس الوقاحة العمياء احيانا تصنع ماتشاء ومهما حاولوا تلميع صورة الشرعية المزيفة لم ولن يفلحوا .

ومن عدن جاءت البشارة لكل الجنوبيين الذين زغردوا فرحا وإبتهاجا بهذا الحدث العظيم وهذا دليل واضح بأن دولتنا قادمة لامحالة ومثلما قال المناضال أحمد عمر بن فريد اليوم افتتحنا قنواتنا وغدا سنعلن للعالم دولتنا وهذه هي الحقيقة شاء من شاء وأبى من أبى الجنوب قادم وبشائر النصر تلوح من ضالع الصمود الآن يحصل شعبنا على الاخبار الصحيحة من معارك الشرف عبر اعلامنا الجنوبي بعد ان غيبها الاعلام العربي لسنين طويلة فهنيئا لقيادتنا السياسيةولشعبنا قناة عدن المستقلة المولود الذي إنتظرناه طويلا. وكان شعب الجنوب في أمس الحاجة لافتتاح هذا الصرح الاعلامي الجنوبي الذي بات امر واقع وداعا لقنوات الزيف وتزوير الحقائق وتبا لقنوات الشرعية واخواتها وأهلا بمولودنا الجديد عدن المستقلة.

رئيس الإدارة السياسية لإنتقالي بروم ميفع