دعاة الموت في بلادي ينتشرون
أنا أتمنى لهم الحياة وهم يأتون إلي قاتلين.. هذه هي ثقافتهم وهذا منهجهم وفكرهم الذي امتلأت فيه رؤوسهم وأقنعوهم سادتهم أن قتلي ومن مثلي من الرجال والنساء سيدخلهم الجنة فتحمسوا لها وتزينوا لملاقاة الحور العين وعناقهن والتلذذ بهن بعد أن يسال دمي ويتقطع جسدي وتتناثر أشلاءي ثمنا لمتعة جنسية يعتقدونها و بحثا عن حياة أخرى تميزها متعة النوم مع الحور العين ....وفي نفس اللحظة التي يتقطع جسده وتذهب روحه وتتناثر أشلاءه أيضا يعتقد أنه سرعان مايتلملم ويتجمع مباشرة بعد التفجير ويذهب للتمتع بالحوريات وأنا أذهب لتحرقني نيران جهنم نظير مايفعلون هم وليس أنا ... هو الذي قتل نفسه ليقتلني ومعنا يذهب كثير من الناس ذكور وإناث أطفال أو مسنين دون أدنى اعتبار لحياتهم المهم هو أن يحتضن الحوريات ويمارس الجنس معهن في نفس اللحظة التي تبكي علي والدتي وزوجتي وأطفالي وكل محبيني ... كل الناس الذين كنت أساعدهم بنصح أو حتى أولئك الذين كنت أسدي إليهم بابتسامة أو كلمة طيبة ...وكل الناس الذين كنت حريصا على عدم إيذائهم يبكون حزنين على مقتلي وجماعته يتسامرون ويضحكون لانتصارهم الذي حققوه بمقتلي ويتخيلون صاحبهم وهو يقبل الفاتنات بالجنة ويختلي بهن بل ويضاجعهن أمام الآخرين ويشرحون لضحاياهم المقبلة ومشاريع الموت القادمة كيف يعيش لحظاته فرحا ومسرورا وكيف تصلهم منه رائحة عطرة تملأ الحارة التي يسكنون بها وهي تفوح من تحت التراب متناقضين حتى مع النصوص التي يؤمنون بها وتزين لهم الجنة ومافيها ومتى يصل إليها المؤمن وينالها ..
نتعامل مع أشرار الأرض الذين يعيشون بيننا وهم مشاريع موت ونحن ضحايا فكر ومنهج تدعمه أيادي الغدر والقتل لتحقيق مصالحهم ويذهب ضحية ذلك كثير من محبي الحياة والإنسانية والسلام ويموت أناس كانوا سيضيفون لمجتمعهم على أيدي شباب مفخخين ذهنيا من قبل عصابات الموت المسنودة بفكر إيدولوجي وسياسي نظير أهداف تسعى لتحقيقها على أشلاء البشر ممن يختلفون معها وهم مستعدون لقتل الناس من أجل خدمتهم .
اتفقت في بلدي كل الجماعات على قتلنا من أجل السلطة والوصول إليها فالحكومة تنسب الشرعية لها وتتمسك بها وأن ضحت بالجميع قتلا وتدميرا وإفقارا وبدورها تسعى الجماعات المسلحة للاستحواذ على السلطة والتفرد بها حتى لو قتلت كل الناس ودمرت كل المؤسسات ونهبت مابقي من الممتلكات ..
يتحدث الجميع في بياناتهم أنهم من أجل الشعب والأمة والحق وضد الفساد ولكنهم يمارسون القتل وينهبون المال العام في كل مرفق ..
حكمت الأحزاب وأفسدت وتسببت في كل المآسي والحروب وتغلبت على السلطة جماعات تحت شعار إنهاء الفساد ولكنها نهبت المال العام وحولته إلى مجهود حربي يساعدهم على استمرار الحرب والقتل والتدمير ...وسيطرت جماعات إيدلوجية على بعض المناطق لفترة معينة واستحوذت على مواردها وأموالها وجعلتها غنيمة توزعها تمويلا للعمليات الإرهابية والانتحارية وكسب الولاءات ونشر الفكر بين الشباب...
في بلدي يتقاسم الهم ويعاني الفقر ويعيش مهانا الإنسان البسيط وينعم دعاة الحرب بحياة الأثرياء و هناك علاقة طردية بين ثراء تجار الحروب ومعاناة المواطنين فكلما زاد ثراء الأولين زادت معاناة الآخرين .