فشلت صنعاء في وأده
التسامح والتصالح ..إنجاز عظيم أغضب صالح
التسامح قيمة إنسانية سامية آمن شعب الجنوب واقتنع بها وبأهميتها فتسامحوا وتصالحوا في مشهد تم انتاجه شعبيا في مناسبة عظيمة ستظل مصدر فخر وعز وكانت منطلق حقيقي لكل ماتحقق اليوم وسيظل القوة العظمى التي ستتحقق بها كل أحلام الجنوبيين وأهمها استعادة دولتهم والمضي نحو التنمية والتطور وتوفير أدنى مقومات العيش الكريم لشعب قوي عزيز كريم .
أعلن الجنوبيون تسامحهم و تصالحهم وأقسموا عليه في حشد جماهيري مهيب ردد كلماته شاب جنوبي مخلص وصادق وردد معه كل الحاضرين بقلوب مخلصة ومشاعر صادقة ابتلت بدموعهم الساحة وارتفعت رؤوسهم عالية.
لم يأت قرار أممي أو وسطاء وسفراء ومبعوثين كما أتوا إلى صنعاء ليصنعوا اتفاقا هشا وتصالح كاذب ولكنه حضر توفيق رب العالمين منصفا كل المظلومين ويتقدمهم الشباب المجروحين من صراعات الماضي والمفتنين وفي مقدمتهم صاحب الإعلان الأستاذ أحمد عمر بن فريد الذي اعتلى المنصة وهامته تعلو السحاب يعلن حب الجنوبيين لبعضهم وعهدهم على حرمة دماء الجنوبيين وتخوينهم وأن يبقوا فيما بينهم موحدين.
إعلان التسامح بين الناس لم يعجب رئيس نظام الاحتلال في صنعاء فسارع وهرول والحقد يغلف أحرف كلماته وهو يتحدث في خطاب عام ومفتوح أخرج فيه كل مشاعر الحقد للجنوب وشعبه وذكر بالمآسي والمواقف والأيام المشؤومة وحذر المستمعين من نسيانها بطريقة لا يقبلها عاقل ..متجاهلا أن الجنوبيين يدركونها ويدركون أخطار تكرارها ولذلك أقسموا صادقين مخلصين ولكنه كشف عن وجهه الحقيقي لمن لم يكن يعرفه وسأل الناس أنفسهم عن ماهو سبب غضبه غير الحقد وفقدان المصالح والرغبة في بقاء الجنوبيين متصارعين مختلفين وهو السلاح الذي لازال يستخدمه هو ورموز القتل والنهب إلى يومنا هذا ..
مضى الجنوبيون موحدين متآخين موحدين رغم سعي صنعاء برموزها لوأد هذا الإعلان بكل الطرق وهاهو العام العاشر يأتي وقد تجسد ذلك الإعلان واقعا من خلال النضال السلمي في كل ساحات الجنوب وإصرارهم مجتمعين على رفض بقاء الاحتلال في الجنوب متوجين ذلك بالمواقف البطولية والتضحيات والتلاحم عندما أعلنت قوى الشر في صنعاء الحرب على الجنوب وتكاتف الجنوبيون للدفاع عن أرض الجنوب في كل المدن والمنافذ والجبهات واختلطت الدماء الجنوبية في كل جبهة وساحة مواجهة وتكاد لاتجد موقع ومدينة إلا واستشهد فيها من كل جغرافيا الجنوب وامتزجت دمائهم في كل مدن الجنوب وحدوده مسجلين أروع مشاهد البطولة والتضحية متوجين ذلك القسم الجنوبي ومحررين الأرض من الغزاة والمحتلين وتمكن الجنوبيون من السيطرة على أرضهم وحكمها والسير في طريق استعادة دولتهم في حدود 1990 .
وبهذه المناسبة فإن التحية والدعاء للشهداء بالرحمة والمغفرة لهم والشفاء للجرحى وتحية تقدير لكل الذين ساهموا في صنع هذه المناسبة العظيمة التي حولت اليوم المشؤوم إلى يوم عظيم لكل أبناء الجنوب وتحول من مصدر سعادة وفرصة إلى يوم مشؤوم عند كل المتربصين والحاقدين ولو خيروا لحذفوه من أعمارهم.
تحية تقدير للصامدين المخلصين الأستاذ أحمد عمر بن فريد الذي أعلن القسم صادقا مخلصا وهو الذي اكتوى بسلبيات الماضي المنسي وكذلك رفيقه الأستاذ علي هيثم الغريب ... والتحية لجمعية أبناء ردفان الذي شهد مقرها بلورة هذه المبادرة وإلى كل المثقفين الذين كانوا يلتقون تحت ملاحقة جواسيس الأمن والنظام المحتل وشهدت مجالسهم كل الأفكار والرؤى التي أفرزت ثورة جنوبية عظيمة والرحمة على من افتقدناهم وكانوا بفكرهم ونضالهم أعمدة البداية للثورة الجنوبية الصادقة والعظيمة.