فهد ديباجي يكتب:
من مواطن سعودي وعربي إلى ياسين أكتاي
أخاطبكم بصفتي مواطنا سعوديا وعربيا وشريفا ومن نسل ثالث الخلفاء الراشدين، ومن أرض الحرمين الشريفين التي نتشرف بخدمتها والدفاع عنها من ملكنا إلى أصغر طفل بهذه الأرض المباركة، وكما تعلمون هو شرف عظيم خصنا الله به دون العالمين، نقوم به على أكمل وجه بعد توفيق الله لنا وكُنا على قدر المسؤولية التي يشهد بها كل أفراد الأمة الإسلامية الذي يقدسون هذه البقعة المطهرة.
يجب أن تعلم أنكم آخر من يجب أن يتحدث عن حقوق الإنسان وحقوق المعتقلين، وآخر من يتكلم بلغة العدالة والإسلام، فأنتم بعيدون كل البعد عن هذا كله، ماذا فعلتم في قضية زكي مبارك وقضايا الصحفيين المعتقلين منذ زمن طويل بدون إدانة أو محاكمة؟
نعم لقد بانت نية الطمع لديكم والغيرة والحسد في خيرات الغير، فإنّ الله هو الذي يرزق عباده كافة وهو من يوزع الأرزاق بينهم، فعندما تتباكى على النعم والثروات العظيمة التي وهبنا الله إياها فإنني أذكرك بدعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام لما دعا ربه: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ} فهذه الدعوة مقصود بها مكة المكرمة وما حولها وليست تركيا، لذا خيرات المملكة لأهلها أولا وأخيرًا.
ورغم ذلك نجد أن قادة هذه البلاد وصلت معوناتهم إلى أقصى الأرض لمساعدة المحتاجين المسلمين وغير المسلمين وكل فقراء العالم يعرفون خير هذه البلاد والتاريخ والحاضر يشهد لهم بذلك، على العكس من تركيا التي تملك الكثير الثروات وهي عضو في مجموعة الدول العشرين وهي الأكبر اقتصاداً في العالم كما يقول إعلامكم، لماذا لا يقوم خليفتكم بالعطف على فقراء المسلمين ويعطيهم من خيرات تركيا؟
ليس لدينا مانع في الصرف على كل المسلمين في العالم والعناية بشؤونهم ودفع الظلم عنهم أكثر مما نقوم به الآن، ولكن بشرط أن تكون كل حكومات الدول الإسلامية تحت قيادة السعودية وهي من تتصرف في توجيه سياساتها وأموالها وبعد ذلك قل ما تشاء، مع العلم أن أغلب المآسي في العالم الإسلامي ليست بسبب نقص الثروات في أراضيهم بل بسبب سوء وفساد الأنظمة الحاكمة والحروب الأهلية والتي كانت حكومتكم أحد أسبابها.
يا ياسين أكتاي ومستشار خليفة الإخوان نقول لك: مَا هكَذَا تورد الإبل، تقدم النصيحة لخادم الحرمين الشريفين وتتناسى وتتجاهل خليفة الإخوان ومن كان يجب عليك تقديم النصيحة له بحكم وظيفتك، فالأقربون أولى بالمعروف؟!
ليتك وجّهت رسالتك لبلدك، ولَم تتدخل في شؤون الآخرين، هل سترضى أنت وحكومتك بأن يتدخل مسؤول من بلادنا في شؤونكم الداخلية؟ أعتقد لن تقبلوا.
تذكر أن مَن بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة، فلدينا الكثير من الأسئلة تبحث عن إجابة منها :
هل سألت حكومتك بأي ذنب تم فصل آلاف المدرسين والقضاة، وغيرهم من أعمالهم؟ وبأي ذنب يُعتقل مئات الصحفيين يوميا؟
بأي ذنب قُتل زكي مبارك؟
ماذا فعلتم في عفرين وحلب وكل سوريا؟
لماذا ترسلون أسلحتكم إلى ليبيا؟
لماذا يهرب المستثمرون من تركيا؟
لماذا الليرة التركية تهبط قيمتها يوميا؟
لماذا قطعتم الماء عن أهل العراق؟
لماذا تتعاونون مع نظام الملالي الإرهابي؟
لماذا علاقتكم مع الكيان الصهيوني أكثر من مميزة؟
لماذا دعمتم الثورات والربيع العربي والفوضى في الوطن العربي وترفضونه في بلادكم؟
أعلم أنك لن تسطيع الإجابة لأنك لو أجبت بصدق لن تكون في منصبك وربما تكون السجن .
يا مستشار أردوغان
أنت صاحب فتنة، وتريد تأليب الأمة على المملكة وقيادتها بخطاب ظاهره الخير وباطنه العذاب، وكمن يدس السم في العسل، ونعلم أهدافه وهو جزء من التشويش على هذه البلاد قبل انعقاد القمم الثلاث وهو استمرار للاستفزاز والبحث عن المشاكل والأزمات من حكومة تركيا كعاداتها مع جيرانها للتغطية على المشاكل والأحداث الداخلية .
أيها المستشار الموقر
عندما تتحدث عن دم خاشقجي هل هو أغلى من دم الملايين من المسلمين في نظر الأتراك وأتباعهم الساقطين ممن قتلوا وقطع نسلهم على يد حكومتكم، الكل في العالم يعلم أن قضية خاشقجي أخذت مسارها الشرعي والقانوني، لكن هل قضايا المسلمين الذين قتلوا بمباركة تركيا سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وما جناه المسلمون من ثورات وقتل تهجير هل ستحاكم عليها الحكومة التركية؟
يا أيها المستشار المبجل
يجب أن تعلم أنكم آخر من يجب أن يتحدث عن حقوق الإنسان وحقوق المعتقلين، وآخر من يتكلم بلغة العدالة والإسلام، فأنتم بعيدون كل البعد عن هذا كله، ماذا فعلتم في قضية زكي مبارك وقضايا الصحفيين المعتقلين منذ زمن طويل بدون إدانة أو محاكمة؟، وكذلك الأكراد المضطهدون قسراً بسبب جوركم، أما التباكي على الموقوفين في المملكة وحكم القضاء فيهم، فأولاً: لستم أحرص من المملكة على أبنائها، ثانيا: القضاء في المملكة يستند إلى الشريعة الإسلامية وهو حريص كل الحرص على حقوق المتقاضين، ثالثا: ليتكم تنظرون إلى القضاء في بلدكم الذي تتداخل فيه السياسة من كل حدب وصوب وما قضية القس الأمريكي ببعيدة.
تأكد أيها المستشار أننا نعلم أن من أهداف هذا الخطاب هو إنقاذ عميلكم سلمان العودة وبقية الشلة الفاسدة التي باعت وطنها من أجل حزبية مقيتة، وتحاولون أن تضغطوا على المملكة وتحويلها إلى قضية رأي عام دولية كما فعلتم في قضية خاشقجي، نحن نعلم دفاعك هذا يثبت تورطكم وصحة التهم الموجهة للعودة وباقي المعتقلين بأنهم جماعة مرتبطة بالخارج تديرهم أحزاب كالإخوان ودول مثل تركيا وقطر، كما كانت إيران تدير الإرهابي نمر النمر، ونطمئنك بأنهم سيأخذون الحكم الذي يستحقونه إن كان إعداماً أو سجناً وتأكد أن مواقفنا لا تتغير ولا تتبدل ولا تتجزأ وهي ثابتة كالجبال الشامخة.
أيها المستشار، تأكد أن السعوديين لم ولن ينسوا، شعباً وحكومةً، مواقفكم العدوانية ضد المملكة منذ تأسيسها، وموقفكم الرخيص باستضافة المعارضين والمشردين من كل حدب وصوب لمهاجمتها، نستطيع أن نستضيف المعارضين وندعم الأكراد، لكن المملكة لا تقابل الإساءة بالإساءة، وستترك الأمر لشعبكم الأصيل ليحاسبكم على أفعالكم وربما اقترب ذلك .
اعلم أيها المستشار أن السعودية ذهبت بعيدا بشعبها وسياساتها، وتملك رؤية تدعوها نحو التطور والنماء ولا تنزلق نحو المهاترات ولا يعنيها ما تقول أو تكتب، وكما قال خادم الحرمين الشريفين إنها تدعو إلى "إيقاف خطاب العنصرية والكراهية أيًّا كان مصدره وذريعته، كما ندعو إلى الإصغاء لصوت الحكمة والعقل، وتفعيل مفاهيم التسامح والاعتدال".
وتأكد أن الذُّل والهوان يصيبان كل من عاداها، والعزُّ والتمكين هو مصيرها.