اياد الشعيبي يكتب:

جيش الجنوب الإعلامي

يتهمونكم بأنكم لستم أهلا لقضيتكم، 
لأن ضميركم الوطني ، وصدقكم العفوي ، ونخوتكم الغيورة 
على الوطن الجنوبي وقضيته التاريخية العادلة ، لا تملك أسلوب
النفاق الإعلامي، الالتفاف على حبال الكلمات ، والتزلف المجوني بين خبايا الحروف.

يعيبونكم أنكم انبريتم للدفاع عن قضيتكم أمام الإعلام. 
وأنتم لا تملكون الخبرة، ولا الدعم ولا الإمكانات.

كان عليكم أيها الرجال والنساء أن تصمتوا، وتخرسوا ، وتبلعوا ألسنتكم ، 
أيها البناشرة والمهنيين والمساكين والطباخين.

كان يفترض بكم أن تصمتوا وتتركوا لهم هم - أولئك الذين أطلقوا على أنفسهم صحفيينوناشرين وكتاب – أن ينبروا بدلا عنكم للدفاع عن قضيتكم الوطنية بكل محفل ، بدلا أن يجعلوا منها وسيلة للمساومة والاسترزاق وبيع قضايا الشعوب والطعن بكم وبأبطالكم وشعبكم.

..
وأنا هنا احيي كل قلم وكل شخص حاول بعفويته ومن مكانه الطبيعي في مهنته ومنزله ، 
من داخل بنشره ، ومن بين رفوف مكتبه ، من مهجره البعيد في بلاد الغربة أو من داخل شوارع الوطن 
أو من داخل محاجي الموت في الجبهات.

لكل من حاول صادقا الانتصار للوطن والشعب الذي ينتمي له وللقضية التي يؤمن بها 
أن يوصل معلومة أو يدافع عن موقف أو ينتصر لشهيد ، أو يقف في وجه مرتزق. 
أينما كنتم وبأي طريقة ظهرت بها حروفكم. مهما بلغت ركاكاتها ، وضعفت همزاتها
وبدت بسيطة سهلة كبساطة أرواحكم. إلا أنها تساوي قيمة وطنية عظيمة لا يدركها أولئك الذين اخذتهم شهرتهم بالإثم وظنوا أنهم آلهة الحرف والكلمة والصحافة لا شريك لهم.

يقول كبيرهم والغرور قد سلك إلى أعماقه كالوباء ، وهو يصف أولئك الجنوبيين البسطاء الذين انبروا للدفاع عن قضيتهم إعلاميا ، يقول:
" وانبروا مدافعين عن قضية يؤمنون بها بينما هم ليسوا اهلآ لها" انتهى الاقتباس المرير.

هكذا أراد أن يصور لمطبليه وأتباعه المساكين ، بأنكم يا أحرار الكلمة 
يا جيش الجنوب الإلكتروني ، يا من أوصلتم قضيتنا بقوة تواجدكم وحضوركم الشبكاتي لكل المحافل.

واستطعتم تغيير آراء برامج ، وعكس اتجاهات حلقات ، واخضعتم قنوات عربية عظيمة حين قلتم (لا). أنكم ورغم ذلك "لستم أهلا لقضيتكم".

نعم أتدرون لماذا، لأنكم تفضحون مرتزقة الكلمة، وتجار الصحافة ، وباعة الضمائر. لأنكم لا تألون جهدا في كشف الحقائق، لأنكم كالجراد كالريح يمر على كل التفاصيل ويتفاعل معها ولا يسكت عنها.

طعن بكم ، لأنكم استدللتم بصحفة مزورة لعلي البخيتي هاجم بها (زميله الضحية) أنيس منصور.. فاستفزه ذلك. لكي يكيل السباب لكم.

طعن بأهليتكم لقضيتكم، لأنكم تقعون ضحايا بعض الصفحات التي تديرها معرفات نسائية، بدل أن يحذركم بأدب.

ولكن ليجب لنا هو على السؤال التالي:

عندما نشرتَ في صحيفتك الآلهة بأن سناح قد سقطت وأن الضالع باتت تحت رحمة العدو، وأن الحوثيين قد انتصروا.

من الذي وقع في فخ الغباء ، ومن الذي عقر المهنية ، وداس على الأخلاق الوطنية

وأظهر الإعلام بأسوأ صوره.

عموما.. حتى لا يأتي أحد ويمارس فهلواته على الناس باسم الإعلام.

هناك جيوش الكترونية في وسائل التواصل الاجتماعي، تخرس أكبر كبير، ومعرضة للوقوع في فخاخ الشائعات التي يصنعها المرتزقة، لكنهم اجتهدوا وإن اخطأوا فلهم أجران. وبين إعلاميين تشهد لهم الصحافة والساحات والجبهات والمواقف ، متدربين متمكنين ، ومع ذلك يخطئون..

ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه.