إياد الشعيبي يكتب:
سّد العورة!!
بعد أن انفضح للمرة الألف بل المليون، ومثلما يقولوا عندنا "وجه ما يحمّر" أو ما "يزرق" وفي سابقة ليست الأولى في مسيرة ارتزاقه السياسي ولا منشوراته "التافهة" التي تقتات على الفتنة و "القوادة" وإثارة نعرات المناطقية والتحريض على الدم والقتل.. هذه المرة منشور تضامني واحد من منشورات صحفي يمني شمالي "عزيز"، يرفض الحرب وتجارة الدماء، وينتصر بشرف الإنسان قبل الانتماء لأشقائه في الجنوب، منشور واحد حوّل "صاحبنا" إلى أضحوكة مؤلمة، مخزية متناقضة.
منشور واحد كان بمثابة قنبلة استطلاع أخلاقية.. لا بل صاروخ كاشف للعورات، أحرق حسابات لوبي "العفن الدموي" وحسابات مموليهم وأسيادهم.. منشور أزعجهم ليس لمحتواه الإنساني التضامني، بل لجغرافية صاحبه، التي طالما عزفت ذات الشلة والأقلام من دعاة "اليمن العظيم" على تأجيج العداء لكل ما هو شمالي ليلا والانتصار له نهارا. فكيف يعقل أن يخسروا ليس فقط حرف الوعي في الجنوب، لا بل في الشمال أيضا.
الشرف والكرامة لا جغرافيا لها.. والإنسانية لا تقيّدها عروق ولا أنساب.. لكن بالمقابل لربّ تعليق حاقد بألف حجة ودليل.
"أنت ربّ بسطتك.. وللجنوب ربٌ يحميه".. مع اعتذاري للتاريخ في استجلاب هذا التشبيه. أراد صاحبنا هكذا استدعاء قضايا البسطاء الذي كان له دور واسع في تأجيجها والتحريض عليها.. وطالما أجاد استخدامها لإبقاء هذا الواقع المكرّس للحقد والكراهية والاستخدام السياسي. لا يهمه سفك الدم.. بل سفك الطماط.. هكذا نلخّص حالة الإسفاف الفظيع.
ليس هذا وحسب، بل ذهب إلى تبسيط اهتمام الشمالي المنصف بقضاياه، والسخرية منه ووعيه، ظنا منه، وهو يعتقد أن خطاب "البسطات" سيجدي في استجلاب حمية الكراهية.. كما اعتاد صاحبنا استغلال الأحداث. أو هكذا ظن.
انتشرت الفضيحة التي تزامنت مع دعوات الفجر الجديد، وخرجت من نفس "مؤخرة الكراهية والدم" التي أطلقها عادل الحسني وانيس منصور وعبد الرقيب الهدياني واحمد ماهر وبشير الحارثي.
ولأن كل فضيحة تحفّز وعي الجنوبيين للفرز، وتدفع بشعبية المنحطين في قاع التاريخ.. لا بد من تغطية لعورة الفضيحة، ولكن ماذا سيقول، وكل أساليب المكر والتضليل قد مارسها، وباتت جميعها مكشوفة.!!
ويزيد انكشافها بعد فشل أهدافهم.. وافتضاح مخططهم، وهزيمة أمراء حربهم.. وبهذه اللحظات يلتقي أخوة الدم والأرض والتاريخ في عدن.
فهل سيجدي "العراب" كوسيلة لسّد "العورة" .. مثلا؟؟؟
#إياد_الشعيبي