في كلية التربية
عندما تبدلت ابتسامتي بدموع!
نزلتُ من الباص أسارع في خطواتي إلى أن وصلت لبوابة "كلية التربية/عدن" لأحضر فعاليات أسبوع الطالب الجامعي في الكلية.. استقبلني حارس البوابة يستفسر عن بطاقتي ولم يكن في حسباني أن يُوجه لي هذا السؤال تلبكتُ قليلاً وأخبرته بعدها أنني لا أملك بطاقة جامعية، وإنني مدعوة لحضور فعاليات أسبوع الطالب الجامعي في الكلية...
دخلتُ الكلية وأنا أراها قد تزينت وإزدادت جمالاً فوق جمالها السابق بعد ترميمها والإهتمام بها.. هناك كانت الأشرطة والقصاصات الملونة معلقة في الهواء وعبارة "أهلاً وسهلاً بكم" ترحب بالحضور الذين غطوا المكان في حشد مهيب وعروض أجمل من فرق الغناء والرقص الشعبي والمسابقات..
كانت الأجواء جميلة للغاية الكل مستمتع يغني ويرقص ويصفق والزغاريد من كل مكان، شباب وشابات #عدن قد ملأوا الدنيا ضجيجاً ، الكل يمسك جواله ليلتقط أجمل الذكريات ويخلدها في تاريخ حياته وكانت البسمة هي العامل المشترك بين كل اللقطات...
استمتعتُ كثيراً بكل الفقرات التي تفاجأت بها ولم أكن أعلم أنها ستكون بهذه الروعة والإبهار.. بين الحشود كانت عيناي تبحث عن أخي وزميلي الذي دعاني للحفل ، اخترقت كل المسافات وكل الإتجاهات ولم تجده ، حتى يأست وقررت متابعة مايشدني متابعته من فقرات، وأنا أجولُ بناظريّ في المكان لأستطلع الفعاليات واختار ما سأتوجه لمتابعته لمحت عيناي لافته متوسطة "بنر" مُعنونة بـ " شهداء كلية التربية في حرب 2015" فتوجهت إليها مباشرة لأتعرف على الزهور التي فتحت في شوارع حبيبتنا عدن وكان داخلي إحساس في كل خطوة أخطوها نحو هذه اللافتة أن هناك ثمة شخص معروف ضمنهم..
مررت ببصري عليهم صورة صورة حتى وقعت عيناي على صورة صدمتني لا أدري لمّ كانت يدي ترتعش وقلبي ينبض بقوة وأنا أشعر بالإنهيار ، هذه صورة صديقتي التي كانت في الدفعة التي بعدي! صديقتي التي كنا نجلس سوياً في الباص عندما نلتقي ونتكلم طوال الطريق، صديقتي الهادئة المجتهدة التي كانت تسلم عليّ كلما قابلتني! نعم إنها هي ! صديقتي التي جعلتني صورتها أمرر شريط ذكرياتي معها وأبكي لأني اليوم وفقط اليوم اكتشفت أنها استشهدت بعد مرور عامين من الحرب اللعينة ولم أدرِ بعد كيف استشهدت! آاااه كم كانت لحظة أليمة وأنا أنظر لأولئك الشهداء شعلة الحرية الذين أضاءوا عدن بدماهم الزكية وكم كانت أقسى وأنا اكتشفهم اليوم!
ناموا قريري الأعين شهداءنا ، فالجنة أجمل مسكن لأرواحكم الطاهرة النقية، ولا نامت أعين الجبناء!!
مريم محمد