الرابع من مايو في تقويم حياتي

كان من نصيب مايو أيضاً أن يحجز تاريخاً أضافياً في تقويم حياتي ، فالخامس من مايو قد سجل اسمه يوماً للاعلان عن طي أعوام من التعب والاجتهاد والدراسة واحتفلت به بتخرجي من الجامعة والذي يعتبرها الجميع ذكرى سعيدة ، على النقيض من ذلك كان السادس من مايو الذي سجل ذكرياته بأحرف من سواد الليل والظلم ففيه نزحتُ مغصوبة من دياري أثناء حرب 2015 وفيه أيضاً نجونا من المجزرة التي اُرتكبت بحق الإنسانية في رصيف المواني في التواهي وهو التاريخ نفسه الذي سقطت فيها مدينتي "التواهي" بيد الميلشيات الحوثية الغازية للجنوب.. ليأتي يومنا الموعود الذي عددنا الايام والساعات والثواني بإنتظاره وهو اليوم -الرابع من مايو- ويضيف ذكرى جميلة سأحتفظ بها طويلاً وأرويها للأجيال .. إنه يوم الإعلان التاريخي لعدن..

هذا اليوم الذي خرج فيه شعب الجنوب بمئات الآلاف بل قد تجاوزوا المليون ليقولوا وبشموخ يضاهي شموخ الجبال أنهم الشعب الأبي الذي يرفض الظلم دوماً ولا يركع إلا لخالق الأكوان..

هذا اليوم الذي هز فيه الأحرار الأرض بأصواتهم وملأوها ضجيجاً أسمعوا من بهم صمم ومن وضعوا أصابعهم في آذانهم علّهم يغيرون الواقع ويعودون بعجلة الثورة للوراء لكنهم لم يفلحوا ولن يفلحوا!

انه اليوم المبارك الذي جمع قلوب الجنوبيين ووحدهم حتى رأية وشعار وهدف واحد مفوضين للقائد عيدروس الزبيدي في كل مايراه مناسباً لتحقيق هدف التحرير والاستقلال الذي قدموا من أجله أزكى الدماء وأكبر التضحيات ..

وهو اليوم الذي سأكون شاهدة عليه وسأرويه للأجيال بعدي عندما أحدثهم عن بدايات انتصار الجنوب.. سأحدثهم عن القائد العظيم الذي وبحكمته وإخلاصه لقضيته ووطنه استطاع أن يجعل كل الجنوبيين يلتفون حوله ، يحيطونه بحبهم وثقتهم اللامتناهية ،
سأحدثهم عن ذلك القائد الشهم الذي لم تهتز له شعره وهو يواجه صواريخ وقذائف العدوان لكن وبمجرد رؤيته لتلك الحشود المليونية تصرخ وتهتف بإسمه بأصوات كادت أن تلفظ حناجرها بعدها دمعت عيناه وتوقف عن الكلام فالصمت في حضرة العظماء كعظمة هذا الشعب أبلغ من الكلام ، ليحمل وبكل اقتدار وعزيمة واصرارً مسؤولية عظيمة ويضع على عاتقه آمال شعبه في العيش بحرية وكرامة في دولتهم المستقلة ، ويرد عليهم بعبارة لايقولها إلا العظماء لشعوبهم قال " أسأل الله أن يجعلني قادراً على رد الوفاء لكم بروحي ودمي" في مشهد وكلمات لاتتكرر بمبادلة الوفاء للوفاء بين الشعب والقائد ، فأيُ قائدٌ أنت ياعيدروس، وأيُ قلوبٌ قد كسبت!

هنيئاً لنا جميعاً هذا الإعلان التاريخي الذي سيليه عملٌ وجهدٌ جبار على الأرض وكلنا ثقة بقائدنا أنه لن يخذلنا وسيصنع بيديه وأيدي شعبه فجر وتاريخ هذا الوطن المرتقب، بدايةً بتأسيس الكيان السياسي الذي أعلن عنه اليوم وانتهاءًا بإعلان تحرير واستقلال الجنوب وعاصمته عدن الأبية.
مريم محمد