مشاري الذايدي يكتب:

قمم مكة... على قطر أن تختار

يصوّر الإعلام الإخواني - القطري - التركي، القمم الثلاث بمكة المكرمة، التي انتهت أعمالها بخاتمة رمضان، بجوار الحرم المكي، بأنها تستهدف المسلمين والعرب؟!
اختزال العرب والمسلمين، بل العالم كله، في الدوحة وطهران وأنقرة، قصدي الأنظمة الحاكمة بهذه العواصم، وليس الشعوب طبعاً، هو استهتار ليس فوقه ولا تحته مثيل له.
العرب... والمسلمون... وقبلهم دول الخليج، بما في ذلك قطر - ولحضور قطر سبب يأتي ذكره - حضروا قمم مكة، من خلال قادتهم وممثليهم الشرعيين، وكانت المواقف واضحة، لا شية فيها ولا غموض.
رفض تصرفات النظام الإيراني الخميني وعصاباته الحوثية اليمنية، وكل عصاباته بسوريا والعراق ولبنان وغيرها، في بذر بذار الفوضى والفتن الأهلية واغتيال مفهوم الدولة، من خلال خلق كيانات موازية منافسة، مثلما هو صنيع «حزب الله» بدولة لبنان ولجان «الحوثي» بدولة اليمن و«حشد المهندس» بالعراق.
بيان القمة الخليجية كان واضحاً تماماً، وكذلك بيان القمة العربية - رغم تحفظ العراق المفهوم بسبب خوف ساسة العراق من عصابات إيران العراقية - وكذلك بيان القمة الإسلامية، الذي هو «الأخفّ» لغة بين هذه البيانات.
ومع ذلك فقد أعرب بيان منظمة التعاون الإسلامي عن التضامن مع السعودية والدعم «اللامحدود لجميع الإجراءات التي تتخذها لحماية أمنها القومي وإمدادات النفط». كما دعت منظمة التعاون الإسلامي المجتمع الدولي «إلى تحمل مسؤولياته لضمان حركة الملاحة البحرية وسلامتها وضمان استقرار أمن المنطقة».
الأمر واضح، والمواقف أوضح، وكما جاء في كلمة العاهل السعودي الملك سلمان، خادم الحرمين الشريفين، فترك إيران طيلة 4 عقود تجترح قبائح الأمور، من خلق ميليشيات وتجسس على الدول والتفجير والقتل ورمي الصواريخ على مدن العرب، هو الذي جعل سدنة النظام الإيراني يوغلون في الغي ويتمادون.
هذه رسالة لساسة الدوحة، أنتم مع من؟ وهل لديكم، بعيداً عن ضجيج الإعلام القطري - الإخواني - الإردوغاني - قدرة حقيقية على مصادمة هذه الحقائق والخروج من الجلد العربي والخليجي؟
استغرب البعض من حضور قطر، بوفد رفيع برئاسة رئيس الحكومة، لقمم مكة الثلاث، وشبكة «الجزيرة»، وغيرها من أدوات قطر، قبل ذلك كانت قد فتحت مدفعيتها الكلامية ونيران الإشاعات على قمم مكة قبل بدايتها.لكن شبكة «سي إن إن» الأميركية - غير المتهمة بحب السعودية! - كشفت في تقرير عن القمم الثلاث الأخيرة بمكة المكرمة أن ضغطاً أميركياً مورس على قطر من أجل دفعها إلى إرسال وفد رفيع المستوى للمشاركة فيها ووقف التحريض عليها!
هجوم إيران على نفط وأمن الخليج، ليس فقط ضد السعودية والإمارات. هو هجوم على صميم الوجود الخليجي العربي، وعلى قطر أن تختار، هنا لحظة السياسة الحقيقية الراشدة، لا السياسات الكيدية المراهقة.