علاء حنش يكتب:
قادة الجنوب في الجبهات.. من يشبهكم
قد يتفق معي الجميع ويختلف القليل فيما سأتحدث عنه في هذه السطور، لكن عندما يكون الأمر واضحًا كوضوح الشمس؛ فالجدال فيه كـ"سراب يحسبهُ الضمان ماء"!.
لا شك أن الحرب الأخيرة افرزت متغيرات كثيرة، وكشفت نوايا الكثيرين تجاه القضية الجنوبية، فتبين كيف هرولوا بسرعة جنونية تجاه الوحدة متناسيين دماء شهداء الجنوب التي سُفكت من أجل استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو / أيار 1990م، رغم انهم بالسابق كانوا ينادون بفك ارتباط الجنوب عن الشمال، لكن لا نعلم ما الذي تغير الان، ولماذا تغيرت أراهم الان بالذات؟!
لا شك أن أي قائد محنك، ومخلص، ووفي، سواءً كان عسكريًا أو سياسيًا، يتحلى بصفات تجعلهُ قريبًا من قلوب المواطنين والجنود، فترى تصرفاته العفوية كيف توضح شخصيته الرهيبة، بالأضافة لسلاسته في التعامل مع الجميع، سواءً مع الخصوم أو الأصدقاء، وتلك ميزة لا يتمتع بها من القائدة إلا القليل، وسأتحدث عن هذا القائد قليلًا اليوم.
إن زيارة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي صباح يوم عيد الفطر المبارك الموافق 4 يونيو / حزيران 2019م، لجبهات القتال في محافظة الضالع تعتبر رسالة شديدة اللهجة لكل المتربصين بوحدة الجنوبيين، وتدل، بما لا يدع مجالًا للشك، العمل الكبير الملقى على كاهل هذا الرجل، الذي يتربص له كل من لا ينتمي لهذ الوطن الجنوبي.. فلقد فضل الرجل (الرئيس عيدروس الزُبيدي) قضاء العيد بجوار المقاتلين الأبطال الجنوبيين، وكان باستطاعته قضائه في دولة خارجية (سواءً عربية أم أجنبية)، أو حتى في قصره بالعاصمة الجنوبية عدن، غير انهُ يدرك حساسية المرحلة، ففضل الجبهة على القصر، فهو يعمل، ومن ثم يعمل، ومن ثم يعمل، وهذا الأمر لا يدركه إلا من تهمه مصلحة الجنوب، أما المغردون خارج السرب فلا يشاهدون إلا ما يريدون مشاهدته ورؤيته فقط.
الأدهى من كل ما سبق ذكره، وصول الرئيس عيدروس الزُبيدي، خلال زيارته، إلى جبهات التماس (الجنوبية الشمالية)، وهي مناطق خطيرة لا سيما مع امتلاك الحوثيين طائرات مسيرة، إلا أن القائد الذي لا يخاف الموت هو من ينتصر مهم طال الزمن، وهذا القائد هو (عيدروس).
في مقابل كل ذلك العمل والجد والمثابرة من قبل الرئيس عيدروس الزُبيدي، نرى وزراء من حكومة الشرعية يتبادلون التهاني بمناسبة عيد الفطر المبارك وهم في قصورهم التي لا يستطيعون التحرك منها قيد أنملة؛ لانعدام الحاضنة الشعبية لهم، والمخزي في الأمر تبنيهم خطابات أكبر من حجمهم وحاضنتهم الشعبية، فتراهم دائمًا يخفقون بأي شيء يريدون القيام به.
نعم.. استطيع أن اقولها اليوم، وبكل وضوح وصراحة، وأمام الجميع، "البون شاسع، والفرق مابين السماء والأرض، بين قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة القائد عيدروس الزُبيدي، وقيادة حكومة الشرعية، ومن لديه عكس ذلك الكلام فليدلوا بدلوه، فكلنا أذان صاغية!".