محمد الجنيدي يكتب:

المشروع المجنون.. ودولة السفاح الجديدة!

قيل أن الشخص لا يرى الأخطاء التي يقع فيها، فيما هو يركز على أخطاء الآخرين وينصح وهو غارق في الأخطاء، هذا المثل يطبق على أنصار حكومة هادي، إذ يتهمون خصومهم (المجلس الانتقالي وانصاره) بان مشروعهم قروي وجنوني وما إلى لك من توصيفات لا أساس لها، على الرغم من أن المجلس براء من اي شتم قد ينتج من موال له.
بمجرد مناصر موال للشرعية يتعرض للشتم تطالع أقوال، المشروع الجنوني ويناير جديد، وهذا الشاتم ستجده إما مغتربا ووضعه صعب، وإما تجده بلا مرتب ، وإما يتعذب جراء الخدمات واثكلت الأوضاع التي تمر بها البلاد كاهله.
من الطبيعي أن يغضب المواطن من حديثك ويكون رده قاسياً وأنت تطبل للشرعية الخارقة، التي لم تصنع شيء سوى أنها تعذب المواطن حد اللحظة. 
مشروع الدولة الجديدة هذه التي يتحدث عنها انصار هادي، سيقودها الجنرال علي محسن الأحمر الذي حول جنوب اليمن إلى إقطاعية خاصة به يجني منه الأموال، وحتى اللحظة لا يزال الرجل يدافع عن مصالحه في الجنوب، فلو كان عاقلاً وهو يعلم أن الجنوب اليوم غير عن جنوب 94 لسلم منابع نفط شبوة للنخبة وكذا لسلم وادي حضرموت لأهله، لكنه يأبى إلا أن يستكبر ويواصل تحويل الجنوب الى اقطاعية خاصة به، لذلك لا تتوقع من أحد أن يصدقك وانت تتحدث عن دولة جديدة سيقودها الجنرال السفاح، والمواطن يرى بعينه أن هؤلاء لصوص لا يعرفون شيء اسمه دولة، وإنما يتحدثون عن "دولة" ستعمل على ضرب الجنوب عسكريا ، وستعمل على نهب ثرواته بالقوة، وستتصالح مع الحوثيين إذا اضطر الأمر ، والمهم في الأخير حماية المصالح!
ياسيدي لا يوجد هناك يناير جديد ولا تغش الناس بذلك، وإنما واقعا، هناك مشروع يقوده المجلس لإبعاد الجنرال وشلته، وهناك مشروع آخر يقوده الأحمر ليحتل الجنوب مجددا، وللأسف هناك من يساعده من الجنوبيين على ذلك، إذ أن أي اقتتال يحدث هو مابين أتباع الجنرال بلباس جنوبي، وما بين المجلس الانتقالي كما حدث في شبوة مؤخراً. 
لم يتشكل هذا المجلس او يظهر ليكون مجرد واجهة لاطماع إقليمية كما يقال او يتوهم البعض ، بل هو امر واقع ترتعب منه الشرعية وهو لم يبدأ عمله بعد. هو لا يسعى الى الحكم او التمسك به، وانما سيدير مرحلة انتقالية في الجنوب طال الزمن ام قصر ، ولاحقا سيسلم الحكم الى سلطة مدنية جنوبية تظهر بتوافق الجميع، وفقاً للمسمى الذي اطلقه على نفسه.