محمد الجنيدي يكتب:

شيشة وقات في سفارة اليمن بالرياض

لك أن تتخيل أن الذي يظهر في الصورة يشغل منصبا دبلوماسياً، عينته حكومة هادي ليمثلها في السعودية، كما أنه صحافي إخواني موال لقطر وعلي محسن الأحمر ومدعوم بشكل وثيق من السفير السعودي محمد آل جابر، ويملك ذباب إلكتروني باسماء فتيات وشبان.
لك أن تتخيل أن هذا الشخص الذي يدخل في جدل مع صحافيين وكتاب من الأشقاء في التحالف العربي ويسيء لهم، إثر حوادث في الجنوب ليس له علاقة بها، يمثل دولتك اليوم!
هذه هي دولة الرعاع والفارين التي يعدونكم بها في الجنوب، وهؤلاء هم من يجوعون شعبهم في الشمال والجنوب ويؤخرون الحسم العسكري والحلول السياسية، لأنهم وصلوا إلى أنه بات لديهم القدرة على شراء شجرة القات يومياً بمبلغ قد يكلف أكثر من 500 ريال سعودي، بعدما كانوا يعيشون في فقر مدقع.
هؤلاء هم الذين يصفون نخبة حضرموت بالمليشيات وهي التي قدمت شهداء وجرحى في سبيل صنع الاستقرار للمواطن الحضرمي، بينما كانت سماء المكلا ممتلئة بالطائرات الأمريكية، وبينما كانت الشرعية مسترخية في الرياض.
هؤلاء هم الشرعيون الذين يحيكون المؤامرات لنخبة شبوة، بينما كانوا غائبين حينما كانت محافظة شبوة ملطخة بالدماء، ويدعون لها بالمزيد من المآسي والكوارث والمزيد المزيد من سيلان الدماء، لأن ذلك يضمن لهم البقاء في مناطق الثروة، واليوم يريدون حصد ما زرعه غيرهم على حساب أمني وامنك.
هؤلاء هم الذين خانوا الضالع وطعنوها في الظهر عندما انهارت الويتهم الوهمية قبل فترة ليست طويلة، وهللوا وكبروا بقدوم الحوثي وقالوا": احرقوا الضالع ويافع.
هؤلاء هم الذين طعنوا التحالف العربي في الظهر حينما أُكتشف أن الجيش الوطني حبر على ورق لا وجود له على ارض الواقع، بينما خسرت الدولة السعودية عليه أموالاً ضخمة، واليوم يظهرون مع قطر معلنين حربهم ضد التحالف بعد ما ارتوت عروقهم من المال السعودي والإماراتي.
هؤلاء هم الذين يصرف عليهم المال حتى اليوم، ولا يحققون تقدما على الحوثي إلا عبر الواقع الافتراضي.
هؤلاء هم الذين فروا أثناء الحرب وفترة فيما بعد الحرب وبعد أن عملت رجال الجنوب على الأرض يريدون العودة ووصف كل من يخالف دولة الشيشة والقات، بالميليشيات.
هؤلاء هم الذين يريدون الجنوب ضمن دولة موحدة بالقوة لكنهم يرفضون اعطائه حقه.
لك أن تتخيل أن هؤلاء الناس يديرون الدولة اليوم، ويريدون استعادة صنعاء وإسقاط الحوثي بشيشة وقات.
لك فقط أن تتخيل أن هؤلاء لم يكونوا شيء إلا بأموال الشعب وارتزاقهم.
هؤلاء هم الرعاع الذين يريدون من المواطنين في الجنوب الوقوف معهم لاستعادة مؤسسات الدولة، والنهوض بها، بفسادهم، بإرتزاقهم، بعبثهم، بمماطلتهم، بالإساءة إلى الجنوب وأهله، بالمؤامرات على الجنوب، بنكران تضحيات الرجال!