ناصر التميمي يكتب لـ(اليوم الثامن):

الإنتقالي والجامع خطوة على الطريق الصحيح

منذ اليوم الأول لإعلان الوحدة المؤومة دخل الجنوب في بوتقة الجهل والتخلف وحكم على نفسه بالإنتحار السياسي في واحدة من أسوأ الإتحادات على وجه المعمورة التي قامت في القرن العشرين وأنا أعتبر يوم 22 من مايو 1990م هو اليوم الذي سقطت فيه دولة الجنوب سقوطها الأبدي ووقعت بين مخالب القوى القادمة من عصور التخلف والإنحطاط ومنذ ذلك اليوم النحس سعت قوى الفيد إلى اللعب على رؤوس الثعابين وبدأ يبثون سمومهم الخبيثة في عموم الجنوب بدءا بإستقطاب بعض العملاء والأيادي الخبيثة التي كانت تعمل لصالح نظام صنعاء من داخل سلطة الحزب الحاكمة وبدأت تزرع الشقاق والفرقة بين رفقاء الدرب وإن بشراء الذمم أو بالتهديد والإغراءات أو بالقتل وتمكنت من تفتيت وحدة الجنوبيين الذين إنغمس بعضهم في ملذات القادمين من أرض اللادولة ولم يتم إعلان حرب صيف 1994م الا بعد أن تأكدوا بأن الجنوب أصبح مجزأ الكلمة وهو مامكن نظام الإحتلال اليمني من السيطرة على الجنوب مستغلا حالة الإنقسام والضعف التي كان يعاني منها نظام الحزب الإشتراكي.

وبعد التمادي من قبل قوى الشمال وإمعانهم في التنكيل بشعب الجنوب إنفجرت ثورة الحراك الجنوبي التي عمت الوطن إلا أنها إنصدمت بجدار الصراع الذي ظهر بين قيادات المكونات الجنوبية نتيجة لإختراق قوى الحراك من حكام صنعاء الذين نجحوا في تفريخ المكونات الحراكية بشرإء بعض ضعفاء النفوس الذين باعوا أنفسهم لعباد الوثن وأرتضوا بأن يكونوا أداة لضرب وطنهم لشئ في نفس يعقوب وهذا السبب الحقيقي الذي ساهم بقدر كبير في تأخر حسم الأمور في الجنوب.

فقد أخذت الخلافات. تتطور وتحولت من تراشق بالبيانات إلى الصراع على المايكات على منصات الإحتفالات وفي بعض الأحيان تأخذ شكل آخر وصل الى حد العراك بالأيادي وإستمر الحال كذلك ما أصاب الناس بحالة الإحباط الشديد على خلفية الإنقسام المصطنع في صفوف المكونات التي وصل عدد الى العشرات وأغلبها شكلية هدفها خلق حالة من الفوضى في صفوف الثورة الجنوبية السلمية.

ومن بين هذا الزحام كان الجنوب على موعد مع مولود جديد حمل إسم المجلس الانتقالي الجنوبي ليبدأ بعد ذلك فصل جديد من النضال والإنتقال من مرحلة المد الثوري إلى مرحلة البناء المؤسسي والتي بدأت بتأسيس المجلس الانتقالي الذي ضم في صفوفه عشرات المكونات الجنوبية المؤمنة بالتحرير والإستقلال وبذلك أصبح الإنتقالي الجنوبي الحامل الرئيس للقضية بموجب التفويض الشعبي الذي حصل عليه ليقطع الطريق أمام كل القوى المتربصة بالجنوب التي تريد إشعال الفتنة داخله كي بتسنى لهم الإستمرار في مسلسل النهب والسلب.

وعلى مدى الفترة الماضية من عمر المجلس الإنتقالي الجنوبي حمل على عاتقه مهمة توحيد الصف الجنوبي لمواجهة الخطر القادم وبالفعل أطلق مرحلة جديدة من الحوار مع القوى الجنوبية الأخرى من خلال التواصل معها فقد قال الرئيس عيدروس الزبيدي من لم يأتي إلينا سنأتي إليه وعلى هذا الهدف سار الإنتقالى وذلك لتقريب وجهات النظر حول الهدف المنشود المتمثل في الإستقلال وكل يوم والجنوبيين يزدادون قوة بتوحدهم وإن هناك بعض القوى الجنوبية مازالت تسير على قدم واحد ولها أجندتها الخفية التي تريد تنفيذها لكنها لن تستطيع لأن الإنتقالي قد قطع شوطا طويل في لملمة بعض الجراك التي أصابت جنوبنا.

وإنطلاقا من مبدأ. التصالح والتسامح الجنوبي خطى الإنتقالي خطواته المدروسة للتقارب مع كل القوى الجنوبية التي تكافح من الإستقلال وعقد الكثير من اللقاءات في هذا الصدد ومازال يسير على نفس النهج الذي حمله على عاتقه منذ نشأته الأولى وما اللقاء الذي عقد في مقر قيادة الإنتقالي بالعاصمة عدن مع وفد حضرموت وممثلين عن الجامع الحضرمي يأتي في إطار لملمة الصف الجنوبي وتوحيده و الذي عانى طويلا من الفرقة والشتات و أعاق مسيرة النضال ولكن بفضل الله وبفضل الرئيس القائد عيدروس الزبيدي بدأت كثير من الأمور تتحقق وبما أن الإنتقالي فتح أبوابه أمام كل الشرفاء من أبناء الجنوب ومد ذراعيه لهم من اجل الإلتفاف حول الهدف المرسوم.

وتأتي زيارة قيادة الجامع للإنتقالي ربما لتدارس كثير من الملفات الشائكة في حضرموت وللتأكيد أن حضرموت من الجنوب والجنوب حضرموت ولايمكن لها أن تغرد خارج السرب مهما حاول دعاة الفتنة إثارة النعرات والفوضى فذلك لن يجدي أبد لأن أبناء حضرموت قد حسموا أمرهم فلاداعي لمن يحاول التطاول عليها لأجل فرض أجندته ووضعها تحت الوصاية اليمنية مرة ثانية يكفيها ما أصابها من سلخ لجسدها ونهب لثرواتها وخيراتها من قبل حكام 7/7 الذين قسموها الى مربعات حسب الثروة وإستحوذوا عليها بحجج واهية فلقاء عدن التاريخي بين الإنتقالي والجامع لعله يكون فاتحة خير للجنوب وحضرموت على وجهه الخصوص وهي خطوة على الطريق الصحيح.


مدير الإدارة السياسية لإنتقالي بروم ميفع