ناصر التميمي يكتب لـ(اليوم الثامن):

عن أي برلمان يتحدثون !

في أغلب دول العالم توجد البرلمانات وهي عبارة عن مجالس تشريعية تشرعن القوانين وتعمل لصالح شعوبها بعيدا عن المحسوبية وتلميع صورة الحاكم وتمرير الصفقات المشبوهة من هنا وهناك ولصالح فئة على حساب الشعب فهنا أنا في صدد الحديث عن أفشل وأطول برلمان في العالم والذي قد تجاوز عمره الإفتراضي وبات عبارة عن متحف يضم رمز الفساد والتجويع إنه البرلمان اليمني وحرام نطلق عليه تسمية برلمان لأنه تجاول الحد المعقول المتعارف عليه في العالم وبات أشبه بملهى ليلي يأتي اليه الزنادقة من كل حدب وصوب يتبادلون الأحاديث الخرافية ويتلذذوا بما طاب لهم من المأكولات والمشروبات متناسين معاناة الشعب الذي ينخر الجوع جسده في ظل تراخي ماتسمي نفسها شرعية.

في اليمن غالبا عندما كانت تحدث اي دورة انتخابية سواءا رئاسية أو برلمانية أو للمجالس المحلية يسودها جو التزوير من قبل الحزب الحاكم حينها بزعامة عفاش وزبانيته والدورة الإنتخابية لآخر مجلس نواب يمني سيطر حزب المخلوع على أغلب المقاعد النيابية وبعده الأحزاب المفرخة من جسده جميع من حالفهم النجاح في هذه المجلس بأي طريقة من الطرق لايمتلكون المؤهلات العلمية بل أغلبهم عبارة عن مشائخ لقبائل وسماسرة اتى بهم الحزب الحاكم ليحقق أهدافه وأطماعه في السلطة وهم عبارة عن دناصورات لايفقهون شئ في الأمور التشريعية كل همهم هو حصولهم على الأموال وبدلات السفر وغيره وكان هذا البرلمان سبب في تمرير الكثير من القوانين والتشريعات التي تخدم الحاكم وأعوانه دون غيره والتي كانت وبالا على المواطن.

وبعد سقوط النظام في صنعاء وسيطرة الإنتقابيين على الشمال وهروب هادي إنتقسم المجلس بعد أن أصابه العجز نتيجة تجاوزه عمره الإفتراضي مابين شرعية هادي الفاسدة والإنقلابيين أذرع إيران في المنطقة وبهذه الضربة لم يعد شرعيا أبدا بسبب الإنقسام الحاصل الذي أصابه بمقتل ولم يعد قادر على ان يفعل أي شئ سوإء الضجيج الإعلامي الذي من خلاله يحاولون تلميع الشيخ العجوز الذي لم يعد قادر على الحركة ناهيك عن ممن توفوا من أعضاءه ويعاني المجلس الإحتلال من حالة الجمود والرقود الطويل بسبب تشتت أعضاء في أكثر من دولة.

وقبل بضعة أشهر حاولت الشرعية الفاشلة عقد جلساته في الجنوب لاسيما في عدن أو المكلا لكنها فشلت فشلا ذريعا نتيجة حالة الرفض الشعبي لهذا البرلمان الذي أصبح وكرا للفساد وعندما فشلوا في تحقيق ما كانوا يريدون تحقيقة ذهبوا به إلى سيئون القابعة تحت الإحتلال وعملوا لهم مسرحية هزلية نتيجة عدم إكتمال النصاب القانونية بعد أن جلبوا الآلاف من الجند لتأمين جلسات العار ولولا تلك القوات لتمكن أبناء سيئون من طرد مجلس الخداع والفساد وبرغم الأموال التي منحت لهم لما جاء هؤلاء النفر ومرروا ألاعيبهم العفنة على حساب الملايين من الجوعى والفقراء الذين يعانون الأمرين جراء سياسة التجويع التي تمارس ضدهم والمسؤول الأول عليها مجلس البلوة الذي أصبح بمثابة دار للعجزة والمسنين الذين يزاحمون عند توزيع الأتاوات ويغيبون عندما يكون الأمر متعلق بتحديد مستقبل الأمة وماحدث في سيئون من جلسة شكلية وهلامية هي محاولة يائسة لإحيا هذا الكهل المسمى برلمان وهو بعيد جدا هذا الإسم وتلميع صورته من جديد بعد أن أكل منه الدهر وشرب.

والفضيحة الكبرى التي كشفت عورة هذا المجلس هو اختيار البركاني لرئاسته وهذا قمة الغباوة والوقاحة وهو واحد من رموز النظام السابق الذين تسببوا في إغراق البلد في وحل. الفوضى والإقتتال فماذا ينتظر منه الشعب ؟ الرجل لم يحقق شئ عندما كانت السلطة مع حزبة فكيف اليوم وهو هارب في فنادق الرياض ومجلسه مجزأ إلى أكثر من جزء.

وكلما زاد نشاط الإنتقالي الجنوبي داخليا وخارجيا زاد نواحهم ونباحهم وراحوا يعزفون الموسقى وينفخون في بالونة مجلس النواب المشروخة ويهددون ويتوعدون شعب الجنوب بأنهم سيعقدون جلسات برلمانهم الممزق داخل أراضي الجنوب وتحديدا في عاصمة الجنوب عدن وهذا لن يحدث ابدا لكنهم يريدون إمتحان شعب الجنوب ويرسلون رسائل تطمينية لأنصارهم ويبيعون لهم الوهم على أن مجلسهم الفاقد للشئ مازال حيا وهو في الحقيقة قد مات وشيع الى مثواه الاخير.

وما تصريحات المدعو البركاني رئيس برلمان السحت والبطون الكبيرة إلا وهم أراد من خلالها الإستعراض إعلاميا وأنه قادر على إحياء الخراب حيث قال هذه التصريحات وهو يعلم أنه غير قادر على العودة الى عدن. ولن تستطيع اي قوة في الأرض على إعادته حتى وان غررت بهم حماقاتهم فالرد سيكون قاسي ومزلزل وربما سيعجل ذلك في حسم الأمور مهما كانت التضحيات وهنا يجب أن يعلم البركاني ومن على شاكلته من المرتزقة الذين يردون العودة الى الجنوب وإن من النافذة هذه المرة الجنوب لن يقبلكم أبدا إذهبوا إلى مأرب ومارسوا ألاعيبكم هناك عند أهلكم وناسكم وإفعلوا ماتشاؤون أما عدن فليست بحاجة لكم يكفيها ما قد أصابها جراء حقدكم الدفين عليها ودعوها تقرر مصيرها فنباحكم زاد هذه الأيام وياترى عن أي برلمان يتحدثون.

مدير الإدارة السياسية لإنتقالي بروم ميفع