د.علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

دبابيس في زمن الحرب

1- في حفلة جلست امرأة بجوار برناردشو ( الكاتب والمؤلف الأيرلندي الشهير)
فهمَس في أُذنها :
هل تقبلين أن تقضي معي ليلة مقابل مليون جنيه ؟

فأجابت المرأة وقالت : طبعاً بكل سرور .

فعاد وسألها : هل من الممكن أن نُخفِّض المبلغ إلى عشرة جنيهات فقط ؟
فغضبت المرأة وصرخت في وجهه قائلة : هل جننت من تظنني أكون ؟

فقال لها بهدوء شديد : "نحن [عرفنا] من تكونين"
نحن فقط مختلفون على الأجر ليس إلّا ..!

- لم يذكر التاريخ اسم المرأة لكنه ذَكَر أسماء كثيرة تُمثل نهج هذه المرأة من كتاب وساسة وصحفيين وإعلاميين وغيرهم .
إذا خُفِّضَ أجرُهم اليومي ينتقلون إلى مقاعد المعارضين يحدثونا عن الوطنية والقيم والأخلاق والشرف والأمانة والانتماءات !!
وبمِثل هؤلاء الساقطين تَسقُط القيم والأخلاق وتسقط معها الدول والأوطان !!!

2- الصحفي الفرنسي ايما نويل رزافي عبر تحقيق استقصائي في مجلة "لوبوان" :
ارسلت سؤالا بريديا لرىيس وزراء اليمن عن كيفية شراؤه فيلا بشارع (اينا الباريسي ) على بعد خطوات من قوس النصر ب (9,6) مليون يورو ولم أتلق اجابة .

وذكرت "المشهد" وقالت:
هذا مثال حي لفساد الشرعية اليمنية حيث أضحى فساد الحكومة الشرعية لا يضاهيه (فساد) ولا يقارن في حدوثه في الحقب السابقة من الحكومات التي تعاقبت على إدارة البلاد والدولة(المتهالكة) اقتصاديا وسياسيا وعسكريا.

زمام يقارع رؤساء أعظم الدول العظمى

في حادثة هزت الوسط والشارع اليمني بشكل عام , وتفاجأ بها (الشعب) عند تسريب وثائقه توضح مقدار المرتب الذي يتقاضاه مدير البنك المركزي اليمني في العاصمة(عدن) محمد منصور زمام وهو الراتب الذي تجاوز رواتب الكثير من رؤساء(أمريكا, بريطانيا) في ظل الحرب وعدم الاستقرار المالي والاقتصادي الذي تشهده اليمن.

ووفق الوثائق فإن زمام يتقاضى راتبا قدرة(40 ألف دولار) فيما يتقاضى نائبه(30 ألف دولار) شهريا.. وبذلك يكون قد حطم زمام رقم قياسي تجاوز رؤساء دول عظمى من ضمنها الرئيس الأمريكي الذي يتقاضى (33 ألف دولار) ورئيس جنوب افريقيا (17ألف دولار شهريا) والرئيس الفرنسي (أقل من 17 ألف دولار) ورئيس وزراء بريطانيا (16ألف دولار) والرئيس الروسي (12ألف دولار) شهريا.

وأعتبر راتب محافظ البنك ونائبه فضيحة فساد ينبغي على الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة الوقوف أمامها بكل حزم.. ويشهد الريال اليمني عدم استقرار وتدهور وارتفاع مخيف في سوق العملات ينذر بكارثة وشيكة وحتمية في قادم الأيام.

تواصل حجم الفساد في مرتبات الجيش

تواصل لمسلسل الفساد الذي يضرب أسوار المؤسسة العسكرية والجيش الكرتوني، قال مسئولون في الجيش الوطني والمؤسسة العسكرية "أن حجم الفساد يعصف بها ويصل ذروته، حيث وصل إلى أربعة مليار ريال يمني (شهريا) وتعاني هذا المنظومة العسكرية من فساد مخيف ومذهل وخاصة من بعد حرب صيف (2015م).. وتعاني المؤسسة العسكرية في الجيش الوطني من كثير من الاختراقات والتجاوزات غير القانونية من خلال الأسماء الوهمية والازدواجية والاستلام من أكثر من وحدة عسكرية في آن واحد.
ولم يقف فساد الشرعية والحوثي في نهب أموال و ثروات الشعب فالكل يتساوون في الجريمة ..وهم فقط يريدون تأمين مستقبلهم هم وأسرهم إذا دقت ساعة الصفر فهم قد أمنوا كل شيء للعيش في الخارج فاليمن لم يعد يهمهم كوطن ولكن المال والثروة الحرام التي جمعوها هي الوطن المتنقل الذي سيعيشون في المستقبل !!


3- في إحدى الحروب كتب أحد الجنود رسالة تم العثور عليها في ملابسه بعد مقتله, يقول فيها :
* إن مُتّ .. لا تصدقوا كل شيء ، فإن قالت لكم أمي في برنامجٍ تلفزيونيّ سخيف : كان يتمنى الشهادة وكان يقول : ( نموت ..نموت ويحي الوطن .. ) ، لا تصدقوها ، فأنا لم أقل ذلك ، وأنا مثلكم أحب الحياة ولا أتمنى أن أموت ، لكنّ المذيعة ذاتَ الحُمرةِ الفاقعة أقنعتها أن تقول عني ذلك .
* أما صديقي ذلك الذي حمّل صورة لي على صفحته في الفيسبوك و كتبَ شِعراً وهو يتغنى بِـ شهادتي حدادا...لا تصدقوه ، فهو منافق كبير وكم من المرات طلبت منه أن أستدين مبلغاً بسيطاً من المال لكنه كان يتهرّب مني.
* أما صاحب الفخامة .. فلا تصدقوه أبدا وهو يتغنّى بِـ روحي القتالية العالية و حبي للوطن في حفل التأبين ، أترونَ طقمه الأنيقَ ذاك ؟ لقد اشتراه من سرقة المعونات المخصصة لنا ، نحن أبناء الفقراء بهذا البلد وقود للحروب التي هم يوقدوها, أما أبناء صاحب السيادة والفخامة فهم أما خارج البلد مترفين أو يتسكعون في الكافي هات والملاهي.
* وهؤلاء الذين يطلقون الرصاص في الهواء بتشييع جثماني ، ترى من هم؟؟؟ لم أرهم أبداً في أي معركة ؟!!
* كما أني لا أعرف شيئاً عن شعارات حب الوطن والقائد ولكن البندقيةِ إغواءً / كما النساء/ تستفزُّ الرجولةَ الحمقاء.
* إن مُتّ .. برصاصٍ ، أو بقذيفةٍ سقطت مصادفةً بقربي ، أو إنْ مُتّ قهراً .. لا فرق
لا تصدقوا سوى تنهيدةَ أمي عندما تكون وحيدة وانكسارَ أبي ودمعةً خفيفةً نبيلةً من حبيبةٍ لطالما وعدتُها أنْ أكونَ بخير.،،فلا نامت أعين الجبناء،،ومن يتغنوا بِـ نضالنا.
* لطالما سألت نفسي لماذا فقط أبناء الفقراء هم الشهداء،،؟؟وهم المدافعين ؟؟؟ وهم لا يملكون مترا على هذه الأرض؟؟.وتباع عليهم قبورهم؟؟.لماذا لم نسمع موت مسئول ؟؟ أو ابن مسئول من أجل الوطن؟؟؟
فهل وجدت الإجابة بعد موتي. .!!
* أنا آسف يا وطني لم أمت لأجلك ،، ولكني مت لأجل لقمة العيش في وطن لم يوفر اقل متطلبات حياتي !!
وفي زمن الحروب من يدفع الثمن هم المخلصون الذين يتساقطون على ثرى الوطن هم الشرفاء الذين تختلط دمائهم الزكية بتربته فتنبت زهور الحرية وتستعيد الكرامة الوطنية التي باعها تجار الحروب .
د. علوي عمر بن فريد