د. أيمن سمير يكتب:

هتلر و«الإخوان المسلمون»

لا يقل خطر تنظيم الإخوان عن «داعش» و«القاعدة» على ألمانيا والدول الأوروبية، هذه هي الخلاصة التي توصلت إليها المخابرات الداخلية الألمانية على أكثر من مستوى مخابراتي، وهو ما دفع أكبر حزبين في المانيا وهما الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي تنتمي له المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل، وشريكها الأكبر في الإئتلاف الحاكم الحزب الاشتراكي الاجتماعي إلى بحث إدراج جماعة الإخوان «كتنظيم إرهابي».

لكن ربما أخطر ما قالته التقارير المخابراتية الألمانية أن تنظيم الإخوان له أفكار مشابهة للأفكار النازية، فما هي مخاطر التنظيم الإخواني على المانيا؟ وهل يمكن أن تصل التفاعلات الحزبية في ألمانيا إلي إدراج «الإخوان» كتنظيم إرهابي ليس في ألمانيا وحدها بل في كل أووربا؟ وكيف دعمت قطر والقرضاوي الخلايات المتشددة والمتطرفة في ألمانيا؟

أخطر من القاعدة وداعش

طوال عقود خدع تنظيم الإخوان الساسة والحكومات الألمانية بأنه جماعة معتدلة، وعندما وقعت أحداث 11 سبتمبر 2001 التي قامت بها القاعدة، وما اقترفه داعش من مذابح بداية من 2013 قدم التنظيم الإخواني نفسة «كجماعة وسطية» أقل خطورة من داعش والقاعدة.

لكن تقرير رئيس جهاز الاستخبارات في ولاية شمال الراين فيستفاليا الألمانية، بوركهارد فرايير الذي صدر في مارس الماضي دفع السياسيين من كل الأحزاب الألمانية للتحرك لإدراج التنظيم الإخواني «كجماعة إرهابية» لأن تقرير بوركهارد فرايير، دق ناقوس الخطر عندما قال «إن خطر جماعة الإخوان أكبر من داعش والقاعدة على المستوى المتوسط، وفسر ذلك بقوله: "يمكن للمخابرات متابعة داعش والقاعدة بسبب سلوكهما الظاهر والمباشر بدعم العنف، لكن تنظيم الإخوان يؤسس لجيل من الإرهابيين. وأن الإخوان يمنعون المهاجرين الجدد من الإندماج في المجتمع الألماني، وهو أكبر خطر داخلي تواجهه ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية"، وتملك الآن المخابرات الألمانية قضية متكاملة الأركان تؤكد نشر الإخوان للكراهية ودعم الإرهابيين من خلال معلومات حصلت عليها الأجهزة الألمانية من النشاط المريب لما يسمي "بالمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا" وهو الممثل الرئيسي لشبكة "الإخوان" في ألمانيا.

ومكمن الخطر هو الدعم المباشر من "الإخوان" للشخصيات المتطرفة في ألمانيا والتي أفتت بالقتل، ومن بين تلك الخلايا الإرهابية التي تلقت دعماً كاملاً ومباشراً من الإخوان شبكة الإرهابي "أبو ولاء" التي كانت تخطط لشن هجمات على منشآت أمنية في ألمانيا. وصنف الادعاء العام الألماني "أبو ولاء" بأنه ينتمي لجماعة الإخوان، وداعم قوي لتنظيم "داعش" في ألمانيا.

تمويل قطري

والحقيقة أن الوعي الأوروبي بخطورة الإخوان لم يتوقف عند المانيا، ففي النمسا أيضاً قالت وزارة الداخلية إن تنظيم "الإخوان" يشكل مركز الخطر الأمني الذي تواجهه البلاد من خلال السعي لسيطرة الجماعة على عقول الشباب وتوجيههم نحو الأعمال الإرهابية والقتل والترويع.

وأن المساجد التي تسيطر عليها جماعة الإخوان تحولت بالفعل لمراكز لنشر الفكر المتطرف ليس فقط داخل النمسا بل في كثير من دول الاتحاد الأوروبي، ورصدت الأجهزة النمساوية والألمانية معاً تمويلات ضخمة من قطر ومؤسسات يترأسها يوسف القرضاوي لدعم النشاط الإرهابي للإخوان في المانيا وأوروبا، ولمنع هذا التمويل وافق حزب المستشارة ميركل قبل أشهر على تبني قرار سيقدم للبرلمان في نهاية العام يمنع التمويل الخارجي عن المساجد والجمعيات الدينية العاملة في ألمانيا.

ربما ما قاله تقرير المخابرات الألمانية حول الإخوان يؤكد ما جاء في كتاب الصحافي الاستقصائي أيان جونسون "مسجد ميونخ" الذي يؤكد بالوثائق عن وجود دعم متبادل وعلاقات خاصة جمعت تنظيم الإخوان بالزعيم النازي أدولف هتلر، وأن الإخوان ساعدوا هتلر في إعادة تجنيد وتعبئة الأسرى القوقازيين "المسلمين" من الاتحاد السوفيتي السابق في بداية الحرب العالمية الثانية للقتال بجانب هتلر حيث قتل منهم أكثر من 450 ألف قوقازي ممن قاتلوا بجانب النازي ضد الجيش الأحمر السوفييتي.

ولعب سعيد رمضان زوج ابنة حسن البنا، دوراً كبيراً في تحويل ولاء القوقازيين من القتال بجانب الاتحاد السوفيتي في بداية الحرب إلى القتال بجانب ألمانيا الهتلرية من خلال الدعاية الكاذبة التي قادها سعيد رمضان، كما أن الفيلم الوثائقي "إخوان النازية" الذي أخرجته جيهان يحيى توفيق، أذاع وثائق كثيرة تؤكد إرسال حسن البنا لأكثر من 15 ألف إخواني مصري للقتال بجانب هتلر في الحرب العالمية الثانية، وهو ما يشير إلى أن فاشية التنظيم الإخواني لا تقل عن نازية هتلر.

* نقلاً عن "البيان"