عادل النزيلي يكتب:

الشرعية وحسابات غير وطنية لخدمة الأجندة القطرية

حسابات الشرعية غير وطنية، ولا تتعلق بالدفاع عن شرعية ووحدة، ويظهر بوضوح تأثرها بالأجندة القطرية ومساعيها تحجيم دور الإمارات باليمن.

لهذا تفرط الشرعية بالحديدة لصالح مليشيا الحوثي لقطع الطريق على حلفاء الإمارات باسم السلام، فيما تنسف السلام وتعلن الحرب جنوبا على حلفائها باسم الشرعية.

الحكومة الشرعية خلال استنفارها لمواجهة بيان ابن بريك الذي عدته يمس بسيادتها ومؤسساتها، اعتبرت ذلك لحظة تاريخية فارقة.. حد يفعلهم نكز ويذكرهم أن عاصمة الوحدة صنعاء!

والسؤال، لماذا تستميت الشرعية لمنع أي خطوة للانقلاب عليها في عدن، وفي الوقت ذاته توقع على التفريط بسلطتها على مدينة وموانئ الحديدة لصالح المليشيا الحوثية عبر اتفاقية السويد؟!

ثقتي بأن عدن ستتجاوز أزمتها وسيعود الاستقرار عكس ما يريده الحوثي والإخوان لها.

وستبقى مواقف الشخصيات الجنوبية الحرة شاهدة على مسيرة نضالهم.

وعلينا أن لا ننسى خمس سنوات من جرائم الحرب الحوثية من تفجير منازل وقتل وسحل وتجنيد أطفال ونهب ممتلكات وسرقة موارد الناس وسرقة إغاثتهم الدولية، بينما لم تبذل الشرعية أي جهد لملاحقة قيادة المليشيا دوليا أو حتى محليا ولمجرد حادث عابر من أشخاص منفلتة يشتوا يحاكموا الانتقالي! هل هناك حرب حقيقية ضد الحوثي؟

الحوثي نازع على السلطة وتبنى في اليمن ألف جرعة، واليوم تضيق بالناس مناطق سيطرته ومهددون كما يقول هو خارجها ولا يزال الأعور الدجال عبدالملك الحوثي بكل وقاحه يطالب الناس الموت في سبيله ودفاعا عنه.

متى سيفهم المغفلون الذين غرر عليهم الحوثي أن كل سوء وصلت له اليمن وأحوال الناس سببه الرئيسي وبلا منازع هو الحوثي وانقلابه.

ستة ملايين يمني هجرهم الحوثي من مناطق سيطرتهم في سلوك منظم، ويذرف دموع التماسيح على قلابين من المرحلين في عدن من قبل مجموعة من المنفلتين، هذه تمثل وقاحة ما شفنا ولا عمرنا بانشوف مثلها.

ولا يعقل أن من هجر ستة ملايين يمني ومزق الحياة السياسية وشتت الأحزاب وانقلب على وفاق وطني وسجن رئيس جمهورية في منزله من مليشياته المنفلتة، واغتال رئيسا سابقا في منزله، يحاول الظهور اليوم وكأنه هو من أسهم بشكل رئيسي في ترسيخ الوحدة التي يتغنون بها، ويتحدث عن الوضع الأخلاقي الحرج للانتقالي لمجرد تصرف فردي! صحيح إذا لم تستح كن حوثيا.

كما أن تقرير الاسوشيتد برس (حول فساد المنظمات الأممية في اليمن) يجب أن لا يمر مرور الكرام، فهو يفسر تاريخا من السفه الأممي في التعامل مع الحالة اليمنية وفي المقدمة اتفاقية السويد وحوارات اللجنة المشتركة لإعادة الانتشار.

الحكومة الشرعية مطالبة بموقف حازم ومراجعة شاملة للعلاقة مع الأمم المتحدة ووكالاتها وطريقة عملها في اليمن.

هذا التقرير كشف فضيحة للأمم المتحدة ومنظماتها بتحويل سياراتهم لتاكسي ومركبات أجرة في خدمة قيادة المليشيا الحوثية لتأمين تنقلاتهم.

بمعنى أن منظمات الأمم المتحدة لم تكتف بالفساد المالي بل تحولت إلى طرف بالصراع يقوم بمهام حربية ولوجستية على الأرض تحمي تنقل القيادات الحوثية وتضمن سلامتهم!!

هذا التقرير أكد أن الأمم المتحدة تتعربد باليمن وتشتري القيادات الحوثية كمطية لصفقات فسادها، وتمارس نزوات استعمارية بموانئ اليمن على ظهر المغفلين من المشرفين الحوثيين.

وللتذكير فإنه في ظل غياب تام لوكالات الأمم المتحدة المشغولة بنقل قيادات المليشيا الحوثية وتقاسم أموال الإغاثة، اضطرت المقاومة الوطنية (حراس الجمهورية) الأسبوع الجاري للقيام بإجلاء وإيواء وإغاثة مئات الأسر في مخيمات النزوح بمديريات الساحل الغربي بعد جرف السيول لخيامها.

أما بريطانيا والولايات المتحدة فتبدوان عاجزتين عن إدارة الملف اليمني وأضعف من تجاوز مشكلة واحدة حتى إنهما ظهرتا بقدر مهين أمام العالم.

ولا نعلم كم من الوقت تحتاجه بريطانيا وأمريكا ومليشياتهم الحوثية حتى يقتنعوا أن اليمن ليست العراق ولا ليبيا ولا سوريا.