مشاري الذايدي يكتب:

لا بأس بقتل مرضى السرطان المصريين ”في سبيل الله“

أصابَ «القرفُ» كلَ صاحب ضمير حي ونفس سوية، بعد تفجير مستشفى الأورام السرطانية في القاهرة.

من هو المجرم الذي انحدر إلى هذا القاع السحيق من الخسة، وصار بلوى إضافية على هؤلاء المرضى المساكين المصابين بأقبح مرض يصاب به الإنسان ويذعر منه أهل المريض؟

سرعان ما تبين، حسب بيان الأمن المصري، أن السيارة المفخخة التي قتلت وجرحت مرضى السرطان والعاملين وربما الأهالي، كانت من ترتيب جماعة «إرهابية» تفيد الإشارات الأولية بأنها جماعة «حسم» أو «لواء الثورة» وهي ميليشيات إخوانية طفحت على السطح، بعيد إزالة حكم «الإخوان» وفض اعتصام عصاباتهم في «رابعة» و«النهضة».

تصنيف هذه الجماعات المسلحة بأنها إرهابية ليس فقط من الجانب المصري، بل هي مصنَّفة كذلك من جهات مثل بريطانيا وأميركا.

حسناً، ربما قال قائل، هذا تلفيق من الداخلية المصرية ضد «المعارضة» السلمية الإخوانية. يعني كيف يستقيم عقلاً أن يكون مستشفى أمراض سرطانية هدفاً إرهابياً؟!

بيان الداخلية المصرية حول تفجير مستشفى معهد الأورام القومي بأنه «ناجم عن سيارة تم تجهيزها بالمتفجرات استعداداً لتنفيذ (عمل إرهابي)؛ لكنها انفجرت عندما كانت تسير في الاتجاه المعاكس على كورنيش النيل أمام المعهد». وأكد اللواء فاروق المقرحي، مساعد وزير الداخلية الأسبق، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الأسلوب والطريقة التي ظهرت في الحادث يدلان على تورط (حسم)»، محذراً من «(الخلايا النائمة) لـ«الإخوان»، الذين ما زال لهم وجود في مفاصل الدولة المصرية، حيث يروجون من وقت لآخر (الإشاعات)، ولا يظهرون مواقفهم المضادة إلا للمواطن البسيط.

لم يكن المستشفى، إذاً هو الهدف الأصلي، بل هدف آخر قريب منه، لكن لم يمانع المنفذ من التهور للدرجة التي جعلت مرضى السرطان هدفاً.

يوجد في أدبيات الجماعات الإرهابية المسلحة فكرة تستخدم بمثل هذه الحالات هي «التترس» يعني لو لم تقدر على ضرب هدفك الأصلي إلا من خلال أبرياء جعلهم العدو ترساً فلا بأس! كما توجد مقولة تستخدم دوماً لتسويغ مثل هذه الحالات وهي: «يبعثون على نياتهم»!

المهم التهوين من الجريمة… والاستمرار فيها.

الشرق الأوسط