عفاف سالم تكتب:

عدن تنتصر فتحية لفخامة هادي و الانتقالي

ابان المواجهات الدامية التي شهدتها عدن توجهنا بدعواتنا العاجلة في اكثر من مقال للأخوة في التحالف للتدخل وتحمل مسؤوليتهم ازاء ما يحدث من سفك لدماء شبابنا الابرياء وناشدنا المعنيين بتحكيم صوت العقل ونبذ العنف والحرص علئ وحدة الصف و اللحمة الجنوبية اولاً وقبل كل شيء .

وحقيقة لقيت تلك الدعوات و لله الحمد تأييداً واسعاً و ترحيباً كبيراً و استحسانا فالغالبية تعاف الفوضى و استشعروا الخطر و صار المطلب الاهم تعزيز الامن عقب انفجار الوضع و توجيه ابناء الجنوب نيران اسلحتهم لصدور بعضهم .

وللأسف سقط القتلى والجرحى و تأزم الوضع وغدا مأساويا وزاد الطين بلة الحديث عن الاسرى ولا حول و لا قوة الا بالله فالقتيل جنوبي و الجريح جنوبي و الاسير ايضاً جنوبي وازداد الرصيد في الثلاثة الايام من الايتام و الثكالى و الارامل و باختصار كان الوجع برمته بعدن جنوبي جنوبي وبامتياز .

والضحايا في الغالب شباب عافوا البطالة والتسكع في الشوارع و التحقوا بالعسكرة لتأمين لقمة عيش كريم تقيهم و اسرهم الحاجة و العوز و النتيجة و جدوا انفسهم وقوداً في محرقة اخوية اخوية جنوبية جنوبية تود ان تبتلعهم عن بكرة ابيهم ان لم تتم العودة للرشد و تحكيم العقل .

المخطط كان رهيبا بحق الجنود الابرياء الذين لا حول لهم ولاقوة فمنهم من قتل و جرح في تحرير عدن عقب الاجتياح الحوثي ومنهم من تم تصديرهم للقتال بجبهات لا ناقة لهم فيها ولا جمل جبهات تخاذل اهلها فيها عن الدفاع عنها ومن ثم تم الزج بالاخوة في عدن لمواجهة بعضهم بعض لاشعال فتنة تلتهم الاخضر و اليابس .

فحمدا لله وشكرا ثم للتحالف الذي تحمل المسؤولية و لكل من اجتهد لوقف الصراع الدائر واسهم في اخراس اصوات البنادق و ايجاد الحلول العاجلة والناجعة قبل ان تخرج الامور خارج نطاق السيطرة فالنار سريعة الاشتعال بطيئة الانطفاء كون من سينفخون لاستمراريتها كثر و كثر جداً حيث قرأنا عن فتوى تكفير جديدة بحق من يطالب باستعادة الدولة التي مازال كرسيها في الامم المتحدة شاهدا لها .

وقرأنا عن الوية كانت ستأتي لتدافع عن شرعيتها في البقاء لنهب مقدرات الجنوب و ليس دفاعا عن شرعية هادي والا لحررت مناطقها اولا .

وقرأنا عن ضرب لخزانات المياه و بعض الاحياء بصور متعمدة وعشوائية بغية حرمان السكان من مياه الشرب و ترويعهم فأي حقد دفين هذا ؟!

وقرأنا كيف يصبون النار على الزيت لحماية مصالحهم غير آبهين للدماء التي سفكت و المواجهات التي حدثت.

ورغم كل ذلك انتصرت عدن باستشعار القادة للمسؤلية قبل انفلات الامور للهاوية فغمرت بهجة العيد و فرحة العيد قلوب الاطفال بملابس وحلوى العيد وخرجوا للعب مجددا مستبشرين بعودة الامان عقب صمت اصوات الذخائر و اخراس افواه البنادق وكانوا قد سجنوا لايام بسببها ...

فتحية لفخامة هادي ولكل العقلاء والخيرين الذين لبوا النداء و حكموا العقل وحقنوا الدماء في الوقت المناسب قبل ان تصل الامور الى أسوأ مما وصلت اليه

بقي ان نقول للجميع كما جسدتم الوطنية وتغليبكم لها على المصالح الانية عززوا روح الاخاء و ترجموها على الواقع بجلاء بعيدا عن سياسة الاستقواء و الاقصاء و ثقافة الغالب والمغلوب التي ان نبشت الماضي ستعيد العجلة للوراء و الجهود والتضحيات ستذهب هباء و نكرر ادفعوا معاً بعجلة التنمية نحو البناء والاصلاحات لينعم الناس بالامن ويعم الرخاء و اذكركم ان كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.

نسأل الله الرحمة للقتلى و الصبر لأهليهم وذويهم و الشفاء العاجل للجرحى .

وما تنسوا الصلاة و التسليم على سيدنا وشفيعنا عليه صلاة ربي وسلامه وعيد مبارك وكل عام و الجميع بخير ووئام .

عفاف سالم