ناصر التميمي يكتب:

عادت عدن وعاد المعاشيق

منذ حوالي ثلاثين عاماً والجنوب يرزح تحت أسوأ إحتلال على وجه الأرض حيث مارس أبناء العربية اليمنية الذين إستباحوا الجنوب في العام 94م تحت مبررات واهية وفتح نظام صنعاء حينها الباب على مصراعيه لجراده الجائع الذي قدم إلى الجنوب ليعيث فيه فساداً فعملوا على ضم كل شي بأنيابهم الحادة والسامة وبوجود هؤلاء الغرباء في أرض الجنوب ساءت الحياة في الجنوب في كل مفاصلها وتم تميش الشعب وكوادره الذين أزيحوا من وظائفهم العسكرية والمدنية وتم نهب الثروات في البر والبحر ولم يبقوا على شئ ناهيك عن تدمير التعليم والصحة.

كل ذلك لم يرضى به الشعب فبدأ يخطط للتخلص من هذا الإحتلال بأي شك من الأشكال وفعلاً نجح أبناء الجنوب في تفجير ثورتهم السلمية في عام 2007م مطالبة برحيل الإحتلال إلا أن النظام الموجود حينها واجه الشعب بكل مايملك من قوة فواجهها الشعب بصدور عارية ولم يستطع إخمادها لأنها تحمل مشروع وطن متمثل في نيل الإستقلال والخروج من عباءة صنعاء مهما كلف ذلك من ثمن. 

فعدما بدأت عاصفة الحزم بعد غزو الحوثيين للجنوب هب الجنوبيين في مواجهة هذا المد الفارسي والغزو الجديد وإن حمل أشكال جديد و غريبة وتمكن الشعب من تحرير أرضه خلال أسابيع بدعم الأشقاء في دول التحالف العربي وعلى رأسها السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وبعد التحرير مباشرة عمل التحالف على إعادة الشرعية الى عدن في محاولة منه لتسيير الخدمات في الجنوب لكن هذه الشرعية عملت على محاربة الشعب في الخدمات وعلى مدى خمس سنوات من التحرير لم تقم مايسمى بالشرعية بإحداث اي تنمية بل سعت الى تجويع الشعب نتيجة سياستها الحقيرة ونشرت الرعب في كل مناطق الجنوب وكشرت عن أنيابها السامة التي تنهش في جسد الجنوب وهذا إستكمالاً لمشروعهم التدميري والتخريبي ناهيك عن حملات التحريض الإعلامي ضد أبناء الجنوب وقواته الأمنية والعسكرية وكوادره. 

وكان من نتائج ثورة الحراك الجنوبي ولادة المجلس الجنوبي بزعامة القائد عيدروس الزبيدي الذي حمل على عاتقة مهمة قضية الشعب في مواجهة القوى اليمنية الهمجية التي تريد إعادة نفسها إلى الجنوب مرة أخرى بغطاء الشرعية واتفقت هذه القوى على مواجهة المجلس الجنوبي الحامل الرئيس للقضية الجنوبية وانشغلوا بمحاربته وتركوا الحوثي الذي إحتل منازلهم من خلال توقيف الجبهات في الشمال ونقلوا ثقلهم نحو المجلس الانتقالي وبدوأ يشنون حرب إعلامية شعواء وتحريضية ضد قوات الجيش الجنوبي ونتج عن ذلك الحادث الإجرامي الذي تعرض له معسكر الجلاء وشرطة الشيخ عثمان وراح ضحيته القائد الجنوبي الفذ منير أبو اليمامة قائد ألوية الدعم والإسناد وعشرات الجنود. 

لقد نفذ صبر الجنوبيين وليس بوسعهم الصبر أكثر من ذلك لقد أعطوا شرعية الفنادق فرصة كبيرة جداً على أمل تحقق إنتصار حقيقي على أرض الواقع يغير في المعادلة العسكرية والسياسية مع الحوثي فلم يتحقق شي وعلى الوجه الآخر نجح الجنوبيين في تطهير أرضهم في أسابيع قليلة لأنهم يحملون مشروع دولة. حيث كان لهم الفضل الكبير في تطهير فصر المعاشيق سابقاً قصر اليمامة حالياً من الحوثيين وأفسحوا المجال أمام حكومة الفنادق للعودة الى عدن وادارة شئونهالكن للأسف الشديد تركت هذه الحكومة أولوياتها المنوطة بها وراحت تحارب الشعب بالخدمات وبدات تخطط لتمكين حزب الإصلاح مقاليد الأمور. والذي حاول إسقاط عدن لتنفيد أجندته الخبيثة وعبث بالأمن والإستقرار وبدأو يشنون حملاتهم العدائية ضد المجلس الإنتقالي وقيادات العسكرية والمدنية.  

 وعلى وقع هذه الجريمة الشنعاء التي حدثت في عدن أعلن الشعب في الجنوب عن هبة شعبية للثأثر لابو اليمامة ورفاقه ولإستعادة الدولة الجنوبية المسلوبة بمساندة قوات الجيش الجنوبي بقيادة المجلس الإنتقالي وفعلاً تمكن أبناء الجنوب في فرض أمر واقع على الأرض بالسيطرة على العاصمة عدن بعد أيام من القتال مع قوى الإصلاح المهيمن على الحكومة وسقطت معسكراتهم كأوراق التوت في أيدي قواتنا الباسلة بما فيها قصر المعاشيق الذي عاد الى أصحابه بعد ان حوله المحتلين من قصر للسلام والمحبة الى وكر للظلم والإستبداد وقد عمت الجنوب فرحة عارمة بعد إعادة السيطرة على عدن وقصر المعاشيق وبذلك يكون الجنوب اليوم قد طوى صفحة سوداء في تاريخه ليبدأ عهد جديد عنوانه التصالح والتسامح وان الجنوب يتسع للجميع وأنه لن يرضخ بعد اليوم لأي إملاءات أبداً وهذه خطوة كبيرة على طريق إستعادة الدولة من رجس المحتلين اليمنيين وأنا هنا أجدها فرصة لأهني شعبنا وقيادتنا السياسية بمناسبة عيد الأضحى المبارك ويوم النصر. لقد عادت عدن وعاد المعاشيق. 

مدير الإدارة السياسية لإنتقالي بروم ميفع