ميلاد عمر المزوغي يكتب:
مترو الإنفاق في طرابلس مشروع الرئاسي للنهب
مجلس وصاية لا يخضع لرقابة اية سلطة محلية، لأجل تنفيذ اجندات من اتوا به الى السلطة المتمثلة في نهب المال العام وإحداث فتن بين مكوناته الاجتماعية، وإحداث اجسام موازية للشرعية، ميليشيات مسلحة ايديولوجية وجهوية لتكون بديلة عن الجيش الوطني الليبي والأجهزة الامنية، ولاءها لتنظيم الاسلام السياسي (الاخوان -المقاتلة).
في سبيل السطو على المال العام بالداخل والخارج تم تخصيص المليارات من العملات الصعبة لقطاع الكهرباء لتجديد الشبكة، والنتيجة هي تهالك الشبكة وتخريدها وإعادة تصديرها من قبل عصابات اجرامية على مرأى ومسمع من الرئاسي، ليعم الظلام كافة ارجاء البلاد. وبخصوص مشروع النهر الصناعي الذي يغذي معظم مناطق البلاد بالمياه الصالحة للشرب والزراعة ووفرت الدولة انذاك قطع الغيار ولوازم استمرار ضخ المياه (مولدات، مضخات)، إلا انه ومع سيطرة الميليشيات على السلطة فانه تم الاستيلاء عليها ونقلها الى حيث يمكن التصرف فيها سواء بالبيع او الاستعمال الخاص وكذلك التعديات على المنظومة ما سبب في اهدار المياه وتوقف بعض ابار الانتاج فأحدث نقصا حادا في مياه الشرب وبالأخص بالعاصمة. كما تم فتح اعتمادات لكبار التجار لاستيراد السلع الضرورية، تبين لاحقا ان الحاويات الموردة اما فارغة او تحوي مواد ليست ضرورية او منتهية الصلاحية مفضية الى ارتفاع جنوني في الاسعار التي تثقل كاهل المواطن.
لقد منحت حكومة الامر الواقع الوقت الكافي لتقديم الخدمات للمواطن، لكنها وللأسف منذ مجيئها لم تفعل شيئا لصالحه، بل ساهمت في تفاقم ازماته في مختلف القطاعات، ناهيك عن اكوام القمامة المنتشرة بالميادين والشوارع التي اصبحت احد معالم العاصمة. لقد دفعت الحكومة بالشباب الى المحرقة بدلا من العمل على تأهيلهم وتوفير مواطن شغل لهم ليساهموا في النهوض بالوطن، وبالتالي فهي فقدت مبررات استمرارها.
عقب اعلان تحرير البلد قبل ثمان سنوات، شنف الثوار اسماعنا بمقولة "الخير جاي"، اغدقوا علينا بعض الاموال التي كانت بالخزينة العامة على هيئة هبات (منح الاطفال) ونعتبرها فتاتا ليس الا، بينما استولى الاشاوس على المليارات من العملة المحلية والأجنبية، وظفوها في استيراد الاسلحة وشراء ذمم الشباب في كل من ليبيا وتونس وإرسالهم الى تركيا للتدريب على القتال (قد وعدوهم بإحدى الحسنين: النصر حيث النعيم الارضي او الشهادة-حور العين والجواري) ومن ثم الى سوريا لقتل ابنائها وتدمير مقدراتها وجعلها بؤرة للإرهاب. كيف للخير ان يأتي وقد استولى خريجي تورا وهضاب اليمن وتلالها على مقاليد الامور في بلادنا؟ الشعب في وطني يعيش حياة الفقر والبؤس والشقاء.تنعدم في وطني كافة سبل الحياة، بينما ينعم الثوار ومن في حكمهم نظير ماتم نهبه من خزينة الشعب، برغد العيش في تركيا وتونس والمغرب وغيرها حيث يمتلكون العمائر والشركات المتنوعة.
ما اعلنه وزير المواصلات المفوض بحكومة الوصاية عن اقامة مشروع مترو الانفاق بالعاصمة بقيمة عشرة مليارات دولار، نعتبره محاولة جديدة لإنفاق المال العام لتصب في صالح الحكومة لشراء السلاح (دعم الاقتصاد التركي المنهار) للمليشيات الارهابية الاجرامية التي تتبعها وإغداق الاموال على منتسبيها وشراء ذمم ضعاف النفوس من نواب الشعب وآخرون يعتبرون انفسهم مشايخ واعيان لبعض المناطق، وكتبة لم يحترموا الكلمة، وظفوها في تلميع صورة الحكومة الفاسدة، فأصبحوا ينعقون باسمها عبر فضائيات ووسائل اعلام رخيصة. نتائج انفاق المال العام على مدى السنوات الثمان السابقة وضعت الناس في أنفاق مظلمة.