شرعية الكيل بمكيالين

عند الإستقراء للقرارات التي صدرت ليلة البارحة والتي تصادف الذكرى الثانية والعشرون لإعلان الحرب على الجنوب في يوم 27 أبريل 1994 ، يتضح بأن من خطط لها يرمي من ورائها لإشغال الجنوبيين بقرار تغيير عيدروس كي يمرر بجانبه حزمة من القرارات التي تصب بمصلحة حزب الإصلاح.

حيث أن قرار إقالة الزبيدي وتعيين المفلحي يراد منه إحراق كلا الرجلين ، وذلك بأن غضب الشارع إزاء التغيير سيدفعهم لعدم تقبل البديل القادم ، كما يراد منه أيضاً استفزاز أنصار الزبيدي للقيام بردود أفعال عنيفة كي يتسنى لمهندسي القرار إطلاق صفة التمرد على الزبيدي وأنصاره، أو أن يدفعون بالقوة المصاحبة لعيدروس للعودة إلى الضالع وهنا تخلو عدن لهم ولمعسكراتهم فيصبحون المسيطر الوحيد عليها.

بالإضافة إلى أن قرار إقالة القائد هاني بن بريك وإحالته للتحقيق يهدف من ورائه هو الآخر لتحييد السلفيين وإضعاف شوكتهم ودفعهم إما للمواجهة أو لترك الجبهات والعودة إلى منازلهم.

ويتضح بأن الشرعية تنتهج مبدأ مكافأة المتخاذلون والفاسدون من أتباع الأحزاب الواقعة تحت سيطرة الزيود ، فيما تقصي المتفانون ممن كانوا هم ورجالهم أهم أدواتها لتحقيق الإنتصارات حتى تمكنت من إستعادة السيطرة على أكثر من 80% من الأراضي اليمنية.

وتبعاً لذلك ،فإن الأمر يستلزم التعقل وعدم التسرع بإتخاذ أي ردود أفعال غير مدروسة، لأنها قد تتسبب بإقتتال الجنوبيين فيما بينهم وتدمير العاصمة عدن والتي لا تزال تعيش معاناة حرب 2015م.

وعليه فإن استحضار وعي الجنوبيين قيادة وشعباً هو من سيحبط مشروع حزب الإصلاح الهادف لإمتلاك السيطرة الكاملة على عدن، حيث أن بإمكاننا تفويت الفرصة عليهم من خلال انتهاج الآتي:

- ثبات رجال الأمن والجيش والحزام الأمني في معسكراتهم وعلى أهبة الإستعداد للضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه لزعزعة الأمن واحداث الفوضى أو صنع البلابل في عدن.

- على الزبيدي بعد أن تحرر من ضغوط العمل كمحافظ وقيود السلطة أن يتفرغ لبناء المقاومة الجنوبية ويرص الصفوف للإستحقاقات القادمة.

- وقوف الجميع بجانب المفلحي كرجل قادم من رحم الثورة الجنوبية ومساندته لخدمة أهله وناسه في عدن من أجل إيصال رسالة للجميع بأننا صفاً واحداً لخدمة الجنوب وإن غاب أحد القيادات فخلفه من سيكمل المشوار بإذن الله تعالى.

- على الجميع أن يعبروا سلمياً عن رفضهم لتلك القرارات الإستفزازية سواءً قراري إقالة الزبيدي وبن بريك أو إحالة بن بريك للتحقيق وهو الذي يعد أكثر استفزازاً ويؤكد على أن نائب الرئيس هو من يقف خلف ذلك القرار.

- إدانة واستنكار جميع القرارات الخاصة بتعيين عدد من الوزراء التي جاءت لتمكين طرف متخاذل على حساب المقاومة الجنوبية والسلفيين الذين ضحوا بأبرز قياداتهم في الجبهات وحققوا العديد من الإنتصارات.

- إيصال رسالة مفادها،أنه في حال كانت قرارات الإقالة تأتي تبعاً للإخفاقات فإن المقدشي والأحمر هم الأكثر اخفاقاً والأحق بالإقالة قبل غيرهم والضغط على الرئيس لإتخاذ قرارات بحقهم بدلاً من انتهاج سياسة الكيل بمكيالين.