مشاري الذايدي يكتب:

ليس حباً في الشرعية ولكن بغضاً في التحالف

آخر شيء ممكن أن ينفع الحكومة اليمنية الشرعية في هذه الظروف هو أن يهتف لها نشطاء «الإخوان»، أو أشباه «الإخوان»، أو عوامّ «الإخوان»، أو جمهور «الإخوان»، في قطر وتركيا والكويت.
بداية، لا ريب أن الحكومة المعترف بها شرعياً ليس لدى السعودية والتحالف، بما فيه دولة الإمارات، بل لدى المجتمع الدولي، حتى الآن على الأقل، هي الحكومة التي يقودها الرئيس عبد ربه هادي منصور.
السند القانوني الذي بنيت عليه القرارات الدولية ذات الصلة بالشأن اليمني، وأهمها 2216، هو حماية وتمكين الحكومة الشرعية اليمنية، ومنع «الانقلاب» الحوثي من السيطرة على الدولة اليمنية.
صحيح أن هناك أسباباً أخرى لتدخل التحالف، بقيادة السعودية، في اليمن. من هذه الأسباب حماية الحدود والمدن السعودية من العدوان الحوثي المدعوم إيرانياً، كما ثبت بتواتر الهجمات الصاروخية و«الدرونز» على المدن السعودية والأهداف الاقتصادية والمباني الخدمية، مثل مطار مدينة أبها جنوب السعودية.
كما هو صحيح أيضاً أن من هذه الأهداف منع تحول اليمن إلى مثابة ومنطلق للتنظيمات الإجرامية الإرهابية، مثل «القاعدة» و«داعش»، خاصة في البيضاء وشبوة وأبين وحضرموت، ومأرب ربما، فقد كانت مأرب يوماً ما قاعدة لـ«القاعدة».
أيضاً حماية الملاحة الدولية في خليج عدن ومضيق باب المندب، وهي ممرات حساسة تحاول إيران السيطرة عليها من خلال وكيلها الحوثي، لابتزاز العالم - وليس السعودية والإمارات فقط - وتهديد حركة التجارة العالمية.
إذن لدينا هنا مجموعة أهداف، يعمل التحالف، بقيادة السعودية، على تحقيقها في اليمن. في مقدمها منع نجاح الانقلاب الحوثي على الحكومة الشرعية، لكنه ليس الهدف الوحيد.
من أجل تحقيق هذه الأهداف كان الحلف السعودي الإماراتي هو الأقوى و«الأصدق» في ذلك، ليس بالساحة اليمنية فقط، بل في الإقليم كله، من ليبيا، مروراً بمصر والسودان وسوريا، إلى العراق، ومن شمال سوريا إلى سواحل عدن.
هناك من لديه حساب قديم مع السعودية والإمارات، بسبب إحباطهما لمخططات قطر وتركيا وإيران في مصر والسودان واليمن.
يا ترى من هو الطرف الحاقد على بقاء هذا التحالف، ويسعى جهده لتقويضه؟
معلوم، جماعة «الإخوان» من خلال دولتهم في قطر، وتركيا طبعاً، وهم من يوقد نار الفرقة ويبذر الشكوك السوداء ضد دولة الإمارات، ليس حباً بالسعودية، بل بغضاً في بقاء حلف أبوظبي – الرياض، ومن أسف تهافت بعض المغردين على «تويتر» من البلدين، في تغذية وحش الفتنة وسقاية غول الفرقة، بزعم الدفاع عن الوطن.
حين يذرف نشطاء «الإخوان» ومغردوهم بقطر وتركيا، من يمنيين أمثال توكل كرمان، وغير يمنيين، الدموع على الحكومة اليمنية، فهنا الأمر ليس حباً في الشرعية، بل بغضاً في تحالف الإمارات والسعودية. وبصراحة لم يكن موقف حكومة الشرعية على مستوى المسؤولية في هذا السياق، بل كان، للأسف مرة أخرى، جزءاً من هذا السعي لإفساد الحلف السعودي الإماراتي... لكن الحلف كما قلنا في بداية الأزمة - هنا - باقٍ.